تعليق مثقفي مقاطعة الجزيرة على فحوى بيان نُسب لمثقفين كرد
أكد مثقفو مقاطعة الجزيرة أن الشعوب الكردستانية، بجانب خوضها للحرب العسكرية، تواجه أيضاً حرباً نفسية خاصة، واستثماراً للخلافات السياسية من قبل تركيا. وذكروا أن تركيا تسخّر بعض الأحزاب الكردية التابعة لها لدعم شخصيات حزبية تحت مسميات ثقافية. وأشاروا إلى ما جاء في مضمون بيان صدر في الـ 27 من آب الفائت.
أصدر اتحاد المثقفين في مقاطعة الجزيرة بياناً للرأي العام يوضح ما تشهده كردستان من سياسة إبادة تقدم عليها تركيا، ويوضح ما يواجه الشعوب الكردستانية من حروب أخرى غير تلك العسكرية، وتعليقاً على بيان كتابي صدر في الـ 27 من آب الفائت والذي نُسبت تفاصيله إلى وسائل إعلامية تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني لما أسمتهم "مجموعة من المثقّفين والأدباء وأصحاب الكلمة والرأي، ومن المشتغلين في المجال الكوردي العام".
وجاء فيه:
"بيان إلى أبناء وبنات روج آفا
إلى مكونات شمال وشرق سوريا
إلى أبناء الشعب السوري في الداخل والخارج
إلى الرأي العام العالمي
يستمر النظام الفاشي التركي في ارتكاب الجرائم الممنهجة بحق البشر والحجر والشجر من خلال الاستهداف اليومي للمدنيين والمرافق الحيوية في شمال شرق سوريا ) روجافاي كوردستان، والاستمرار في تفريغ المناطق المحتلة (عفرين وسري كاني وكري سبي من سكانها الأصليين، وتطبيق سياسة الإبادة والتغيير الديمغرافي، كما ويستمر في حربه القذرة على باشور كردستان وممارسة سياسة الأرض المحروقة تحت يافطة محاربة الارهاب، في الوقت الذي يدرك فيه شعبنا والقاصي والداني بأنها ليست سوى حرب إبادة وتدمير للمكتسبات ومستقبل شعبنا، والدولة التركية هي من تمارس إرهاب الدولة والممثل الفعلي عن داعش وينتقم من شعبنا ومن القوى التي دحرتها، وهذه الممارسات ما هي إلا جرائم حرب تقوم بها الدولة التركية أمام مسمع وأنظار القوى الدولية التي لا تحرك ساكناً، ووسط صمت وتواطؤ حكومتي بغداد وأربيل تحقيقاً للبعض من مصالحهم الآنية التي سيدفعون على المدى المتوسط والبعيد نتائج سياساتهم الخاطئة بحق الإقليم والعراق، واستمراراً للسياسات التدميرية بحق الشعب السوري عامة فإن الدولة الفاشية التركية لم تكن بعيدة عما جرى في دير الزور الى جانب النظام السوري والحرس الثوري الايراني عبر ميليشياته، من إشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري وجر المنطقة إلى صراع دموي لا ناقة ولا جمل للشعب السوري عامة فيها، وإنما تحقيقاً لأجندات القوى الإقليمية في القضاء على أي أمل للشعب السوري في الحرية والحياة الكريمة.
إننا كمثقفين وطنيين فإننا نقف بكل عزم إلى جانب أبناء شعبنا من مختلف المكونات ونساند مواقف العشائر الوطنية في دير الزور الذين وقفوا مع السلم الأهلي وقوات سوريا الديمقراطية وأفشلوا الأهداف الإجرامية للفاشية التركية والقوى الإجرامية ومخططات النظام والمليشيات الإيرانية، ونقف بحزم إلى جانب شعبنا في باشور كردستان ومقاومة الكريلا في وجه الفاشية التركية ومخططاتها الاستعمارية الجديدة.
يا أبناء وبنات شعبنا في شمال شرق سوريا (روجافاي كوردستان) والرأي العام العالمي
إن السياسات الموجهة ضد مكاسب شعبنا لا تقتصر على إشعال الحروب واستهداف المدنيين والأمن الداخلي وقادة شعبنا من خلال المسيرات والقصف اليومي، بل تشمل أيضًا ممارسة حرب نفسية واستثمار الخلافات السياسية. كما يتم تسخير بعض الأقلام الثقافية في هذا الاتجاه. في الآونة الأخيرة، أصدر مجموعة من الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مثقفين وفنانين وباحثين بيانًا يعكس بوضوح سطحية ومزاجية من وقعوا عليه. هذا البيان يعكس التخندق الحزبي والحقد ضد حركة التحرر الكردستانية ويشوه الحقائق حول تضحيات ومكتسبات شمال وشرق سوريا (روجافا كردستان) ومناشدة القوى الدولية للتخلي عن أولئك الذين رووا بدمائهم تراب الوطن وخلصوا البشرية من الإرهاب، يتم تسويق عشرات الاتهامات والتلفيقات التي لا يمكن أن تكون سوى توجيهات من دوائر الاستخبارات التركية والإخوان. نحن كمثقفين وطنيين، ورغم تأييدنا الكامل لحرية التعبير والمثقفين والثقافة والفن، ندرك في الوقت نفسه حقيقة من يسعون إلى تشويه دماء الشهداء وتضحياتهم، وتصغير تضحيات شعبنا، ولا يمكن لأي مثقف وطني غيور أن يقبل أو أن يصمت عن هذه المواقف اللاوطنية من قبل هؤلاء الذين يقدمون خدمات مجانية لأعداء القضية الكردية وقضايا الحرية والديمقراطية في سوريا وشمال شرق سوريا وعموم المنطقة، حيث كان الأجدر بهم أن يكونوا وسط شعبهم ويحملوا آلامه وأحلامه وتأليب الرأي العام العالمي على المحتل التركي وفصائله الإرهابية والمرتهنين للمال السياسي ضد قضايا شعبهم ومساندة المنجزات المحققة بدماء وتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء ودعم قوات سوريا الديمقراطية والكريلا المدافعين عن شرف وكرامة الشعب وقضيته، كان الأجدر أن يدعوا إلى وحدة الجبهة الكردية والوطنية وإنهاء التناحر الكردي، لا أن يبرروا ويؤكدوا للمحتل التركي دعاياته وادعاءاته ضد قضية الشعب الكردي وقواه التحررية فهذا لا يليق بالمثقفين.
ختاماً:
إن القضايا الممهورة بالتضحيات وبدماء الشهداء، وأن القضايا الوطنية، لا يمكن إلا أن تبقى صامدة، وإن إرادة جميع مكونات سوريا تكمن في العيش المشترك جنباً إلى جنب، ودفع الاعتداءات مهما كانت الجهة التي تقف خلفه وخلق مظلة السلام والأمان وتحقيق مبدأ أخوة الشعوب الذي لا بديل عنه لتحقيق الحل الشامل للأزمة السورية، وتحقيق آمال الجماهير في الحرية والديمقراطية والعودة الآمنة الكريمة لجميع المهجّرين والنازحين إلى حضن الوطن".
(أم)