ناصر ياغز: نضال الشعب المنظم سيدحر المؤامرة

قال ناصر ياغز: "إن السبيل الوحيد لدحر وإفشال المؤامرة الدولية هو تحقيق الوحدة الوطنية وتصعيد النضال المنظم"، وأضاف: "لإفشال المؤامرة الدولية، لا بد من وحدة الشعب الكردي وتصعيد النضال".المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبدالله أوجلان في الـ 15 من شهر شباط عام 1999 خلّفت وراءها 21 عاماً، ومنذ 21 عاماً يُعتقل القائد أوجلان في سجن خاص انفرادي وتُفرض عليه إجراءات عزلة مشددة.
ممثل حزب الشعوب الديمقراطية في جنوب كردستان ناصر ياغز قال: "إن السبيل الوحيد للوصول إلى حل للمؤامرة هو تحقيق الوحدة الوطنية، وتصعيد نضال الشعوب المنظم".
في عام 2019 شارك ياغز في فعالية الإضراب عن الطعام التي انطلقت بقيادة البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطية، والرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي ليلى كوفن، وقال ياغز: "إن الفعالية أكدت أن النضال المنظم من شأنه أن يجبر الدولة التركية والقوى المحتلة على التراجع".
وأشار ياغز في لقاء أجرته معه وكالة أنباء هاوار إلى الهجمات التي استهدفت سري كانيه وكري سبي في الـ 9 من شهر تشرين الأول عام 2019، وكذلك هجمات الدولة التركية ضد مخمور وشنكال، وقال: إن هذه الهجمات هي امتداد للمؤامرة الدولية، وإن السبيل الوحيد لإفشالها هو المقاومة المنظمة.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته وكالتنا مع ناصر ياغز:
بداية أستنكر المؤامرة الدولية التي استهدفت القائد عبدالله أوجلان، كما أستذكر جميع شهداء فعالية "لن تستطيعوا حجب شمسنا" وجميع شهداء النضال من أجل الحرية.
منذ 21 عاماً، والشعب الكردي يتعرض لمؤامرة كبيرة ومتواصلة، هدفها القضاء على نضال الحرية الذي يخوضه، ولكن الشعب الكردي يواصل ويصعّد نضاله ضد هذه المؤامرة، في جميع أجزاء كردستان، وضحى العشرات بأرواحهم في هذا السبيل وأضرموا النار في أجسادهم.
الشعب الكردي يواصل النضال، اليوم، في جميع الميادين، الشعب الكردي لم يقبل بالمؤامرة الدولية في أي وقت، ويخوض مختلف اشكال النضال ضدها.
لمواجهة العزلة المشددة المفروضة في إمرالي كأحد أوجه تنفيذ المؤامرة الدولية، بدأت فعالية الإضراب عن الطعام في عام 2019 وشارك فيها الآلاف من الأشخاص، وأنتم أيضاً شاركتم في هذه الفعالية، برأيكم ما هو الدور الذي أدته فعالية الإضراب عن الطعام في ذلك الوقت؟ على صعيد إفشال المؤامرة والتصدي للهجمات التي كانت تُشن في تلك الفترة؟
قبل فعالية الإضراب عن الطعام، كان هناك إرث نضالي طويل في مسيرة المقاومة والنضال من أجل الحرية، فهناك حقيقة مقاومة آمد، والتاريخ النضالي لقائدنا، وكذلك النضال العظيم لشعبنا، ونحن بدورنا استلهمنا العزم والثقة من هذا الميراث، وبدأنا بتلك الفعالية، وأثناء مواصلتنا لهذه المقاومة كنا نستمد العزم من ميراث النضال ومن صمود قائدنا.
فعالية الإضراب عن الطعام كانت عبارة عن موقف مناهض للمؤامرة الدولية، لأن العزلة المفروضة على القائد آبو، كانت مؤامرة يجب تصعيد ومواصلة النضال من أجل دحرها. فعالية الإضراب عن الطعام انطلقت بداية من قبل ليلى كوفن، وفيما بعد امتدت إلى آلاف المشاركين، أعتقد أننا حقننا مكاسب وأهداف مهمة، فيجب أن لا ننسى أن العزلة فرضت على القائد كأحد أساليب مواصلة وتنفيذ المؤامرة الدولية.
لنتذكر معا فأثناء اعتقال القائد آبو، كانت عقوبة الإعدام نافذة في تركيا، وكانوا يسعون عبر الاعتقال إلى تنفيذ تصفية جسدية للقائد آبو.
ولكن نضال شعبنا الكردي نجح في إيقاف عقوبة الإعدام، ومما لا شك فيه أن الفعاليات التي أقيمت تحت شعار "لن تستطيع حجب شمسنا" كانت العامل الرئيسي لإيقاف التصفية الجسدية.
فعالية الإضراب عن الطعام التي أطلقناها، أثبتت أن السبيل الوحيد للتصدي للمؤامرة وإفشالها هو مواصلة النضال، أما الجانب الأهم فهو أنها أثبتت أهمية وتأثير النضال المنظم.
يجب أن نعلم جيداً أن هدف الدولة التركية وقوى المؤامرة الدولية لم يكن شخص القائد آبو فقط، بل إبادة الشعب الكردي من خلال القائد، والقضاء على نضال الحرية بشكل نهائي، هذه المؤامرة متواصلة إلى يومنا هذا وبأشكال مختلفة، فعلى سبيل المثال: الهجمات التي استهدفت سري كانيه وكري سبي في الـ 9 من شهر تشرين الأول عام 2019، تم تنفيذها في إطار هذه المؤامرة، والهدف هو القضاء على جميع المكتسبات، حركة الحرية وكذلك العديد من المثقفين أكدوا هذا الأمر في العديد من المناسبات، ولكن الهجمات أكدت هذا الأمر مرة أخرى وبشكل واضح.
عندما بدأتم بفعالية الإضراب عن الطعام، ما هو الدور الذي كنت تتوقعون القيام به من أجل إفشال ودحر المؤامرة الدولية؟
يجب أن أذكر أنه كانت هناك أسباب عديدة للمشاركة في مثل هذه الفعالية ومواصلتها، في البداية النضال المتواصل للقائد آبو، وهذا الأمر شجعنا على الانضمام إلى فعالية الإضراب عن الطعام التي بدأتها ليلى كوفن.
ليلى كوفن كانت بمثابة الصرخة، ونحن بدورنا استجبنا لهذه الصرخة، الفعالية التي بدأت بشخص واحد امتدت إلى الآلاف من الأشخاص وحققت نتيجتها، من خلال تلك الفعالية كنا بمثابة استمرار لـ "لن تستطيعوا حجب شمسنا"، بغض النظر عن النتائج، فإن جل اهتمامنا كان منصباً حول كيفية مواصلة وتطوير نضالنا المنظم، لقد رأينا فيما بعد أن هذا النضال المنظم قد تحقق، وأنها سوف تكشف الوجه الحقيقي للدولة التركية، والدول الأوروبية. وجميع المشاركين في المؤامرة، الشعب الكردي أثبت مرة أخرى أنه يدافع عن وجوده وعن حقيقته.
فعالية "لن تستطيعوا حجب شمسنا" نجحت في عرقلة وصول المتآمرين إلى النتيجة المطلوبة، وفعاليتنا أيضاً هزت كيان العدو وكشفت وجهه الحقيقي القذر، طبعاً عندما امتدت إلى كامل مناطق كردستان، والدول الأوروبية وحتى الصين، فقد أدت دوراً مهما، كانت النتيجة أنهم اضطروا إلى السماح بزيارة القائد 5 مرات متتالية.
برأيكم ما الذي يجب القيام به من الآن فصاعداً، لأنه وكما تعلمون لا زالت الهجمات متواصلة على مختلف الصعد؟
أعتقد أن الأمر الأساسي هو التنظيم وتطوير النضال المنظم، فمثلاً: حاول العدو من خلال هجمات الـ 9 من تشرين الثاني ضد مناطق روج آفا، استهداف إيديولوجية القائد آبو والقضاء على ثورة روج آفا، لذلك يجب أن نعمل على تعزيز تنظيم ثورة روج آفا وأن نعمل على تصعيد وتوسيع هذه الثورة.
في روج آفا يوجد نموذج الإدارة القائم على النظام الكونفدرالي الديمقراطي، الشعب هنا يعمل على بناء النظام التشاركي وتطويره، حيث يجب أن يتم تعزيز هذا النظام وتوسيعه، كما يجب تصعيد المقاومة على هذا الأساس، وهناك العديد من الوسائل والنماذج للمقاومة والنضال المنظم، نذكر مثلاً فعاليات الإضراب عن الطعام في عام 2012 وكذلك عام 2019، فيجب تعزيز مثل هذه الفعاليات ومواصلتها.
برزت في الآونة الأخيرة مسألة وحدة صف الشعب الكردي، وأصبح هذا الموضوع يشغل بال الشعب الكردي، ما هو الدور الذي يمكن لوحدة الشعب الكردي أن تؤديه فيما يخص التصدي للمؤامرة الدولية؟
هناك أمر يجب أن ندركه جيداً، القائد أوجلان ليس قائداً لشمال كردستان فقط، أو لجنوب كردستان، أو أي جزء آخر من كردستان، القائد أوجلان هو قائد لسائر الشعب الكردي. العدو يسعى في هذا الصدد إلى خلط المفاهيم وتجزئة الشعب الكردي، وعليه لا بد من تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة هذه المساعي، إذا لم تتحقق الوحدة، فكيف يمكننا أن نتصدى للهجمات ودحرها؟
لاحظوا إن أبناء الشعب الكردي ومن جميع أجزاء كردستان شاركوا في فعالية الإضراب عن الطعام، وليس أبناء جزء واحد، لذلك فإن السبيل الوحيد والناجح للالتفاف حول القائد آبو هو تحقيق الوحدة الوطنية، العدو يعرف هذه الحقيقة جيداً، ويصعّد هجماته على هذا الأساس، وهناك أمثلة كثيرة مشابهة في تاريخنا.
ما هي المهام والمسؤوليات التي تقع على عاتق الأحزاب الكردية في هذا الموضوع؟
هناك مسؤوليات مهمة جداُ، فحزب الشعوب الديمقراطية أرسل مؤخراً وفداً حزبياً إلى جنوب كردستان، والتقى هناك المثقفين والأوساط الأخرى، لذلك على الجميع أن يعمل من أجل هذا الموضوع، سواء كان الحزب الديمقراطي الكردستاني أو المثقفون، أو الفنانون والنشطاء، على الجميع أن يشارك في هذه المساعي، ويتحمل مسؤولياته، نحن لا نقول إن على الجميع أن يلتزم بنهجنا الإيديولوجي، ولكن يجب أن يتخذوا موقفاً صائباً حيال موضوع الوحدة الوطنية، يجب الدفاع عن ثقافة وهوية ومكتسبات الشعب الكردي، القائد آبو يقول: إن الذي ليست لديه لغة أمّ، لا يمكن أن يتحدث عن وجوده، الذين لا يعملون من أجل الدفاع عن هويتهم وثقافتهم، لا يمكنهم أيضاً الدفاع عن وجودهم.
فرض حصاراً على مخمور، والسبب أن أحد الأحزاب الكردية هو الذي يقوم بذلك، يجب علينا جميعاً مساندة مخمور، كما يجب مساندة شنكال وروج آفا، هذا هو سبيل تحقيق الوحدة الوطنية، فالنضال من أجل الدفاع عن قسم من الكرد ليس كافياً، لأن العدو يهاجم من كل الجهات ويسعى إلى القضاء على ثقافتنا ولغتنا ووجودنا، لذلك يجب على الكرد أيضاً التصرف وفق ذلك والدفاع عن مكتسبات الشعب الكردي، فالأمر لا يقتصر على الأحزاب السياسية، بل إن الشعب الكردي بأكمله يجب أن يشارك في ذلك، يجب عليه الضغط على الأحزاب وتحقيق وحدته الوطنية.
يجب أن نعلم أن الهجمات التي تستهدف شنكال وروج آفا تستهدف وجودنا وعلينا أن ننتفض ضدها، العدو يستخدم حزب العمال الكردستاني كحجة ، ولكن هل حزب العمال الكردستاني موجود في كل مكان؟ طبعاً لا.
الهدف هو سائر الشعب الكردي، ومثال ذلك أنه في الأماكن التي يتم استهدافها توجد أحزاب أخرى، وحزب العمال الكردستاني هو حزب كردي، والذين يتحدثون عن الوحدة الوطنية يجب عليهم التأكيد بالمشاركة في هذا النضال، فحكومة جنوب كردستان بإمكانها تصعيد النضال من أجل شنكال، حيث أن الحكومة العراقية اعترفت بوحدات مقاومة شنكال بشكل رسمي، ولكن يتم الاعتداء عليها بأيدي الكرد.
نضال شعبنا المتواصل ضد هذه الهجمات، كشف الوجه الحقيقي للقوى المتآمرة، فخلال الهجمات التي استهدفت سري كانيه وكري سبي، تم فضح إقدام الاحتلال التركي على استخدام الأسلحة الكيماوية بفضل النضال المتواصل ومقاومة الشعب، ولكن يجب علينا أن لا ننسى أبداً، إننا لو كنا صعّدنا من نضالنا لما تمكن العدو من احتلال سريه كانيه وكري سبي، ولما تم تهجير الشعب.
لذلك فإن النضال ضد المؤامرة، والدفاع عن القائد آبو، هو دفاع عن الهوية والثقافة والأرض، وعن وجود الشعب الكردي، هذا الأمر واضح جداً، لذلك فتحقيق الوحدة الوطنية سيساهم في إفشال المؤامرة بشكل كامل، كما سيدحر الهجمات التي تستهدف روج آفا، وعليه فإن المسؤولية الأساسية الآن هي تصعيد نضالنا وتنظيمه وتوسيعه تحت شعار "لن تستطيعوا احتلال وطننا.
ANHA
<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/9PBYXktv624" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>