مطالبات بمشاركة جميع المكونات في صياغة دستور جديد في سوريا

أكد وجهاء وأعيان مدينة حلب على ضرورة العمل على رصّ صفوف السوريين ودرء الفتن التي تبثها دولة الاحتلال التركي لعدم تكرار أخطاء نظام "البعث" وضمان مستقبل البلاد بما تحتويه من مكونات، عبر صياغة دستور جديد بمشاركة الجميع.

مطالبات بمشاركة جميع المكونات في صياغة دستور جديد في سوريا
الخميس 26 كانون الأول, 2024   07:00
حلب
محمد عبدو

 تعمل الاستخبارات التابعة لجيش الاحتلال التركي على زرع الفتن بين المكونات السورية، بهدف استمرارية النعرات القائمة على أساس عرقي ومذهبي ما يهدد مستقبل الوطن الواحد.

في هذا الصدد، أجرت وكالتنا لقاء مع عدد من وجهاء وأعيان حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب لإبراز أهمية التكاتف بين المكونات في هذه المرحلة من تاريخ البلاد.

حماية مستقبل سوريا من الفتن ملقى على عاتق الوجهاء

الإداري في مجلس وجهاء وأعيان حيي الشيخ مقصود والأشرفية، بدران حمو، أشار في مستهل حديثه إلى أن سوريا تدخل في مرحلة جديدة بعد حرب استمرت لـ 13 عاماً، تسببت في النزوح والقتل والتهجير لأبناء الشعب السوري، وأن مشروع الإدارة الذاتية منذ نشأته قبل 10 سنوات وإلى يومنا هذا استطاع أن يثبت نفسه على جميع الصعد، لما حمله من منافع لأهالي المنطقة بمختلف مكوناتها، مما عزز من تكاتف تلك المكونات ضمن نسيج اجتماعي واحد.

ورأى بدران أن الفكر الذي قدمه القائد عبد الله أوجلان من خلال كتبه، أدى إلى تطور مفاهيم أخوة الشعوب والعيش المشترك، الأمر الذي لم يعجب بعض الأطراف الإقليمية التي لطالما أرادت بث الفتن بين الشعوب، وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي.

وقال في هذا الخصوص: "تهاجم دولة الاحتلال التركي جميع المناطق التي يوجد فيها الكرد الذين لديهم خصوصية وهي الدفاع عن النفس وحماية مناطقهم من أي هجوم وفق مفهوم حرب الشعب الثورية".

أما عن دور وجهاء العشائر في هذه المرحلة، فأشار إليه بدران بالقول: "يجب عقد اجتماعات في جميع المناطق والمدن السورية بهدف حماية سوريا من أي حروب أو فتن بين المكونات والأديان، ومشاركة الجميع في صياغة الدستور الجديد لحماية حقوقهم وهويتهم في خضم هذه المرحلة التاريخية بالنسبة للشعب السوري، كي لا تتكرر تجربة النظام البعثي مرة أخرى".

يجب عدم تكرار أخطاء "البعث" في سوريا الجديدة

أما الشيخ إبراهيم عبدو خوجة، أحد وجهاء عشيرة العميرات، فقال إنهم يطالبون الإدارة الحالية التي تحكم سوريا مؤقتاً، بالابتعاد عن النهج الذي بدأه النظام السوري قبل عقود من تعذيب واختطاف وبث الفتن للتفرقة بين مكونات الشعب السوري.

كما طالب الجهات المعنية بالأخذ بعين الاعتبار تجربة "الإدارة المدنية" التي تمثلها الإدارة الذاتية الآن في شمال وشرق سوريا وما حققته من إنجازات لخلق التعايش بين كل المكونات وجعل الأولوية للشعب الكردي دون تفرقة بين العرق أو الجنس أو الدين في الوقت الراهن بعد سقوط النظام الذي حكم سوريا لعقود.

ووصف الشيخ إبراهيم مشروع الإدارة الذاتية الذي مضى عليه قرابة عشر سنوات، بالمشروع الناجح الذي يحتضن جميع المكونات، وهناك تلاحم بينهم لحماية أرضهم، لتصبح مثالاً يحتذى به في مناطق أخرى من سوريا.

في ختام حديثه، تمنى الشيخ إبراهيم عبدو أحد وجهاء عشيرة العميرات من الإدارة الجديدة ألا تقصي أحداً من ممثلي المكونات في صياغة دستور سوريا الجديدة؛ لأن الشعب السوري واحد، "نرجو ألا تعاد تجربة حكم البعث الجائر الذي كان يحكم بالعنصرية والإقصاء الذي طال بعض المكونات من الشعب السوري، لأن سوريا للجميع، يجب أن يكون هذا العهد الجديد عهداً مشرقاً بالنسبة لتاريخ سوريا".

(ف)

ANHA