بانوراما الأسبوع: انتهاكات متزايدة لحقوق المعتقدات في سوريا والفيدرالية هي الحل الأمثل للمنطقة
شهدت مناطق الحكومة الانتقالية في سوريا المزيد من الانتهاكات لحقوق المعتقدات والأديان والثقافات المختلفة، فيما يتزايد الحديث عن الشرق الأوسط الجديد في ظل اشتداد الصراع الإقليمي والدولي، في حين بات حل القضية الكردية عبر النظام الفيدرالي هو الحل الأمثل والمناسب.

تطرقت الصحف العربية الصادرة خلال الأسبوع الماضي، إلى ما يجري في المناطق السورية من انتهاكات، بالإضافة إلى نتائج الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، إلى جانب حل القضية الكردية.
تحطيم "تمثال الشهداء" وسط حلب يثير الجدل حول النهج المتشدد للسلطة
في الشأن السوري، أثار تحطيم تمثال ساحة سعد الله الجابري جدلاً واسعاً بين السوريين، وسط استهجان وسخرية من تبريرات سلطات الحكومة الانتقالية في سوريا للحادث.
وقد أبدى الكثير من الناشطين غضبهم من فكرة النقل التي أدت إلى تحطيم التمثال الذي يحمل رمزية كبيرة لدى سكان المدينة، فيما ذكر آخرون أن عملية التحطيم كانت متعمدة، على عكس ما ذكرته مديرية الآثار والمتاحف في حلب.
"علم الهيئة إلى جانب العلم السوري الجديد أثار قلقاً على مستقبل البلاد"
كما تطرّقت صحيفة إندبندنت عربية إلى حالة الغضب والجدل التي أثارها رفع علم "هيئة تحرير الشام" إلى جانب علم استقلال سوريا، وعدّت ذلك خطوة أثارت اعتراضاً واسعاً في الشارع السوري، مشيرة إلى أن الاعتراض لم يكن فقط سياسياً بل رمزياً أيضاً.
حصيلة المرحلة الأولى في تشكيل شرق أوسط جديد
وبدورها كتبت صحيفة الخليج عن الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران ورؤيتها لواقع العالم العربي. إذ رأت الصحيفة أن حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل انتهت مخلفة علامات واضحة لحال الدولتين والنظام الإقليمي. بعض هذه العلامات كانت من صنع دولة عظمى تعاني من أسباب انحدار ترفض أن تتأنى أو تختفي، ومن صنع الفاعلين الأساسيين، أقصد كلاً من إيران وإسرائيل، بالإضافة إلى صنع صمت أو غياب أكثر أو أهم اللاعبين في منظومة العمل العربي.
وترى الصحيفة "أن الأهم في صورة الحال الدولية والإقليمية على ضوء الحرب وما تخللها وأعقبها هو تفاقم الأخطار الناتجة عن استمرار حال الانحدار في القوة الكلية لأمريكا فضلاً عن وجود رئيس لها بصفات غير عادية في إدارة الأزمات والحرب".
مضيفة "استقر في تعليقات غربية أن إسرائيل خرجت من هذه الحرب منهزمة. المثير في الأمر والمتعلق بحال دول الشرق الأوسط في اليوم السابق على إعلان الشرق الأوسط الجديد هو أن الإعلام العربي في مجمله لم يهتم عن عمد بترسيخ هذه الحقيقة في الوعي العربي".
القضية الكردية ومعادلات الحرب والسلم في الشرق الأوسط
صحيفة الشرق الأوسط سلطت الضوء على تعقيدات الملف الكردي بسبب تقاطعه مع ما أسمته "قضايا السيادة الوطنية، الهوية، مكافحة الإرهاب، والمصالح الجيوسياسية الإقليمية والدولية"، ورأت أن القضية الكردية تعد من أعقد الملفات السياسية في الشرق الأوسط؛ لأنها تتقاطع مع معادلات داخلية وخارجية شديدة الحساسية.
وترى الصحيفة "أن الحل الواقعي والمرحلي هو اعتماد نموذج فيدرالي أو كونفدرالي يمنح الكُرد في العراق وسوريا وتركيا وإيران حقوقاً ثقافية وسياسية واقتصادية واسعة، من دون المساس بوحدة الدول القائمة.
وعليه، يمكن أن تشكّل هذه الصيغة ضمانة للاستقرار الداخلي، وأن تخفف من النزعات الاستقلالية، وتحترم في الوقت نفسه الخصوصية القومية للكُرد... وأي تأجيل للاعتراف بالحق لا يُلغي وجوده، والاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق بتجاهل قضية شعب بأكمله، بل بإيجاد تسوية عادلة تقوم على مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، وليس على موازين القوى فقط".
(ي ح)