إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية

يعبّر مربو الثروة الحيوانية عن قلقهم المتزايد من الجفاف، الذي أثر بشكل كبير على ماشيتهم، بدورهم يقدم أطباء بيطريون نصائح وإرشادات لحماية الثروة الحيوانية.

إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
إرشادات من طبيب بيطري لمواجهة الجفاف الذي يهدد الثروة الحيوانية
الأحد 20 نيسان, 2025   05:01
الرقة
أنس محمد

يواجه مربو الثروة الحيوانية في إقليم شمال وشرق سوريا أوقاتاً عصيبة نتيجة لموجة الجفاف الحادة التي ضربت المنطقة هذا العام، نتيجة قلة الهطولات المطرية.

فقد تسبب شح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في قلة المراعي ونقص حاد في مصادر المياه والأعلاف، ما ألقى بظلاله القاتمة على قطاع الثروة الحيوانية الذي يُعدّ مصدر رزق أساسي لشريحة واسعة من السكان.

في مزرعة العدنانية الواقعة في الريف الغربي لمقاطعة الرقة، التقينا بالمربي أنور العزو، الذي بدا عليه الإرهاق والقلق وهو يتفقد قطيعه المتناقص من الأغنام.

تحدث العزو بأسى عن الأعوام حيث كانت المراعي الخضراء تغذي أغنامه بوفرة، قائلاً: "لم يعد هناك ما يكفي من العشب، الأرض قاحلة والمراعي قليلة والمساحات الخضراء لا توجد إلا لدى أرضي المزارعين المزروعة بمادة الفصة والبيقية أو الشعير المعد للرعي".

وتُعد مادة الفصة والبيقية من المواد العلفية التي تتجدد باستمرار وتعد غنية بالفيتامينات اللازمة لتغذية الثروة الحيوانية إلا أن الإكثار من الرعي بها يؤدي لأضرار في الثروة الحيوانية لكثرة الفيتامينات التي تحتويها.

ويترواح سعر ضمان الدنم الواحد المزروع بالمواد العلفية من 50إلى 100 دولار أمريكي بحسب طول وكثافة المادة.

العزو قال: "اضطررنا لبيع جزء من القطيع بأسعار منخفضة لعدم قدرتنا على إطعامها ولتأمين الغذاء للقطيع المتبقي".

وأضاف أن الجفاف لم يتسبب فقط في نقص الغذاء، بل أدى إلى انتشار الأمراض بين الأغنام بسبب ضعفها ونقص المناعة، "نواجه أمراضاً لم نرها من قبل، والأدوية البيطرية أصبحت مكلفة جداً، وهذا يهدد مصدر رزقنا الوحيد".

المستوصف البيطري يحذر من تفاقم الوضع

لتسليط الضوء على حجم المشكلة وسبل مواجهتها، توجهنا إلى مدير المستوصف البيطري التابع لمجلس الاقتصاد والزراعة في مقاطعة الرقة، أكد الدكتور منذر أن الجفاف له تأثير مدمر على الثروة الحيوانية في المنطقة، مشيراً إلى ارتفاع معدلات نفوق الحيوانات وانتشار الأمراض مثل الطفيليات الداخلية والخارجية، وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي الناتجة عن سوء التغذية والإجهاد الحراري.

وأضاف: "نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها يجبر الكثير من المربين على تقليل أعداد حيواناتهم، مما يؤثر سلباً على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي".

نصائح وإرشادات لمواجهة الجفاف

في ظل هذه الظروف الصعبة، قدم الطبيب منذر الصالح مجموعة من النصائح والإرشادات لمساعدة مربي الثروة الحيوانية على التخفيف من آثار الجفاف وحماية قطعانهم قدر الإمكان:

زراعة الشعير المستنبت، حيث تُعد زراعتها حلاً فعالاً لتوفير أعلاف خضراء مغذية للحيوانات بتكلفة أقل واستهلاك أقل للمياه مقارنة بالزراعة التقليدية.

وقال الصالح: يمكن خلط تبن القمح بسماد اليوريا لتحسين القيمة الغذائية لتبن القمح من خلال خلطه بكميات محددة من سماد اليوريا، ما يجعله أكثر فائدة كعلف للحيوانات في ظل نقص الأعلاف الأخرى.

وعن طريقة تحضير تبن القمح بسماد اليوريا، أوضح الصالح أنها تتم عن طريق تحضير 100 كيلوغرام من التبن، ثم نضيف إليها أربعين لتراً من الماء العذب مخلوطة بـ 4 كيلوغرامات من سماد اليوريا. يتم خلط الماء المذاب فيه السماد مع مادة التبن بشكل جيد، ثم توضع في وعاء محكم الإغلاق لمدة 15 يوماً، وبعدها يتم تهويتها وتقديمها بشكل تدريجي للحيوانات.

وركز الصالح على توفير الظل والمياه الباردة لحماية الحيوانات من الإجهاد الحراري خلال فصل الصيف.

وفي ختام حديثه، وجّه الصالح المربين بالتواصل المستمر مع المستوصفات البيطرية والجهات الزراعية للحصول على الاستشارات والتوجيهات اللازمة لمواجهة التحديات الصحية والتغذوية، بالإضافة إلى تقديم المتممات الغذائية اللازمة.

هذا، وقد واجه مربو الماشية تهديداً صحياً كبيراً لماشيتهم خلال شهري شباط وآذار الماضيين، تمثل في انتشار الحمى القلاعية، وهو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الماشية، ويمكن أن يؤدي إلى خسائر اقتصادية جسيمة في الثروة الحيوانية.

هذا وشهدت سوريا خلال عام 2021 و2022 عامين من الجفاف الحاد الذي أثر بشكل كبير على قطاع الثروة وأدى إلى نفوق آلاف الرؤوس من المواشي.

(أ)

ANHA