في عمر الـ 4.. طفلة من الرقة تلقي الشعر العربي وتتجاوز صعوبات النطق
طفلة من أرض درّة الفرات، الرقة، تلقي الشعر بعمر 4 أعوام، مثبتةً أن الشعر العربي يتخطى الفن ليصبح علاجاً لمشاكل النطق لديها.

شخصت أبصار الحاضرين في مهرجان السلام للطفولة الذي نظمته هيئة الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة، نهاية شهر حزيران ومطلع شهر تموز الحالي، نحو خشبة المسرح، حيث وقفت الطفلة ذهب المحمد (4 أعوام)، متزينة بالزي التقليدي، ومطلقة عنان صوتها في قصيدة فراتية تصف فيها محبوبتها الأولى؛ الرقة.
مشهد اختصر حكاية الطفلة القادمة من ضفاف الفرات، التي وجدت في الشعر علاجاً لتجاوز التلعثم، وسلاحاً للتعبير عن هويتها.
ذهـب، على الرغم من صغر سنّها، شاركت للموسم الثاني في مهرجان السلام للطفولة، مؤكدة أن الشعر العربي ليس مجرد فنّ، بل وسيلة لتمرين اللسان وتثبيت الانتماء، كما فعل العرب قديماً حين كانوا يحفظّون أبناءهم الشعر، لما فيه من تقويم للنطق وربط بالأرض والثقافة.
قال والدها وسام محمد، إنهم اكتشفوا موهبتها، عندما كان عمرها عامين ونصف، إذ كانت تقلد أخواتها الأكبر منها، فأعطوها قصيدة للشاعر شلاش الحسن، فتمكنت من حفظها خلال 15 يوماً، على الرغم من أنها كانت تعاني من مشكلات في النطق.
وأشار محمد إلى أن ذهب، حالياً، تحفظ قصيد "فرشت ثراك الطاهر الهُدُبا" للشاعر نزار قباني، وستقدمها في مهرجان الطفل بالرقة، وهذه ليست مشاركاتها الأولى، فقد شاركت بعدة مهرجانات منها مهرجان الطفل، ومهرجان الأدب الأول بالرقة، إضافة إلى مشاركاتها في الفعاليات المدرسية، وكل ذلك نابع من حبها لإلقاء الشعر.
وبيّن والدها أن التدريب على إلقاء الشعر ساعدها بشكل كبير، في التخلص من بعض الأخطاء اللغوية واللعثمات، وكلما حفظت قصائد جديدة، زادت قدرتها على النطق السليم، وتقدّمها في النطق انعكس أيضاً على ثقتها بنفسها وتفاعلها الاجتماعي مع أقرانها.
ويتبع والدها أسلوباً خاصاً في تعليمها، قائلاً لوكالتنا: "نبدأ معها ومع الأطفال بتعليم الشعر الفصيح أولاً، وعندما يتقنون ندخلهم إلى الشعر الشعبي الفراتي، لتترسخ الهوية الثقافية في شخصياتهم وهذا الجهد بدعم من مكتب الأدب التابع لمركز الثقافة والفن في الرقة".
والمفردات الخاصة بلهجة الرقة التي تصادفها ذهب، في القصائد تثير فضولها، فتسأل عن معانيها، ما يغني لغتها ويعمق ارتباطها بتراث منطقتها.
ذهب المحمد، الطفلة التي وقفت على خشبة المسرح بثقة، تثبت أن الشعر ليس ملك الكبار فقط، بل نبض الطفولة التي تتجاوز الكلمات لتصنع معجزة في النطق والانتماء.
(م ش/أ)
ANHA