عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي

لم يستطع عبد الكريم الإبراهيم، أحد عمال النظافة في مدينة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، إقناع سكان أحد أحياء مدينته برمي النفايات في الوقت والمكان المحددين. وأصبح غياب الالتزام المجتمعي معاناة حقيقية لعمال النظافة في مدينة الرقة.

عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
عمال النظافة في الرقة يواجهون معاناة يومية وسط غياب الالتزام المجتمعي
السبت 5 تموز, 2025   07:10
الرقة
أحمد السمحان

أصبحت أكوام القمامة المترامية عند مداخل الأحياء والأسواق الرئيسية مشهداً يومياً في مدينة الرقة، في ظل غياب الوعي السكاني وضعف الاستجابة من الجهات المعنية.

يقول عبد الكريم الإبراهيم، أحد عمال النظافة التابعين لبلدية الشعب في مدينة الرقة: "معاناتنا مستمرة مع السكان، إذ لا يلتزمون بمواعيد رمي النفايات. فبعد العمل الشاق تحت أشعة الشمس والتنظيف، يعود السكان لرمي النفايات في أماكن عشوائية".

وأكمل عبد الكريم قائلاً: "معظم السكان، عند مرورهم بجانب الحاوية، لا يلتزمون برمي النفايات فيها، بل يلقونها بجانبها أو على الرصيف أو في أي مكب عشوائي غير مخصص. وهذه الظاهرة تؤثر علينا بشكل مباشر وترهقنا في العمل".

يشكو عبد الكريم من دوام العمل الطويل وحرارة الشمس، إذ يبدأ يومه منذ السابعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً. ويقول بلغته العامية: "البلد بلدنا، إذا ما ننظفها إحنا، منو راح ينظفها؟" منتقداً تصرفات الأهالي وطريقة رميهم للنفايات، مضيفاً: "أرأفوا بحالنا".

وطالب الإبراهيم بمراعاة كدحهم ومساعدتهم في تنظيف المدينة، داعياً السكان إلى الالتزام بمواعيد رمي القمامة وضرورة فرز النفايات مثل الكرتون والبلاستيك والزجاج، وعدم خلطها جميعاً في كيس واحد.

وباتت المكبات العشوائية أزمة متكررة في مدينة الرقة، إذ تتراكم النفايات في العديد من الأحياء السكنية، مما يؤثر سلباً على صحة السكان. وتشكل هذه المكبات خطراً حقيقياً، حيث تجذب الحشرات والقوارض المعدية، خصوصاً في فصل الصيف، مع انتشار الروائح الكريهة.

عبد الكريم ليس الوحيد الذي يعاني من انتشار القمامة في مدينة الرقة، فعامل النظافة في قطاع سيف الدولة، يونس العبد، يكابد المعاناة ذاتها التي يواجهها يومياً عبد الكريم. ويقول يونس: "هناك صعوبات كبيرة تواجه جميع عمال النظافة في مدينة الرقة، فالقمامة منتشرة في كل مكان، وهذا أمر سيء".

وتابع: "الأهالي لا يلتزمون برمي النفايات في حاويات القمامة أو بمواعيد مرور سيارات نقل النفايات، وأصبح عملنا يقتصر على تنظيف الأكوام المنتشرة بجانب الحاويات".

ورغم الدوام الطويل الذي يصل إلى سبع أو ثماني ساعات متواصلة وحرارة الشمس، يقول يونس: "هذا عملنا ومجبورون به، رغم أن الأهالي لا يلتزمون بمواعيد رمي القمامة، وبعضهم لا يظهر له الاحترام، فيقولون له: هذا عملك وأنت ملزم به".

جهود رسمية للتصدي للظاهرة

ولتعزيز الوعي البيئي، أطلقت بلدية الشعب والمجلس التنفيذي في مقاطعة الرقة، بالتعاون مع جامعة الشرق، في 22 نيسان 2025، حملة توعية بيئية تحت شعار "معاً من أجل أن تكون الرقة نظيفة وفرات صافٍ".

تهدف الحملة إلى تعزيز الوعي البيئي وتنظيم حملات تنظيف واسعة تشمل الأحياء السكنية والأسواق والمناطق الأثرية، وتمتد على مدار شهر كامل.

وذكر أحمد العلي، مسير الحركة في دائرة النظافة في بلدية الشعب بمقاطعة الرقة، أن الحملة تترافق مع خطة تشغيلية يومية، حيث تم توزيع العمل على ورديتين: صباحية ومسائية، مدة كل منهما سبع ساعات، لتغطية مختلف أحياء المدينة.

وأشار إلى أن البلدية تعتمد على أسطول من الآليات يتضمن 23 شاحنة "إنتر" لترحيل القمامة، و6 جرافات، و3 جرارات، و9 ضواغط نفايات.

وأكد العلي أن استمرارية العمل وتحقيق أهداف الحملة مرتبطان بشكل وثيق بتعاون السكان، داعياً إلى الالتزام بمواعيد وأماكن رمي النفايات، وعدم تركها في الشوارع أو بجانب الحاويات.

نحو وعي بيئي دائم

وترى الجهات المنظمة للحملة أن تحقيق بيئة نظيفة يتطلب ما هو أكثر من جهود البلديات، إذ لا بد من ترسيخ ثقافة النظافة لدى المجتمع عبر التوعية والإعلام والتعليم. وتسعى الحملة إلى إشراك المدارس والجامعات والمنظمات المدنية في تغيير السلوكيات اليومية السلبية تجاه النظافة العامة.

ويؤكد عمال النظافة أن مطلبهم بسيط، وهو الاحترام والتعاون من السكان، ويقولون: "نعمل من أجل مدينتنا وأهلنا، لكن الحفاظ على النظافة مسؤولية لا تقتصر على عمال البلدية فقط، بل تبدأ من كل فرد في المجتمع".

ويواصل عمال النظافة في الرقة جهودهم للحفاظ على نظافة المدينة، لكن هذه الجهود ستظل غير كافية ما لم تُقابل باستجابة مجتمعية حقيقية تلتزم بمبادئ النظافة العامة، فبيئة المدينة وصحة سكانها تعتمد على تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، من أجل بناء مدينة صحية وآمنة تتناسب مع طموحات أهلها.

(أ)

ANHA