حفيدات ضحايا مجزرة السيفو ينظمن أنفسهن في دار عشتروت للمرأة

تحارب النساء السريانيات والأرمنيات والكلدانيات من حفيدات ضحايا مجزرة السيفو، العنف وذلك في دار عشتروت للمرأة ويعملن على حلّ مشكلاتهن.

حفيدات ضحايا مجزرة السيفو ينظمن أنفسهن في دار عشتروت للمرأة
الأربعاء 20 تشرين الثاني, 2024   06:00
مركز الأخبار
جيهان بيلكين

حرّرت ثورة المرأة القائمة على الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، الشعوب المضطهدة، وجعلت نساء المكونات المختلفة في المنطقة ينظمن صفوفهن.

ارتكبت الدولة العثمانية بحق السريان والأرمن بين عامي (1914- 1915) مجزرة وحشية سُميت بالسيفو، وأسفرت المجزرة عن مقتل نصف مليون شخص، وتعرّضت النساء السريانيات والأرمنيات آنذاك، لجرائم شنيعة كتمزيق بطون الحوامل، وقتل الأطفال الرضع، والاعتداء الجنسي، والأسر وتغيير الدين.

وتعرّض الناجون من المجزرة ممن لجؤوا إلى روج آفاي كردستان لسياسات القمع والإمحاء من قبل حكومة دمشق، فلم يسمحوا لهم بتنظيم أنفسهم وتجاهلوا ثقافتهم ولغتهم. 

ثورة 19 تموز

استمرّت هذه الممارسات حتّى عام 2012، وشكّلت ثورة 19 تموز نقطة تحوّل للمكونين السرياني والأرمني، ولا سيما المرأة، فقد ضمنت ثورة المرأة وجود جميع المكونات وحقوقهم وتراثهم الثقافي وفق نموذج الأمة الديمقراطية، وخلال الثورة التي شهدتها هذه الأرض، شاركت النساء السريانيات والأرمنيات والكلدانيات في النضال ضدّ التعصب الجنسي والعنف في جميع المجالات العسكرية، والاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.

نظمن أنفسهن خطوة بخطوة

في الـ 13 من تموز عام 2013، عقدت النساء اللواتي انتقلن إلى العمل المؤسساتي، أول مؤتمر لهن في مدينة ديرك بحضور 200 امرأة، وأعلن تأسيس اتحاد المرأة السريانية، وتبعه لاحقاً تأسيس اتحادات المرأة في ديرك، تربه سبيه، قامشلو والحسكة، ولإيجاد حلول لمشكلات المرأة السريانية والأرمنية والكلدانية، تأسّس تحت مظلة اتحاد المرأة السريانية في قامشلو والحسكة عام 2019 دار عشتروت للمرأة.

الآلهة عشتروت: رمز ثقافة المرأة

ويعود اسم الدار إلى الاسم السرياني للآلهة عشتروت الهورية المعروفة بآلهة الشعوب ورمز ثقافة المرأة، ويتألّف دار عشتروت للمرأة من لجان الاستشارة والسلام والإعلام والأرشيف.

وتُحال القضايا التي لا تُحل في لجنة السلام إلى دار عدالة المرأة، وتتابع ممثلة عن دار عشتروت للمرأة القضية في مجلس عدالة المرأة.

حصيلة أعمال دار عشتروت للمرأة خلال الأشهر الـ 10 الأخيرة (1 كانون الثاني- 31 تشرين الأول 2024):

·       تمّ حل 11 قضية من أصل 19 قضية في الحسكة وتجري متابعة 8 قضايا.

·       تمّ حل 33 قضية من أصل 46 قضية في قامشلو وأُحيلت 10 قضايا لمجلس عدالة المرأة و3 قضايا إلى المؤسسات المعنية.

وقُتل أقارب 4 نساء يعملن في دار عشتروت للمرأة في حي البشيرية في قامشلو، وتتراوح أعمارهن بين 23-50 عاماً خلال مجزرة السيفو، وتناضل النساء الـ 4 اللواتي يجتمعن على أرضية واحدة، لمناهضة جميع أشكال العنف، وحماية حقوقهن وحماية بعضهن البعض.  

قُتل العشرات من أقارب عايدة إبراهيم ملكة التي يعود أصلها إلى ناحية هزخ في شرنخ في شمال كردستان خلال مجزرة السيفو، ونجا جدّاها من المجزرة وانتقلا إلى قامشلو، لتولد عايدة إبراهيم ملكة في قامشلو وتنشأ على قصص الظلم أثناء مجزرة السيفو، وتُعدّ عايدة إحدى مؤسسات دار عشتروت للمرأة والمتحدثة باسمه، وتسعى إلى رص الصفوف وتعزيز التنظيم ضدّ القمع والظلم الذي تعرّضوا لهما خلال مجزرة السيفو التي لا تزال حية في ذاكرتهم.

حل المشكلات في عشتروت

تحدّثت عايدة براهيم ملكة إلى وكالتنا وأشارت إلى حل العديد من المشكلات التي لم يكن بالإمكان ذكرها حتى قبل الثورة، في دار عشتروت، وقالت: "بافتتاح دار المرأة، أصبحت النساء يشاركن مشكلاتهن دون خوف أو تردد، لم يكن هناك شيء من هذا القبيل سابقاً، فلم يكن ممكناً حماية النساء المعنّفات، وتعلم النساء السريانيات والكلدانيات والأرمنيات أنّ هناك مؤسسة تحميهن من الآن فصاعداً، لديهن دار يحميهن من العنف، وأدّى تأسيس الدار إلى تراجع نسبة العنف، وهدفنا هو الوصول لجميع نساء الإقليم، ونخطّط لفتح دار للمرأة السريانية في ديرك وتربه سبيه، وتنظيم ندوات حوارية واجتماعات ودورات تدريبية عن العائلة".

غداً: تجمّع للنساء على خطا زنوبيا

(ر)

ANHA