مثقفون ومثقفات سوريون يجدون تطبيق نموذج الإدارة الذاتية هو الأنسب لمستقبل البلاد
ذكر مثقفون ومثقفات من مدينة حلب أن نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية هو المشروع الأنسب لمستقبل سوريا الجديدة، لما تحمله من معاني سامية وتجربة إدارية وسياسية وعسكرية ناجحة، صانت بموجبها تماسك الشعب السوري بكل مكوناته.

مع تسارع الأحداث الجيوسياسية في سوريا وسقوط نظام الأسد، بالتزامن مع محاولات جيش الاحتلال التركي توسيع رقعة احتلاله في سوريا، يعد مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الأنسب لمستقبل سوريا، وفق ما أشار إليه عدد من مثقفي ومثقفات مدينة حلب.
تجربة الإدارة الذاتية تجربة ناجحة ويجب تعميمها
الرئيسة المشتركة لمنتدى حلب الثقافي ليلى خالد، أشارت في حديثها إلى أن الشارع السوري عامةً لا يزال يعيش في حالة من الغموض واللا استقرار الذي يطال مستقبل البلاد مع عدم وضوح الصورة قانونياً ودستورياً، وذلك بعد سقوط حكم البعث في دمشق.
ليلى وجهت رسالة لكل السوريين مفادها أن الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا خاضت تجربة ناجحة بإدارة أجزاء من الوطن السوري بمشاركة جميع المكونات، وبالتالي الحفاظ على اللحمة الوطنية دون أي تفرقة وفق أسس العدالة والمساواة.
وقالت ليلى إنها على قناعة بأن مناطق الإدارة الذاتية هي المناطق الوحيدة في سوريا التي تنعم بالاستقرار المجتمعي والسلم الأهلي إلى الآن، مطالبةً بتعميم هذه التجربة على عموم الجغرافية السورية، لإيقاف الفوضى واللا استقرار الموجود.
الشعب السوري يستحق التغيير "الإيجابي"
وتابعت ليلى حديثها بالقول: "الجميع يعلم أننا نعيش في وطن واحد تتعايش فيه العديد من الثقافات والطوائف، وبالتالي للجميع الحق في العيش في وطن آمن وسالم."
كما طالبت ليلى الحكومة السورية المؤقتة في دمشق بأن تستخلص الدروس من الدول الإقليمية التي بقيت في دوامة الفوضى مع سقوط أنظمتها، بالرغم من مرور السنوات، بسبب فقدان الديمقراطية في المؤسسات المُشكَّلة.
مؤكدةً أن الشعب السوري، الذي بذل التضحيات على مدار 13 عاماً الماضية، يستحق التغيير الإيجابي للوصول إلى الأهداف المرجوة، مع الحفاظ على المكتسبات التي تحققت، من أجل مستقبل سوريا موحدة لكل السوريين ولمّ شتاتهم وفق مبادئ الحوار السوري-السوري.
مستقبل سوريا المزدهر مرتبط بتعميم نموذج الإدارة الذاتية
أما الرئيس المشترك لمنتدى حلب الثقافي أحمد بيرهات، فقال: "إن الفكر الاستبدادي المستشري في بعض الأنظمة على مدار الـعقود الفائتة جعلت الشعوب تنتفض لتغيير واقعها الحالي، ومن بينها الثورة السورية التي تكللت بإسقاط البعث وأنتجت العديد من نماذج الإدارة".
أحمد رأى أن النموذج الأفضل لمستقبل البلاد هو نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية كونه يضمن حقوق جميع المكونات في كل التشكيلات سواء العسكرية أو المدنية، وفق مبادئ حماية الجميع على أساس الدفاع المشروع.
التوحد والحوار سيعيد أمجاد الحضارة السورية
وعن سبب تفضيله لنموذج الإدارة الذاتية لتطبيقه في سوريا المستقبل، يشير أحمد إلى أن ضمان حقوق المرأة ونسبة مشاركتها في مراكز صنع القرار، ودمقرطة المؤسسات إلى جانب النجاح على الصعد كافة، وامتلاكها عقد اجتماعي ديمقراطي، يجعل المشروع متناسب مع آمال الشعب السوري بالتوازي مع انتهاء الاستبداد على أساس احترام الموزاييك المتعايش بين الشعوب.
في ختام حديثه دعا أحمد إلى إعادة أمجاد الحضارة السورية عبر العمل على التوحد والحوار الوطني، للرد على الجهات التي تحاول سرقة التاريخ والأرض السورية من دول الاحتلال بمختلف مسمياتها وعلى رأسها دولة الاحتلال التركية.
للشعب الحق لاختيار نموذج إدارته المستقبلية
في حين قال أستاذ التاريخ محمد شيخ قنبر: "إن التعايش السلمي بين المكونات المشكلة للإدارة الذاتية منذ تشكيل هذه الإدارة إلى يومنا هذا يجعلها مشروع مرحب به لتعميمه في عموم سوريا".
وأشار محمد، إلى أن القضاء على نظام البعث الاستبدادي سيفتح المجال أمام أبناء الشعب السوري لاختيار النموذج الأفضل لمستقبله، فهو من دفع الثمن، ويكاد لا يخلو بيت من سوريا إلا وبه شهيد أو جريح أو مختطف.
أما عن وضع الشعب الكردي، الذي يُعد أحد المكونات الرئيسة للمجتمع السوري، فقال محمد إنه يتوجب تخفيف معاناته نتيجة تهجيره من أرضه على يد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أكثر من مرة.
وفي ختام حديثه، دعا أستاذ التاريخ محمد شيخ قنبر إلى تضافر الجهود بين الحكومة الحالية في دمشق والإدارة الذاتية للعمل على مواجهة المخاطر الخارجية التي تهدد البلاد.
(سـ)
ANHA