دعوة لتعميم الرئاسة المشتركة في سوريا
يؤكد الرؤساء والرئيسات المشتركون في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، أن نظام الرئاسة المشتركة يوفّر فرصة حقيقية لمشاركة متساوية بين الجنسين في إدارة شؤون المجتمع. ويرون أنه يسهم في إعادة المجتمع إلى جذوره الطبيعية، ويعزز مفهوم الحياة الحرة، ما يجعله نموذجاً قابلاً للتعميم على مستوى سوريا بأكملها.

قيّمت الرئاسات المشتركة للمجالس والبلديات والمؤسسات المدنية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، نظام الرئاسة المشتركة وشكله ومدى فعاليته في تعزيز الديمقراطية في المنطقة والتحديات التي تعترض طريق تفعيل هذا النظام.
أمينة بيرم، الرئيسة المشتركة لبلدية الشعب في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، أكدت أن "نظام الرئاسة المشتركة، الذي تم تفعيله منذ انطلاق ثورة 19 تموز في شمال وشرق سوريا، استطاع أن يثبت نفسه كنموذج إداري ناجح".
وأشارت إلى أن هذا النظام واجه الذهنية السلطوية التي سادت لعقود، والتي أقصت المرأة وهمّشت دورها. وأضافت: "نجح نظام الرئاسة المشتركة في إتاحة الفرصة لكلا الجنسين للمشاركة المتساوية في إدارة شؤون المجتمع على مختلف الأصعدة، وتحدّى العقلية الإقصائية التي كانت تسلب النساء حقهن في القيادة".
تحديات اجتماعية ونجاحات مستمرة
وترى بيرم أن تطبيق هذا النظام لم يكن سهلاً، خصوصاً في مجتمع تغلغلت فيه مفاهيم رجعية ترفض مشاركة المرأة في الإدارة. لكنها شددت على أن "إرادة المرأة، وتنظيمها، ووعيها مكنها من التغلب على هذه التحديات وتحقيق التقدم المنشود".
وأضافت أن "نسبة تمثيل المرأة في مؤسسات الدولة السورية لا تزال ضئيلة، وغالباً ما تكون شكلية، ما يُضعف من حضورها الفعلي ويعزز من استمرار الذهنية الذكورية".
عودة إلى الجذور الطبيعية للحياة
بدوره، قال مناف جعفر، الرئيس المشترك للبيت الإيزيدي في حلب، إن "نظام الرئاسة المشتركة يعيد شكل الحياة إلى جذورها الطبيعية، ويعزز مفهوم الحياة الحرة". وأوضح أن هذا النظام طُبّق منذ تأسيس الإدارات الذاتية في شمال وشرق سوريا عام 2014، من عفرين إلى ديرك.
لكنه أشار إلى أن "تغيير العقلية الذكورية المتجذرة منذ آلاف السنين ليس أمراً سهلاً، ويتطلب نضالاً طويل الأمد".
نظام يعكس وعياً ديمقراطياً جديداً
وأكد جعفر أن المرأة أثبتت قدرتها على أداء المهام الإدارية والسياسية بكفاءة الرجل نفسها، إذ إن الفرق بينهما بيولوجي فقط، أما القدرات فهي نتاج أنظمة وأدوار مفروضة اجتماعياً، وقال: "صبر المرأة، ووعيها، وإصرارها في مواقع الإدارة، جعل منها عنصراً ثابتاً ومؤثراً في تسيير شؤون المجتمع".
وتحدث عن إعجاب شخصيات فكرية دولية بالنموذج، مثل الفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي، الذي عبّر عن دعمه لهذا النظام خلال تواصله مع طلاب من جامعة روج آفا.
فهم جوهر النظام مفتاح لنجاحه
ورغم الإشادات، حذّر جعفر من أن "العديد من التحديات ما زالت قائمة بسبب سوء فهم جوهر هذا النظام. لذلك من الضروري التعمق في فكر وفلسفة عبد الله أوجلان لفهم الرئاسة المشتركة بالشكل الصحيح وتطبيقها بفعالية".
شراكة قائمة على الكفاءة والوعي
من جانبها، أكدت أليفة حسن، الرئيسة المشتركة لمجلس الشهيد جنكيز، أن "نظام الرئاسة المشتركة تجربة ناجحة ومتقدمة، وله تأثير إيجابي كبير في المجتمع، لأنه يحقق العدالة بين الجنسين".
وشددت على أهمية اختيار الأشخاص المناسبين لتولي هذه المهام، موضحة أن الرجل لا يمكنه إدارة المجتمع بمفرده، وكذلك المرأة، بل يجب أن يتكامل الطرفان ويُمنحا الفرصة على أساس الوعي والكفاءة، وليس المجاملة أو التمثيل الشكلي".
وختمت أليفة حسن حديثها بدعوة الحكومة الانتقالية في سوريا إلى اعتماد هذا النظام في مؤسساتها، كونه آلية فعّالة لدمقرطة المجتمع وتعزيز الاستقرار.
(ي م)
ANHA