كادار بيري: حقوق الشعب الكردي السياسية والثقافية خطوط حمراء

ذكر مدير مركز كرد بلا حدود، كادار بيري، أن حقوق الشعب الكردي السياسية والثقافية خطوط حمراء غير قابلة للتفاوض أو التنازل، ويجب أن تكون بنوداً "فوق دستورية".

كادار بيري: حقوق الشعب الكردي السياسية والثقافية خطوط حمراء
الإثنين 16 حزيران, 2025   05:10
مركز الأخبار

بعد إعلان أسماء أعضاء الوفد الكردي المشكَّل بناءً على مخرجات مؤتمر "وحدة الموقف والصف الكردي" المنعقد في 26 نيسان، قيّم مدير مركز كُرد بلا حدود، كادار بيري، تركيبة الوفد وأبرز المطالب أو الثوابت التي يجب أن يركز عليها الوفد الكردي في أي حوار قادم مع الحكومة الانتقالية في سوريا، لضمان الحقوق السياسية والثقافية والإدارية للشعب الكردي.

وأوضح كادار بيري: "بعد إعلان أسماء أعضاء الوفد الكردي المشكل بناء على مخرجات وحدة وصف الكردي، بالمحصلة أن تركيبة الوفد حزبية من عدة أحزاب كردية كانت في خلاف طيلة السنوات السابقة والتي كانت لها نتائج سلبية على القضية الكردية في سوريا، كانت حلاً أولياً لا بد منه، لخلق شعور لدى الجميع بأنهم ممثلون ضمن الوفد".

وأكد أن بيري أن: "الرؤى في هذا المجال لا تزال ضيقة، لكن هذه الخطوة يجب أن تقرأ كرسالة للشارع الكردي مفادها أن جميع الأطراف المتخالفة سابقاً، باتت اليوم ضمن إطار موحّد، تمثله مخرجات مؤتمر وحدة الموقف والصف الكردي".

وأوضح بيري أن الحركة الكردية، كبيرة كانت أم صغيرة، لا يمكن تجاهل أي طرف منها. وشدد على أن "هناك أحزاباً كردية لها وزن كبير في الشارع، قبلت بالبقاء خارج الوفد تضحية منها لإنجاح المؤتمر، وهو موقف يحسب لها وطنياً. ومع ذلك، فإن التمثيل الحقيقي في المفاوضات مع دمشق لا يُختصر في جلسة واحدة، بل يتطلب وجود ممثلين ذوي اختصاص في الجغرافيا والتاريخ والسياسة، من القادرين على تثبيت حقوق الشعب الكردي في سوريا، وشكل الإدارة مع دمشق".

"لا تفاوض على البديهيات السياسية"

ولفت: "لا مفاوضات في البديهيات، والتي هي حقوق الشعب الكردي السياسية في سوريا. أن الشعب الكردي يعيش على أرضه التاريخية في جغرافيا كردستان، أو ما يعرف بغرب كردستان، والتي التصقت بالدولة السورية بفعل اتفاقات بين أقطاب العالم"، مشدداً على أن هذه الحقوق يجب ألا تُطرح للتفاوض.

وأضاف أن القضية الكردية ليست ملفاً أمنياً كما كان النظام السوري السابق يحاول تصويرها، بل قضية سياسية بامتياز، ويجب أن تكون اللقاءات في دمشق على هذا الأساس السياسي لا الأمني. وذكر أن التفاوض على البديهيات هو خطأ فادح، وأن ما يجب التفاوض حوله هو "كيفية تثبيت الحقوق"، وكيفية "إقناع الطرف الآخر بها".

"الحقوق الثقافية ثروة وطنية وليست مطلباً كردياً فقط"

أما في موضوع الحقوق الثقافية، فقال: "هي غنى لسوريا وليس مطلب كردي، إنما يجب أن يكون مطلب الطرف الآخر إحياء الثقافة الكردية، فهي ثقافة عريقة تمتد لآلاف السنوات. هذه الثقافة تغني الثقافة السورية، ومن المهم أن يشجع الطرف الآخر على ذلك. أما بالنسبة للأمور الإدارية، فأعتقد أن المفاوضات ستكون محور النقاش."

حقوق الشعب الكردي خط أحمر

وشدد بيري على أن حقوق الشعب الكردي "خط أحمر"، ولا يحق لأحد أن يتنازل عنها، مؤكداً أن "أي ليونة في هذا المجال تُعد تفريطاً بهذه الحقوق". وأوضح أن الكرد لا "يطالبون بشيء ليس من حقهم، بل بحقوق مشروعة". مشدداً أنه شخصياً لا يُفوّض أحداً بالتنازل عن حقوقه.

ونوه بيري إلى أن "الكرد يسعون إلى سوريا ديمقراطية، تعددية، لا مركزية، فدرالية وهذا ليس مطلب الكرد وحدهم، بل مطلب جميع المكونات السورية، وهو السبيل الحقيقي لوقف نزيف الدم في البلاد".

وحول موقف القوى الكردية الأخرى (خارج روج آفا) من هذا الوفد، قال بيري: "أعتقد أن لهم دوراً إيجابياً، إن كنا نتحدث عن شمال كردستان وجنوب كردستان، مع كامل احترامي لشرق كردستان، المغيَّبين عن الساحة السياسية الكردستانية والعالمية، للأسف الشديد. فإن كان المقصود بهم، فقد كان لهم دور إيجابي، وهو ما أدى إلى انعقاد مؤتمر وحدة الموقف والصف الكردي".

مضيفاً: "الخلافات السابقة بين القوى الكردستانية كانت نتيجتها وتأثيرها المباشر على القوى الكردية والأحزاب الكردية في روجآفا وسوريا، ومع ذلك كان لهم دور إيجابي. وأعتقد أن المرحلة الحالية تتطلب دوراً أكبر، بل وأكثر من ذلك، يجب عليهم دعم هذا التوجه، وألّا يجعلوا من الموضوع محاصصة حزبية".

وأشار كادر بير إلى أن: "القضية الكردية يجب أن تكون فوق الحصص الحزبية، وكما نطالب بأن تكون حقوق الكرد فوق الدستور، حتى لا يأتي أحد بعد عقود ليتلاعب بها، كذلك يجب أن تكون حقوق الكرد فوق الدستور وفوق الحسابات الحزبية والأحزاب الكردية".

الوفد الكردي يجب أن يشمل كل كرد سوريا

كادر بيري أكد على ضرورة: "توسيع تمثيل الوفد الكردي ليشمل كل الكرد في سوريا"، بما فيهم الكرد في دمشق، وحلب، حماة وسائر المدن السورية، خاصة أولئك الذين يعتزون بكرديتهم. وذكر أن: "إشراكهم في اللجان المشاركة أو الاستشارية مع اللجان الفعلية المفاوضة من شأنه أن يغني الوفد ويوسع آفاق الحل السياسي في سوريا، انطلاقاً من أن الكرد منتشرين في كل أصقاع البلاد، ولهم كامل الحق في التمثيل والمطالبة، وللتعريف بالحركة السياسية الكردية كذلك".

(م ح/أم)

ANHA