سياسي يربط بين الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا وحمص
أكد السياسي السوري سلمان شبيب، أن هجمات الاحتلال التركي تُعدّ تحدياً لسيادة سوريا والقوانين الدولية، وأشار إلى أن هذا العدوان تم التخطيط له منذ عام تقريباً، ولا علاقة له بالذرائع التي تتحدث عنها أنقرة، بل بالأطماع والأهداف التوسعية القديمة، معتبراً أن هذه الهجمات لا يمكن فصلها عن الهجوم الوحشي على الكلية الحربية في حمص؛ "لأن مصدر الإرهاب والعدوان واحد والأهداف هي نفسها".

كثفت دولة الاحتلال التركي خلال الأيام الماضية، من هجماتها بالطائرات الحربية والمسيّرة على مناطق شمال وشرق سوريا، مستهدفة المنشآت الحيوية والقرى المأهولة بالسكان.
وبالتزامن مع هذه الهجمات، تعرضت الكلية الحربية في حمص خلال حفل تخرج لضباط تابعين لحكومة دمشق لهجمات بطائرات مسيّرة ما تسبّب بفقدان أكثر من 80 شخصاً لحياتهم، بالإضافة إلى إصابة قرابة الـ 300 شخص وذلك في حصيلة غير نهائية، وعلى الرغم من أن مصدر الطائرات المسيّرة التي هاجمت الكلية مجهول، إلا أن العديد من السوريين وجّهوا أصابع الاتهام إلى مرتزقة الاحتلال التركي.
تحدّ واضح لسيادة سوريا والأعراف والقوانين الدولية
وتعقيباً على ذلك، قال رئيس حزب سوريا أولاً، سلمان شبيب: "عندما أعلنت الحكومة التركية سرديتها غير الموثوقة، والتي لم تستند إلى أي دلائل أو إثباتات عن العملية التي استهدفت وزارة الداخلية بأنقرة، والتهديدات العدوانية التي أعقبت ذلك على لسان أعلى مستويات القيادة التركية من أردوغان وغيره، وكان أشدها عدوانية هو تصريح وزير الخارجية حقان فيدان، التي أعلن فيها بوقاحة نية تركيا مهاجمة البنية التحتية في شمال وشرق سوريا في تحدّ واضح لسيادة سوريا ولكل الأعراف والقوانين الدولية، التي تعتبر مثل هذه الاستهداف الممنهج لمواقع وأهداف مدنية جرائم حرب".
بعيداً عن الذرائع.. عدوان يستهدف وحدة سوريا وخطط له منذ عام
وأوضح "كان واضحاً منذ ذلك أن تركيا اتخذت من عملية أنقرة ذريعة لشن عدوانها التي خططت له وأعلنت عنه منذ عام تقريباً، وحالت ظروف ومواقف أطراف إقليمية ودولية دونه واليوم تركيا بدأت عدوانها الهمجي الذي استهدف كل مقومات الحياة في شمال وشمال شرق سوريا، من منشآت مياه وغاز ونفط وكهرباء ومشافي وسدود ومنازل مدنيين، وهناك تلويح وتهديد كبير بأن تكون هذه الموجة من القصف الأعمى تمهيداً لعملية عسكرية تركية واسعة تستخدم فيها التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت قيادة وتوجيه تركية تهدف إلى احتلال مزيد من المدن والبلدات السورية وتهجير أهلها".
وأكد شبيب "هذا العدوان بالتأكيد لا يستهدف فصيلاً معيناً ولا مكوناً سورياً واحداً، إنه يستهدف وحدة وسيادة وأمن ومستقبل سوريا وشعبها كله، ويجب تقييمه والتعامل معه من كل السوريين وخاصة القوى السياسية والمجتمعية والحكومة والدولة السورية على هذا الأساس، كما أنه لا يمكن فصله عن الاعتداء الوحشي على الكلية الحربية بحمص، والذي أدى إلى مجزرة كبيرة بحق المدنيين الأبرياء؛ فمصدر الإرهاب والعدوان واحد والأهداف نفسها والمستهدف هو سوريا بكل مكوناتها ومناطقها".
وأضاف "تركيا كانت مستعدة للعدوان وتنتظر الفرصة المناسبة لشنه وهو ما أعلنته بوضوح أكثر من مرة وعلى لسان أرفع القيادات العسكرية والسياسية، ومروحة الأهداف المرحلية أو التكتيكية له واسعة وكبيرة، وكلها توضع في خدمة هدفه الاستراتيجي لتحقيق أطماعه المعلنة في الأرض السورية والعراقية في إطار مشروع أردوغان وزمرته، التوسعي المجنون لإعادة إحياء الامبراطورية العثمانية المندثرة على حساب سيادة وأمن واستقرار دول وشعوب المنطقة وبما يتعارض مع المصالح الحقيقية للشعب التركي نفسه".
أهداف قديمة جديدة
وحول أهداف الاحتلال التركي أوضح شبيب "توسيع رقعة الأرض السورية التي يحتلها وإجراء المزيد من التهجير والتطهير العرقي لسكانها، وإقامة المزيد من المستوطنات بحجة إعادة المهجرين السوريين وإيجاد شرخ بين مكونات الشعب السوري، والضغط على الدولة السورية لتقوم بتطبيع مجاني معه مع استمرار احتلاله للأرض السورية وبقاء دعمه ورعايته للمجموعات الإرهابية، بمعنى تكريس الأمر الواقع الاحتلالي الحالي".
وتابع بهذا السياق "انه بهذا العدوان يقوم بتصدير أزماته الداخلية المزمنة ويتهرب من استحقاقات وتحديات تواجهه منذ عقود وفي مقدمتها قضية الشعب الكردي العادلة التي ضيّع أكثر من فرصة تاريخية لحلها وخاصة التي قدمها القائد الأممي الأسير عبد الله أوجلان".
مسؤولية المجتمع الدولي
وحول المسؤولية التي تقع على القوى الدولية، أشار شبيب إلى أن "العدوان التركي الهمجي الذي يدمر كل إمكانيات الحياة وكل مفاصل البنية التحتية لمناطق واسعة، ويستهدف بشكل أساسي المدنيين بما يتعارض مع كل الأعراف والقوانين الدولية، يفرض تحدياً كبيراً على المجتمع الدولي، دول وشعوب ومنظمات دولية معنية وفي مقدمتها مجلس الامن".
وأضاف "يرتب مسؤولية إضافية على الدول المتواجدة على الأرض السورية وبشكل خاص روسيا وأمريكا ليس لإدانة هذا العدوان والتنديد الخجول فيه، بل العمل بشكل جدي وعاجل لإيقافه ومنع تطوره واتساعه. من الضروري اليوم وغداً ودائماً منع أردوغان من الاستمرار بلعبته القذرة في اللعب على تناقضات المصالح الدولية وانتهاز أي فرصة وتحت حجج واهية وكاذبة مثل تهديد أمنه القومي لقضم مزيد من الأراضي السورية، وتحقيق خطوات في مشروعه الذي يهدد وحدة وسلامة دول المنطقة وخاصة سوريا والعراق".
المسؤولية الأكبر هي على كل السوريين
واختتم شبيب حديثه بالقول: "بالتأكيد يرتب علينا كسوريين بمختلف مواقعنا ومواقفنا وفي المقدمة الحكومة السورية والادارة الذاتية وكل القوى السياسية والمجتمعية الوطنية، المسؤولية الأكبر لنعي حجم المخاطر والتحديات التي تواجهنا ويتعرض لها وطننا، ولنرتقي بتفكيرنا وعملنا لمستواها، ومجدداً تظهر أهمية وضرورة ومصيرية الحوار السوري - السوري وإنجاحه لينتج حلاً سياسياً للقضية السورية، ينسجم مع مصالح الشعب السوري بكل مكوناته ويحفظ وحدة وسيادة سوريا".
(أم)
ANHA