بيان "الصم والبكم والعمي" - أحمد محمد

ناقض المجتمعون في مباحثات صيغة أستانا الـ 20 الحقائق والوقائع في سوريا، ليتبين أنهم "صم، بكم، عمي"، وسذّج، مواصلين الضحك على لحى السوريين، عبر أكاذيب اعتادوا على تلفيقها واتهام السوريين بها.
اختُتمت أمس، الجولة الـ 20 لاجتماع "أستانا"، ببيان ختامي، عادت فيه الأطراف المجتمعة إلى اتهام الشعب في شمال وشرق سوريا، مجدداً، على الرغم من مساعيه المستمرة عبر نموذج "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، اللجوء إلى الحوار، وتقديم الحلول لحل الأزمة السورية، وإنهاء معاناة السوريين.
ويتبادر لذهن قارئ توصيات ومخرجات الاجتماع الذي استمر يومين في العاصمة الكازاخية، أن الشعب في شمال وشرق سوريا، يسعى للانفصال ويرفض وحدة الأراضي السورية، والحوار وحق السوريين في تقرير المصير، وقرار الأمم المتحدة رقم 2254.
وأنه يمنع السوريين من الوصول إلى ثروات شمال وشرق سوريا الباطنية، وفي مقدمتها النفط، ويلجأ إلى حرمانهم من حقوقهم فيها.
حجم هذه الاتهامات التي تكال ضد الإدارة الذاتية والشعب في شمال وشرق سوريا، لم يختلف عن السابق، إلا أن ما يدعو في اتهاماتها هذه المرة إلى السخرية لدى الشعب السوري، لا سيما القاطنين في مناطق سيطرة الأطراف المجتمعة، والمراقبين للأزمة السورية، ما اقرت به الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قبل الآن.
حيث أدلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في 18 نيسان العام الجاري، ببيان إلى الرأي العام، أطلقت عبره مبادرة لحل الأزمة السورية المتفاقمة منذ 12 عاماً، من أجل التوصّل إلى حل سلمي وديمقراطي ينهي معاناة الملايين من أبناء الشعب السوري.
فعن الاتهام بأن الشعب في شمال وشرق سوريا انفصالي، قالت الإدارة الذاتية حينها "إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نؤكد على وحدة الأراضي السورية ونؤمن بأنه لا يمكن حلُّ المشاكل التي تعيشها سوريا إلا في إطار وحدة البلاد، وفي هذا السياق وبغية تحقيق الحل نؤكد على استعدادنا للقاء الحكومة السورية والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية.
لقد أكدت التجربة عن طريق النظام الديمقراطي المعمول به في شمال وشرق سوريا، بأنه يمكن لشعب المنطقة أن يتمتع بالحقوق ذاتها، وأن يعيش بحرية، ضمن جو من الأمن والاستقرار بشكل طبيعي، وأثبتت أيضاً أنّه يمكنه القيام بحلّ مشكلاتها من خلال الإدارات الذاتية، التي تحقق إشراف المواطنين مباشرة على تسيير أمور مناطقه لتذليل العقبات ومواجهة التحديات فيها".
أما عن اتهام الشعب في شمال وشرق سوريا، وإدارته "الإدارة الذاتية"، بمنع وصول الثروات الباطنية إلى السوريين، قالت حينها الإدارة الذاتية "نؤكد أن الموارد الموجودة في شمال وشرق سوريا (النفط، والغاز، والمحاصيل الزراعية)، مثلها مثل غيرها من الموارد الموجودة في المناطق الأخرى في سوريا هي ملك لجميع أبناء الشعب السوري، ونؤكد مرة أخرى على ضرورة مشاركة هذه الموارد من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية عبر الحوار والتفاوض".
وكان الشعب في شمال وشرق سوريا، عبر الإدارة الذاتية، السبّاق في استضافة إخوته السوريين من المناطق الأخرى، والتي أكدت عليها الإدارة الذاتية في خارطة طريق حل الأزمة السورية "تبدي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا استعدادها لاحتضانهم واستقبالهم ضمن إمكاناتها المتاحة، كما استقبلت غيرهم من السوريين منذ بداية تأسيسها حتى الآن؛ وعليه فسوف تتخذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص".
وفي مقارنة بين توصيات ومخرجات الجولة الـ 20 من مباحثات بصيغة أستانا، وما أكدت عليه الإدارة الذاتية سابقاً، يتبين مدى سذاجة ما خرج به المجتمعون، "روسيا، وتركيا، وإيران"، وهو الأمر الذي حدا بالمضيف (كازاخستان) أن ينهي هذه المهزلة التي دامت ست سنوات متواصلة، أن يطلب من الأطراف المشاركة في البحث عن مكان آخر لمسرحيتهم الهزلية.
وكذلك يدفع بالسوريين إلى التساؤل عمّا يبحث عنه المجتمعون، وكمية النفاق في تصريحاتهم، وعن الغاية في الاستمرار باتهام السوريين بالانفصال، وتناسيهم ما تعانيه البلاد من احتلال تركي لمناطق متفرقة من الأراضي السورية، ومساعي تركيا لتتريك وتغيير ديمغرافية هذه المناطق.
ANHA