​​​​​​​باحثة تتحدث عن الثورات النسائية: نحن بحاجة لتعبئة النساء وعياً وتنظيماً

ترى مديرة مركز الدراسات الجندرية والباحثة السودانية، نعمات كوكو، أن المرتكز الأساسي للثورات والحركات النسائية حول العالم اعتبار قضية المرأة قضية المجتمع، مؤكدة أن هناك حاجة إلى التعبئة النسائية في كافة المستويات، وشددت "إذا لم يتم حل القضية الكردية لن تحل قضية المرأة".

​​​​​​​باحثة تتحدث عن الثورات النسائية: نحن بحاجة لتعبئة النساء وعياً وتنظيماً
11 تموز 2023   00:15
مركز الأخبار – جودي إسماعيل

أحدثت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في روجهلات (شرق كردستان) وإيران، عقب مقتل الشابة الكردية جينا أميني، منتصف شهر أيلول من العام الفائت، على يد شرطة الأخلاق التابعة للدولة الإيرانية، بذريعة عدم التزامها بشروط الحجاب، نقطة تحول هامة في تاريخ بلد يحكمه نظام شمولي.

شاركت النساء بزخم في موجة الانتفاضة التي اتخذت من شعار "Jin, Jiyan, Azadî"، (المرأة، الحياة، الحرية)، شعاراً رئيساً في الفعاليات والأنشطة المطالبة بوضع حد للانتهاكات التي تتعرض لها النساء في روجهلات وإيران من قبل سلطات الدولة الإيرانية، إذ فقد أكثر من 300 شخص، بينهم ما لا يقل عن 41 طفلاً، لحياتهم في حملة القمع الوحشية، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

"قضية المرأة من قضية المجتمع"

مديرة مركز الدراسات الجندرية والباحثة السودانية، نعمات كوكو، رأت أن المرتكز الأساسي للثورات والحركات النسائية حول العالم هو أن يتم اعتبار قضية المرأة قضية المجتمع، وأن المرأة لا يمكن أن تحقق ذاتها وتساهم في التغيير والتعويل عليها بطموحاتها وآرائها وأهدافها دون أن تربط نضالها اليومي بنضال الشعوب من أجل الحرية والسلام والعدالة.

وأشارت إلى مرتكز أساسي آخر للثورة النسائية أو كما وصفتها "بالحراك النسوي"، "ألا وهو ربط هذا الحراك مع فكرة التغيير الشامل"، مضيفة "لهذا نحن نحفز على الثورة والتغيير، أي بدون أن تحدث الثورة أي تغيير كامل، لا تستطيع المرأة أن تحس وتشعر بأن هناك عائد لهذه الثورة، وبالتالي المطلوب هو أن نربط هذا النضال، وأهداف الحراك، وقضايا المرأة بقضايا المجتمع وتغيير البنية والهيكلية والمؤسسات التي تكرس هذا الاضطهاد وهذا التمييز".

وأكدت على التصدي "لقضايا أساسية ذات ارتباط وثيق جداً بقضايا المرأة"، مشيرة إلى أن هذه القضايا مرتبطة "بالحريات والديمقراطية والتحول الديمقراطي وبناء مؤسسات ديمقراطية"، وأن تكون "مرتبطة بمشروع تنموي متكامل، هدفه الاستراتيجي أن يحقق المساواة، ولا يمكن الحديث عن المساواة ما بين المرأة والرجل بمعزل عن المساواة المجتمعية".

"حراك المرأة في إيران كان لابد منه"

اعتبرت نعمات ما تشهده إيران من انتفاضة "مشهد طبيعي"، إذ إن والكلام لنعمات "لا خيارات أمام المرأة في إيران غير أن تستنهض قواها وتستعيد دورها التاريخي في مسار التغيير في إيران".

وتوضح: "ما يحدث في إيران كان متوقعاً، وحراك المرأة في إيران كان لابد له أن يحدث، في تقديري استعادت المرأة في إيران مكانتها مرة أخرى، المشهد ليس عبارة عن أن المرأة في إيران ثارت ضد الظلم وضد عنف الدولة، بل استعادت موقعها الثوري، والآن ستستمر مسيرتها طالما ترى في الأفق عنف الدولة يتجلى بجميع مستوياته، سواء أكان على مستوى القوانين أو الثقافة أو المستوى السياسي، أو على مستوى هيمنة الدولة الدينية".

متغيرات إقليمية

ولفتت نعمات إلى أن الرابط المشترك لما تشهده مناطق شمال شرق سوريا وإيران وأفريقيا وغيرها فهي إن تلك المناطق تقع "في مجتمعات متحركة، تستجيب لمتغيرات إقليمية ودولية ذات ارتباط وثيق جداً بأوضاع النساء"، وقالت: "إذ ما رسمنا الخريطة الاجتماعية للثورة في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بما فيها إيران وسوريا، فإننا نجد أن المرأة في طليعة الثورة نظراً للكم الهائل من الظلم والقهر الذي عانت منه، وبالتالي بدت الفكرة تتوضح بأنه وبدون التغيير الشامل الثقافي الاجتماعي وتغيير البنية السياسية، لا يمكن لطموحات المرأة وحقوقها في الحياة على إنها إنسانة ومواطنة، أن تتحقق".

وأكدت أن المرأة في كل الثورات كانت في الصفوف الأمامية، بما فيها السودان وإيران، وذلك لأنها "حملت على عاتقها الحفاظ على حقوقها التاريخية التي تمتلكها"، موضحة "تاريخياً إذا لاحظنا كانت الحركات النسائية قائمة على النخب، لكن الثورات في الخريطة الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط عكست تماماً هذا المفهوم، والنساء من كل الطبقات الاجتماعية كانت في مقدمة الثورة، لأن ذلك يحدد مستقبلها ومصيرها وحقوقها، وحملت على عاتقها المبادرة لانتزاع حقوقها".

تجربة نموذجية في شمال شرق سوريا

ورأت مديرة مركز الدراسات الجندرية والباحثة السودانية، نعمات كوكو، أن المطلوب الآن "تعبئة النساء في كافة المستويات وعياً وتنظيماً، فكلما كان هناك مزيداً من الوعي، كان هناك المزيد من التنظيم، وهو أسهل طريقة لإحداث التغيير".

ولفتت نعمات الانتباه إلى تجربة المرأة في الإدارة الذاتية، وكيف مهدت "الأكاديميات القائدية" لقدرات المرأة بوعيها وباهتمامها بقضيتها وبقضية الشعب الكردي، قائلة: "القضية الكردية إذا لم يتم حلها لن تحل قضية المرأة، وإذا لم تصبح المرأة حرة في مجتمعها لن تستطيع أن تتحدث عن مجتمع حر، وبالتالي هذا مستوى من مستويات الوعي، أراه متقدماً جداً ونموذجي كيف استطاعت الحركة النسائية الكردية أن تبدأ من القواعد وتخلق حركة نسائية ذات مطالب واضحة مرتبطة بقضايا ثورة الكرد وحراكهم في المنطقة".

(ي م)

ANHA