ناشطات: لا مكان لمرتكبي الجرائم بحق النساء في مستقبل سوريا
أكدت ناشطات سياسيات واجتماعيات أن المرأة السورية التي لعبت دوراً محورياً في هزيمة داعش، تملك اليوم القوة والإرادة لمواجهة مجرمي الحرب وقتلة النساء، وملاحقتهم حتى يُقدَّموا للعدالة.

منذ توليها زمام السلطة في دمشق، أقدمت "هيئة تحرير الشام" على تعيين عدد من الشخصيات المتورطة في جرائم ضد النساء، في مناصب قيادية حساسة، ما أثار موجة غضب واسعة بين الأوساط الحقوقية والنسائية في سوريا.
في 10 كانون الأول 2024، عينت المدعو "شادي محمد الويسي" وزيراً للعدل، على الرغم من ثبوت مشاركته في إعدام امرأتين عام 2015، في خطوة وُصفت بأنها تمجيد للجريمة بدلاً من محاسبة مرتكبيها. هذا القرار لم يكن استثناءً، بل تبعته سلسلة من التعيينات المثيرة للجدل، كان أبرزها تعيين المرتزق أحمد الهايس، المعروف بـ "حاتم أبو شقرا"، أحد المتهمين الرئيسيين باغتيال هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، في تشرين الأول 2019.
هذه التعيينات، التي تمثل صفعة في وجه العدالة وحقوق المرأة، ترى أوساط نسائية أنها تعكس اتجاهاً خطيراً نحو شرعنة العنف ضد النساء، وترسيخ الإفلات من العقاب ضمن مؤسسات يفترض بها أن تحمي حقوق الشعب والمرأة وتكرّس العدالة.
وصفت نور الحنفي إدارية في مجلس تجمّع نساء زنوبيا بمقاطعة الطبقة، الوضع بالمأساوي، وقالت: "بدل أن تتم محاكمة مجرمي الحرب، نراهم اليوم في مواقع يفترض أنها تمثل تطلعات الشعب السوري".
وأضافت أن هذه التعيينات لا تبشر بأي مستقبل للمرأة السورية، بل تفتح الأبواب أمام جرائم جديدة.
أما جمانة محمد، وهي أيضاً عضوة في مجلس تجمّع نساء زنوبيا، فرأت أن صمت المجتمع الدولي حيال هذه التعيينات "يعني أن المرأة السورية ستواجه مستقبلاً مظلماً دون حماية أو عدالة".
سلطة التهميش والتهديد
بينما أوضحت رجاء عبد الرحيم، ناطقة المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في الطبقة، أن سلطة دمشق لا تكتفي بتهميش المرأة سياسياً، بل تعزز هذا التهميش بتسليمها المناصب لمرتكبي الجرائم بحق النساء، محاولةً بذلك إخراج المرأة من المشهد السياسي كلياً.
واختتمت رجاء عبد الرحيم بالقول: "إرادتنا أقوى من الإجرام، وكما هزمنا داعش، سنقود مجرمي الحرب إلى العدالة، ونؤسس مستقبلاً سورياً حراً وعادلاً للجميع".
كما وصفت الرئيسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل في الطبقة بارين معمو، تعيين المرتزق "حاتم أبو شقرا" متزعماً للفرقة 86 بـ "الاستهانة بدماء الشهداء وإهانة للنساء السوريات".
وأضافت بثقة: "المرأة السورية لن تسمح لهؤلاء المجرمين بالبقاء، وسنواصل نضالنا من أجل سوريا لا مركزية، تعددية، خالية من الإجرام".
دعوة للعدالة.. وإدانة للصمت الدولي
وتؤكد الناشطات في شمال وشرق سوريا أن تجاهل المجتمع الدولي للجرائم المرتكبة بحق النساء، يفتح الباب أمام المزيد من الانتهاكات في مناطق مثل الساحل والسويداء.
(ي م)
ANHA