مياه تل براك.. بين تحديات الصيف وضعف الإمكانيات وتفاني العاملين
تواجه مدينة تل براك تحديات متزايدة في تأمين مياه الشرب، بفعل اشتداد حرارة الصيف وضعف الإمكانيات وتهالك البنية التحتية، في ظل الاعتماد على محطة تل آذان كمصدر رئيسي. ورغم الصعوبات، يواصل فريق قسم المياه جهوده لضمان الاستمرارية، في وقت يطالب فيه الأهالي بتوسيع الشبكة وحفر آبار جديدة لمواكبة التوسع السكاني وغياب الكهرباء الكافية.
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتضاعف الحاجة إلى مياه الشرب في مدينة تل براك بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، ما يزيد من حجم التحديات أمام قسم المياه التابع لبلدية الشعب، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات، ونقص الكهرباء، والتوسع العمراني، والتجاوزات على خطوط الشبكة.
محطة تل آذان.. مصدر رئيسي للمياه
وتعتمد المدينة بشكل رئيس على محطة مياه تل آذان الواقعة شمال غرب تل براك، والتي تضم 8 آبار بحرية تُغذي المدينة والمناطق المحيطة بها عبر شبكة موسعة من خطوط "البولي يوريثين"، بالإضافة إلى مناهل المياه التي تُستخدم لملء صهاريج توزع على القرى النائية والمناطق غير المخدّمة بالشبكات.
وبحسب رئيس قسم المياه في بلدية الشعب في تل براك، عدنان محمد، فإن المحطة تُغذي أكثر من 34 حيّاً وقرية بشكل مباشر، إلى جانب 104 قرى، منها قرى "جنوب الرد" و"القرى الغربية"، والتي تتم خدمتها عبر صهاريج المياه التابعة للبلدية، وأخرى قادمة من الحسكة، الشدادي، والهول، سواء من الهيئات المدنية أو الجهات العسكرية والمشافي.
الاستجابة للطوارئ.. 24 ساعة عمل متواصل
عدنان محمد أوضح أن فريق الطوارئ في قسم المياه يعمل على مدار الساعة، إذ يتم التحرك الفوري لإصلاح أي عطل قد يطرأ، للحفاظ على استمرارية ضخ المياه خاصة في أوقات الذروة خلال الصيف.
وقال: "نواجه صعوبات كبيرة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، لكننا نعمل باستعداد دائم لتجنب انقطاع المياه عن الأهالي".
تحديات متزايدة منذ 2004 دون تحديث
ورغم النمو السكاني والتوسع العمراني الكبير في تل براك، لم تشهد محطة تل آذان أي عمليات تحديث أو توسعة منذ عام 2004، الأمر الذي جعل الطاقة الإنتاجية للمحطة غير كافية، خاصة في فصل الصيف.
كما تعاني المحطة من ضعف في التغذية الكهربائية، حيث تصل ساعات الانقطاع إلى 12 ساعة يومياً، مما يعوق تشغيل الآبار ويُضعف كفاءة تزويد الأهالي بالمياه.
ويُضاف إلى ذلك قلة عدد صهاريج المياه، ولا سيما تلك المخصصة لمناطق جنوب الرد، مما يفاقم معاناة السكان في تأمين مياه الشرب.
المنسوب ممتاز... ولكن الإمكانيات تعرقل الحلول
ورغم الصعوبات، أكدت الدراسات البيولوجية التي أجرتها لجان مختصة في إقليم شمال وشرق سوريا أن منسوب المياه في محطة تل آذان جيد جداً وقابل للتوسع، حيث راقب المختصون الآبار لمدة 72 ساعة متواصلة، ولم ينخفض المنسوب، ما يعزز من إمكانية حفر آبار إضافية.
مطالب ملحّة لتحسين الواقع الخدمي
واختتم عدنان محمد حديثه بتوجيه مطالب واضحة للجهات المعنية، حيث دعا إلى حفر آبار جديدة في محطة تل آذان لدعم القدرة الإنتاجية. وإنشاء آبار بحرية مستقلة في القرى المكتظة مثل قورديس، كوشو، ودرجة لتخفيف الضغط عن المدينة، إلى جانب توفير الكهرباء بشكل دائم للمحطة. مشيراً إلى أن الاعتماد على المولدات العاملة بالديزل مكلف وغير مجدٍ، فضلاً عن تأكيده على ضرورة زيادة عدد الصهاريج لخدمة القرى البعيدة والمناطق غير المشمولة بالشبكة.
(ح)
ANHA