الشعور بالعاصفة - ناكهان أكارسال

بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الصحفية والأكاديمية ناكهان آكارسال، التي استشهدت بتاريخ 4 تشرين الأول 2022 بهجوم غادر في السليمانية، نعيد نشر مقالتها التي نشرت في صحيفة يني أوزكور بوليتكيا بتاريخ 27 نيسان 2021.
الإبادة الجماعية انتهاك للزمن.. إنها انتهاك للقلب والأرض والحياة.. نعم إنها انتهاك للقلب. لأن "القلب من علامات الجوهر. خذ كلية من شخص ما، فإن هذا الشخص سوف يعيش. وفوق ذلك خذ رجليه وبطنه وكبده وأحد أذرعه ورئتيه. سوف يعيش الإنسان أيضاً. ربما لا يمكن تسميتها حياة، لكنه لا يزال قادراً على مواصلة حياته. حتى لو تم تدمير بعض وظائف الدماغ، فسوف يعيش الناس أيضاً. لكن إن أخرجنا القلب، سيفقد هذا الشخص حياته في تلك اللحظة".. لأن القلب هو الأرض، والحياة.. والقلب في كردستان هو الكريلا.
الإبادة هو قرار نفي وتهجير.. قرار النفي والإبادة والموت.. النفي هو قدرالبقاء على الحافة.. الوقوف على حافة الألم، الشوق، والحب.. الأمر ببدء المجزرة، هو قرار الموت على قيد الحياة.. العثور على مرفأ للمشاعر التي امتلأ بها القلب.. والقرار الذي لم يتحقق أبداً.. وتركه بكل بساطة عند الباب قصر أولئك الذين يشتاقون للوطن.. قرارالدموع المندلقة على الرموش حتى نهاية الحياة.. قرار الحزن والخجل..
الإبادة الجماعية هي الأسلوب الأول والأساسي لخيانة الرجال للنساء. أنتم تعرفون أسلوب مردوخ الذي اشترط هذا الشرط عندما كان يخطط لخيانة تيامات؛ "يجب ألا تقال كلمة واحدة بعد أقوالي، يجب أن أسمى بأسماء الآلهة والإلهات".
أول قصة إبادة جماعية حدثت عند القطيعة الأولى بين الرجل والمرأة تُروى بطريقة أسطورية.. قصة تبدأ باضطهاد المرأة والطبيعة، وتمتد إلى عجز الرجل الذي ترك خارج الرجولة. وتعبر عن عقلية تأسر المجتمع بكل خلاياه.
وبدأت هذه القصة من سومر وبابل وأكاد وآشور وصولاً إلى يومنا هذا. لقد تم انتهاك القلوب. المآسي لم تنتهِ أبداً.. عقلية الدولة القومية تحولت إلى مؤسسة. واستمرت في الوجود من خلال خلق الآخرين. وحتى في عصر الفضاء لم تتوقف عقلية الإبادة واستراتيجية القمع التي هي سبب وجودها. القضاء على كل البدائل الفلسفية والسياسية والثقافية التي تؤمن بمعنى الكون ويشتقون الحرية من هذا المعنى باعتباره سبب وجوده.
لكن هذا الوجود اهتز. ولم تجرِ الأمور كما أرادت. الآن هو خائف، خائف جداً. وبدأ البحث عن العاصفة بعبارة "كردستان مستعمرة". لأن هذه الجملة كانت تتضمن التبعية والإبادة والإنكار والخيانة. التنكيل والتهديد والعزلة.. والإبادة التي تعتبر نتيجة لها جميعاً. ورداً على ذلك أنشأ القائد عبد الله أوجلان ذهنية التنظيم والإصرار والمقاومة ضد هذا العالم..
وانطلاقاً من نضاله القائم على وحدة الشعوب، قام برسم حياة تتعلق بالديمقراطية والبيئة وحرية المرأة. ولم يتوقف عن ثقته بالنساء. قال: "كل نبتة تنمو على جذورها"، ولدت ثورة روج آفا. اتحدت إرادة ميزوبوتاميا والأناضول، وأصبح حزب الشعوب الديمقراطي. وأصبحت الكريلا تروي وطنها من زاغروس إلى جبال أندوك، خطوة بخطوة بجوهر حياتها. مثل شجرة بانيان التي تعمق جذورها، نمت وأصبحت ضمير العالم. وهذا الضمير هو الذي خلق المناضلين الأمميين للنضال من أجل الحرية. لقد كانت السجون دائماً قادرة على أن تكون القوة الطليعية في أحلك الأوقات.
عبارة "قرار الإبادة" بحث عن الإعصار.. الحقيقة.. هذا القرار موجود منذ أن تم ربط وجود العدو بالقضاء على الكرد وحتى الآن. والوضع الآن حرج. السكين وصل العظم. من أجل الانتقام لقيمنا التي تم إلقاءها على الأرصفة حتى لا تدفن في التراب، ويضعونها بين أذرعنا عبر البريد، أمهاتنا تنزفن في الشوارع، أطفالنا يُسحقون تحت الدبابات، وتحتل أرضنا وتُحرق غاباتنا، ونحن أمام فرصة تاريخية.
إن الخطة التي دخلت حيز التنفيذ في متينا، وزاب، وآفاشين، وشنكال، وقامشلو، وكوباني، وكرمانشاه، والسليمانية، وآمد هي خطة الهجوم الشامل للدول القومية.. الكريلا يقاتلون انطلاقاً من هذه المعرفة. وحرب الكريلا هي نتيجة لذلك. إنه يعرف هذا، يعرفه جيداً. لأن قلب كردستان هي الكريلا. إذا توقف القلب توقفت الحياة. ومن أجل حماية قلوبنا، وفي "زمن الحرية" سنبذل كل ما في وسعنا على الصعد الاجتماعية والسياسية والعلمية.