​​​​​​​زيارة مرتقبة لمنسقة "مبادرة نون لحرية أوجلان" للمجلس الأوروبي وCPT

​​​​​​​زيارة مرتقبة لمنسقة "مبادرة نون لحرية أوجلان" للمجلس الأوروبي وCPT
11 كانون الثاني 2023   22:44

كشفت المنسقة والناطقة باسم "مبادرة نون لحرية أوجلان" سوسن شومان، عن زيارة مرتقبة للمبادرة إلى المجلس الأوروبي ولجنة مناهضة التعذيب الأوروبية في أواخر شهر كانون الثاني الجاري، للمطالبة بكشف مصير القائد أوجلان.

يناضل القائد عبد الله أوجلان في عزلة مشددة بسجن إمرالي الذي يخضع لحراسة مشددة في بحيرة مرمرة بتركيا، منذ 24 عاماً، وعلى الرغم من المناشدات العالمية والمحلية للكشف عن صحته، إلا أن الدولة التركية الفاشية مستمرة بانتهاكاتها وتمنع محاميي القائد وذويه من اللقاء به.

وعن السياسات التعسفية للدولة التركية الفاشية بحق القائد أوجلان وازدواجية لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية في التعامل مع قضيته، أجرت وكالتنا حواراً مع المنسقة والناطقة باسم "مبادرة نون لحرية أوجلان"، سوسن شومان، التي تساءلت في حوارها عن أنه "كيف يمكن للجنة إنسانية دولية (لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية) أن تضع تقريراً موضوعياً عن وضع القائد أوجلان، بينما ذكر مكتب العصر الحقوقي أن القائد لم يحضر الاجتماع".

نص الحوار كالتالي:

* بعد مناشدات عالمية ومحلية للكشف عن وضع القائد أوجلان، زار وفد من لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية (CPT) سجون دولة الاحتلال التركي بين 20- 29 أيلول الماضي، ومنها سجن إمرالي؛ للتحقيق في شروط وظروف هذه السجون، وقالت إنها ستعد تقريرها حول الزيارة في شهر آذار عام 2023، وفي29 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم ذكر مكتب العصر أن القائد لم يحضر الاجتماع، كيف تصفون هذا الموقف؟

إن المؤامرة الدولية ليست حديثة الولادة في سياسة العالم الحالي، حيث تهيمن قوى كبرى وتنتهج سياسة ازدواجية المعايير، ولعل الموقف الأخير للجنة مناهضة التعذيب يدفعنا إلى رسم علامات استفهام عديدة حول مصداقية وشفافية التقرير الذي سينشر كما هو مقرر في آذار، فكيف يمكن للجنة إنسانية دولية أن تضع تقريراً موضوعياً عن وضع عبد الله أوجلان، إذ ذكر أنه رفض اللقاء به عكس ما ذكرته أنها زارت السجن والتقت القائد أوجلان ورفاقه، بالتالي هذا التقاعس عن أداء الواجب القانوني والإنساني يدفعنا إلى السؤال التالي؛ ما هي الانتهاكات التي سطرتها هذه اللجنة؟ هل هناك إجراءات عملية من قبل هذه اللجنة كراعية لحقوق الإنسان لوقف هذه المخالفات الفاضحة؟ الإجابات عن هذه الأسئلة واضحة، ولعل هذه الإجابات الواضحة هي التي دفعت بالقائد أوجلان لرفض لقاء هذه اللجنة؛ لأن ذلك اعتراف واضح بأن لا شرعية لهذا المجتمع الدولي الذي لا يملك قرار إلزام الدول المخالفة ولا حتى قرار إدانة، فقد كان الانقطاع عن الاجتماع موقف رافض لهذا التآمر الدولي الذي لم يحرك ساكناً ولو حتى على صعيد البيانات.

* على الرغم من القيام بفعاليات مختلفة وإصدار التصريحات والبيانات، لكن الجهات المعنيّة لم تقدّم تصريحاً واضحاً واحداً لكشف الحدث، ما سبب هذا التكتم من قبل هذه الجهات وخاصة لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية؟ ولماذا لا تقوم بواجباتها حيال قضية القائد أوجلان؟

كما سبق وذكرنا فإن التقاعس واضح لا لبس فيه، والتكتم لا يقل خطورة عن المشاركة في الانتهاكات، وهذا من شأنه أن يفقد ثقة الرأي العام بهذه اللجان التي من المفترض أن تكون في خط الدفاع الأمامي عن الحقوق الإنسانية، بالتالي يحق لنا هنا أن نوجه السؤال إلى لجنة مناهضة التعذيب إذا لم يكن عملها يصب في خانة الهدف التي أسست من أجلها، وبالتالي ما الفائدة من هكذا لجان؟ ما مدى مصداقيتها وما مدى ارتباطها بمصالح الدول الكبرى التي تحرك حبر أقلامها.

* ماذا عملت "مبادرة نون لحرية أوجلان" وماذا فعلتم لإيصال قضية القائد أوجلان إلى المحافل الدولية؟ وإلى أين وصلت جهودكم؟

نحن كمبادرة نسوية تأسست في بيروت، نتجه نحو خطوات عملية وقانونية من أجل هذه الغاية، ستكون لنا زيارة مشتركة مع المبادرات العربية الأخرى لدعم حرية أوجلان إلى المجلس الأوروبي خلال جلسات انعقاده في كانون الثاني لمناقشة وضعه وأبرز الانتهاكات القانونية، وستكون لنا زيارة للجنة مناهضة التعذيب للمطالبة بكشف مصير القائد أوجلان، وتقديم تصريح شفاف عما يدور في سجن إمرالي، بالتالي فإننا سنفتتح هذا العام بهاتين الخطوتين، لعلهما أولى الخطوات في طريقنا النضالي المحق، ولن تكون الأخيرة حيث سنعمد إلى إيصال هذه الصرخة إلى كافة مراكز القرار والمحافل الدولية كورقة تسلط الضوء على لا شرعية لهذا الاعتقال.

* هل تواصلتم مع الشخصيات النسوية السياسية والحقوقية والمثقفة في العالم من أجل هذا الموضوع، كيف كانت تطلعاتها وآراؤها؟ وما المطلوب لضمان الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان؟

نعم، فالمبادرة اتسعت لتشمل نساء من كافة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. سيدات فاعلات، وناشطات في المجال السياسي والحقوقي من العراق، ولبنان، ومصر، والأردن، وسوريا، وفلسطين، وليبيا، والمغرب، واليمن وغيرها، آمنّ بهذه القضية، وبهذا الفكر اجتمعن تحت اسم نون. لمسنا مدى تقدير كافة السيدات من جميع أنحاء الوطن العربي لهذا الفكر الذي اعتبرنه فكراً مخلصاً لمنطقة الشرق الأوسط كافة، وفكراً أممياً لا يخص الكرد فقط، بل كل إنسان حر آمن بالحرية والكرامة الإنسانية.

* كمبادرة نون لحرية القائد عبد الله أوجلان، ومع دخولنا العام الجديد، ما خططكم المستقبلية لمتابعة قضية القائد أوجلان؟

إن مبادرة نون ومنذ إعلان انطلاقتها، تسعى جاهدة، بالإضافة إلى رفع الصوت عالياً من أجل إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، فهي تعمل على نشر هذا الفكر، وإيصاله إلى الرأي العام العالمي، وذلك من خلال حلقات التوعية والتي هي حلقات تدريبية داخلية للعضوات حول فكر القائد وفلسفته وخاصة فيما يخص المرأة، بالإضافة إلى الاجتماعات الدورية والتي يتم خلالها تقييم العمل بالإضافة إلى الندوات وخاصة في ذكرى المؤامرة. وكما سبق وذكرنا فهناك زيارة للمجلس الأوروبي من ضمن خطط العام الحالي. كما نسعى لعقد مؤتمر يضم شخصيات نسائية من كافة الدول الشرق أوسطية ومن شمال أفريقيا، حيث سيتمحور على هذا الفكر وسيكون هدفه المطالبة بالحرية الجسدية عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى ما نقوم به من إصدار بيانات في المناسبات كافة، وتفعيل ونشر أفكار القائد أوجلان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

يشار إلى أن "مبادرة نون لحرية أوجلان"، هي مبادرة نسوية نواتها مجموعة من الناشطات النسويات والحقوقيات من مختلف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعلن عن تأسيسها في 4 حزيران/ يونيو 2022، وتتطلع إلى التعريف بفكر القائد أوجلان ونشره على أوسع نطاق، كما تتطلع أيضاً إلى العمل للضغط على المنظمات والمؤسسات والجهات الدولية المعنية، الحقوقية منها والسياسية، كي تخرج عن صمتها المُطبِق بشأن قضية القائد أوجلان.

 (ي م)

ANHA