فراس قصاص: مبادرة الإدارة الذاتية بالغة الأهمية والأطراف الأخرى تعيق الحوار والحل
أكد المعارض السوري فراس قصاص أن مبادرة الإدارة الذاتية لإنهاء الأزمة السورية بالغة الأهمية بالمعنى النظري والفكري، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية قامت بكل ما يقع على عاتقها لحل الأزمة، إلا أن هناك قوى تعيق الحوار السوري – السوري، معبراً عن تشاؤمه من موقف هذه الأطراف قائلاً: "هل سيتحول الاستبداديون والمتطرفون والعملاء فجأة إلى دعاة حوار وحرية؟
أطلقت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الثلاثاء (18 نيسان/إبريل)، مبادرة لحل الأزمة السورية، من أجل التوصل إلى حل سلمي وديمقراطي ينهي معاناة الشعب السوري.
وعقب إطلاقها، لاقت المبادرة ترحيب الكثير من القوى والأحزاب والشخصيات السورية والعربية، باستثناء بعض أدوات الاحتلال التركي الذين هاجموا المبادرة وحاولوا لصق الاتهامات والمزاعم حولها.
قوى تعيق الحوار السوري - السوري
المعارض السوري ورئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، فراس قصاص، تحدث عن ذلك لوكالتنا، بالقول: "ليس ثمة شك بأن الحوار السوري - السوري هو أهم أشكال الحوار الممكنة حول الشأن السوري، لماذا؟ ببساطة لأنه حين يحصل فمحركاته وديناميكيته وخلاصاته ستكون سورية وفاعلة بخصوص أنماط التفاعل المجتمعي والسياسي في البلاد، إنه حوار ينتمي عضوياً لسوريا وكل ما يرتبط بها من حيثيات وإشكاليات وحلول، وينتمي وجهةً ومحصلة لسوريا أيضاً لأنه حصيلة سورية وبإرادة سورية وسيضع أرضية لتجاوز المأزق الذي يعيشه إنسانها بأفضل السبل القابلة للتنفيذ".
مضيفاً "لكن للأسف، هذا الحوار تعيقه قوى فاعلة ورئيسة في الحدث السوري، أما لبنيتها النابذة لكل إمكانية متعلقة بالحوار كحالة النظام الذي لا يقبل التعاطي مع سوريا إلا من منطق الاستحواذ والتعسف والقهر والإقصاء أو حالة القوى المتطرفة والعميلة للنظام التركي، وتلك لا يفوق ارتهانها وانحيازها ضد مستقبل سوري يقوم على العيش المشترك والاعتراف بالآخر أي شيء آخر".
مبادرة مهمة بالمعنى النظري والفكري
وعن المبادرة وبنودها، قال قصاص: "هي بالتأكيد مبادرة مهمة بالمعنى النظري والفكري، ليس فقط لما تطرحه من رهانات وحلول وإنما لأنها تدحض بشكل شامل كل ما تروجه القوى المناهضة للتجربة التشاركية الديمقراطية التي تجري في مناطق شمال وشرق سوريا، فكل من يتحدث عن أبعاد انفصالية أو إقصائية أو أجندات عابرة للحدود، ستوجه له هذه المبادرة صفعة قاسية".
موضحاً أنه "لا شك أن مبادرة الادارة الذاتية الديمقراطية بنقاطها التسعة كانت خطوة سياسية بالغة الأهمية تظهر البعد الشاسع لرهانات تجربة الإدارة قياساً للنظام وللقوى العميلة والمتطرفة، إلا أنها لا تستطيع أن تتجسد عملياً دون انخراط الأطراف السورية الأخرى فيها، وهو ما سيظل ممتنعاً بغياب التكوين السياسي والأيديولوجي والمصلحي لدى تلك الأخيرة والتي تسمح لها بتلقف المبادرة إيجاباً والعمل وفق الأطر التي تقترحها".
الكرة في ملعب الأطراف الأخرى
وعن الخطوات الواجب اتخاذها بعد المبادرة، أوضح قصاص "أقول بأسف، إن لا أمكانية تذكر للعمل وفق خطوات ذات فعالية تفيد في خلق مسار للمبادرة تتحول بموجبه إلى واقع، طالما ظل الرفض لدى الجهات السورية التي تستهدفها بالمشاركة ولعلي يجب أن أقول إن هذه المبادرة ستظل وثيقة طهارة ذيل وطني وقيمي نرفعها في وجه كل من يشكك بتجربة الإدارة بمكوناتها وروادها، وذلك بتقديري استناداً لما تحدثت به أعلاه يكفيها ويشرف كل الفواعل ذات الصلة بتجربة الادارة الذاتية الديمقراطية".
أما عن خطوات الإدارة الذاتية، أكد قصاص "بتقديري أن الإدارة قامت ولا تزال بكل ما هو مطلوب منها إزاء مستقبل سوريا وحرية شعبها وكافة مكوناتها، بإطلاقها للمنطق الاجتماعي والسياسي الجديد الذي تستند إليه قضية السلطة والمجتمع في البلد، وهي بكل ما قدمته من مواجهتها لإرهاب داعش ودعمها لبيئة تنوير ونصبها لسقف قيم عيش مشترك في سورية ومدها كافة الجسور ومساحات التماس النظري والعملي كي تعم التجربة ومعاييرها كافة البلاد وبحرصها الدائم على الحوار والدعوة إليه تكون أرست سبلها العملية وفق كل ما تمتلكه من ممكنات ومقدرات سياسية".
أما بالنسبة للأطراف السورية الأخرى "معروف ما هو مطلوب منها حد البداهة، الاستجابة وحسب، أقصد الدخول في عملية حوار شاملة على أساس المبادرة إلا أنها لم ولا أتوقع انها ستستجيب والتعويل عليها لا فائدة منه".
هل سيتحول الاستبداديون والمتطرفون والعملاء إلى دعاة حوار وحرية؟
واختتم قصاص حديثه بطرح أسئلة عديدة، قائلاً: "هل يمكن للنظام أن يتخلى عن استبداده وتحويله البلد والسلطة إلى ملكية خاصة به؟ من ينازعه على ذلك عبر الديمقراطية ليس إلا مجرماً يجب محوه من الوجود، وهل سيتحول إرهابيو النصرة والقوى الإسلاموية المتطرفة إلى حمائم سلام ودعاة حوار وحرية؟ وهل سيتخلى عملاء النظام التركي عن عمالتهم ورثاثتهم هكذا فجأة وينخرطوا في حوار وطني يقبل بالتعددية واللا مركزية وبقيم العيش المشترك والاعتراف بالآخر؟ أظن أن ذلك أشبه بالمستحيل، بكل أسف وإحباط أقولها".