نساء لازلن يحافظن على التراث النسائي
مازالت النساء الكرديات والعربيات محافظات على تراث العصر النيوليتي حيث يقمن بإعالة عائلاتهن من خلال المنتجات التي يصنعنها بأيديهن كالألبان والأجبان والخبز وغيرها.
مرادا كندا/ قامشلو
منذ بداية التاريخ الإنساني وحتى يومنا الحالي كانت المرأة دائماً صاحبة الجهد والإنتاج. ولكن ذهنية المجتمع الأبوي والنظام الرأسمالي أنكرت جهد المرأة في كل المجالات والأمكنة. إلا أن نساء ميزوبوتاميا ومن كافة المكونات وعلى الرغم من كافة العوائق والصعوبات مازلن يحيين روح العصر النيوليتي الذي تمحورت الحياة فيه حول المرأة حتى الآن.
نساء قرى إقليم الجزيرة يعلن عوائلهن من منتوجاتهم من مشتقات الحليب كالألبان والأجبان وغيرها وبيعها في الأسواق ويربين أبناءهن من كد يمينهن. إلى جانب مشتقات الحليب تبيع نساء القرى البيض، خبز التنور والأعشاب الطبيعية في الأسواق.
تقوم نساء قرى مقاطعة قامشلو كل يوم وفي ساعات الصباح ببيع الحليب، اللبن، الجبن، خبز التنور، البيض والنباتات الطبيعية التي يجلبنها من قراهن في الأسواق. ومن الملفت وجود سوق لبيع هذه الأشياء خاص بالنساء. ويقع السوق في شارع الوحدة بمدينة قامشلو. وحسب المعلومات فإن النساء يبعن منتجاتهن التي يصنعنها بأيديهن في ذلك السوق منذ 20 عاماً.
يقصد أهالي قامشلو شارع الوحدة لشراء هذه المنتجات الطبيعية. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المنتجات التي تصنعها الأمهات إلا أن الأهالي يقبلون على شرائها لأنها صنعت بطريقة نظيفة.
المواطنة شريفة حسو البالغة من العمر 61 عاماً من قرية زندا التابعة لمدينة قامشلو تقوم ببيع الألبان منذ 20 عاماً تحدثت لوكالتنا حول هذا الموضوع وأوضحت أنها تدبر أمور حياتها من خلال بيع الألبان. وقالت:" نقوم بتحضير مشتقات الحليب في القرية ونتوجه في ساعات الصباح إلى مدينة قامشلو ونبيع منتوجاتنا في هذه السوق".
وبينت شريفة أن بيع اللبن مهنة قديمة وأن "عمل المرأة من أجل تأمين رزقها لا يعد عيباً ولكن البطالة هي العيب".
جميلة حسو البالغة من العمر 65 عاماً من المكون العربي من قرية رزازا التابعة لمدينة قامشلو تقوم منذ 25 عاماً ببيع اللبن، الحليب، خبز التنور، النباتات الطبيعية أشارت إلى أن طعم المنتجات اليدوية مختلف تماماً وقالت: "تعلمنا صنع اللبن والجبن من أمهاتنا. اليوم وفي كل أنحاء العالم يصنع اللبن في المصانع ويتم بيعه ولكن طعم تلك الألبان ليس كطعم الألبان التي تصنع بطريقة يدوية".
وأوضحت جميلة أنها سعيدة بعملها في صنع الألبان والأجبان لأنه يؤمن لها قوت عائلتها، وتابعت:" سأواصل عملي ما دمت أستطيع القيام به".
(م م)
ANHA