حسين عثمان: المرحلة المقبلة مرحلة حوارات وانفتاح على مبادرة الإدارة الذاتية
أكد حسين عثمان أن: "القوى الاحتلالية وُجدت لتكريس واقع الانقسام"، وأوضح أن المعضلة السورية بحاجة إلى جلوس كل من يؤمن بالحل الديمقراطي السلمي دون إقصاء أي من الأطراف الوطنية إلى طاولة الحوار، نتوقع أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة حوارات وانفتاح على هذه المبادرة.
أطلقت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الـ 18 من نيسان/ أبريل الفائت، مبادرة لحل الأزمة السورية، تضمنت 9 بنود، وفي إطار مناقشة تفاصيل مبادرة الإدارة الذاتية، أجرت وكالتنا حواراً موسعاً مع الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، حسين عثمان.
وفيما يلي نص الحوار:
- لماذا أطلقت الإدارة الذاتية مبادرتها الأخيرة لحل الأزمة السورية وما الأهداف المرجوة منها؟
الأزمة السورية مستمرة منذ 12 عاماً، دون أن تلقى أي صدى أو أي قبول من قبل جميع الأوساط والمنظمات من أجل حلها وإيجاد تسوية لها.
نتيجة الأزمة والمشاكل المستعصية التي تظهر في مسار الحل السياسي، كان لزاماً علينا في الإدارة الذاتية أن نبحث عن الحل، وانطلاقاً من مبادئنا الوطنية وإيماناً منا بسوريتنا وبهويتنا السورية وأن الحل يجب أن يكون سورياً، وعلى طاولة سورية وتحت سقف سوري، وأن الحوار يجب أن يكون بنّاءً بين السوريين من أجل الخلاص من هذه الأزمة وإيقاف معاناة الشعب السوري، ومن ضميرنا الحي وضميرنا الوجداني والإنساني وإحساسنا بالوطنية والمسؤولية، أطلقنا هذه المبادرة التي تتحدث عن حلول مقنعة تشخص أولاً الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة، وبالتالي لتكون نواة من أجل أن نصل إلى حل سياسي شامل في سوريا".
- في البند الأول من المبادرة أشرتم إلى الاستعداد للقاء مع حكومة دمشق والحوار معها في إطار حل الأزمة، لتحقيق هذا الحل مع مَن تواصلت الإدارة الذاتية حتى الآن؟ وما هي جهودها لإحقاق هذا الحوار؟
الإدارة الذاتية أبوابها مفتوحة دائماً للحوار، ومراراً وتكراراً أكدنا أن الباب مفتوح أمام جميع السوريين المؤمنين بالحل الديمقراطي السوري، وانطلاقاً من هذا المبدأ كان البند الأول يتحدث عن وحدة الأراضي السورية، وأن يكون هناك حوار بين السوريين. طبعاً النقاشات كانت موجودة، ولا يزال الباب مفتوحاً أمام الحوارات المستقبلية، ونحن نؤمن بأن الحوار هو الأساس في حل هذه المعضلة وهذه الأزمة التي عانى منها الشعب السوري الأمّرين، فالحوارات مستمرة وممكن أن تكون بشكل أعمق في المستقبل وأن تفضي إلى نتائج إذا ما آمن الجميع بأن الحوار هو السبيل الوحيد في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة في سوريا.
نتوقع أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة حوارات وانفتاح على هذه المبادرة، ونأمل أن تأخذ كل الأطراف بجدية مبادرة الإدارة الذاتية وأن تبني عليها كأسس سليمة من أجل حوار وطني سليم.
- هذا يعني أن الإدارة الذاتية كطرف سوري مؤثر وفعال على الأرض، مستعدة لمحاورة جميع الأطراف في سوريا؛ هل هناك شروط؟
الحوار هو المبدأ لحل أي أزمة في البلاد، أما أن تحاور الجميع فهذا مرهون بأن تكون إرادتك حرة ومستقلة وألا تكون تابعاً لجهات خارجية بالدرجة الأولى، وألا تكون مرتزقاً تابعاً لجهات أخرى.
أن تنطلق هذه الحوارات مع الجميع من خلال المصلحة الوطنية، أن تكون مؤمناً بأن الديمقراطية هي الحل، وأن يكون مرتكزك الأساسي هو الديمقراطية والإيمان بقدرات وإمكانات هذا الشعب بجميع مكوناته، وأن تؤمن بأن جميع هذه المكونات المتعايشة في سوريا ضمن هذه الفسيفساء هي مكونات لها الحق أيضاً أن تبني مستقبلها في سوريا.
ونؤكد على أن يكون جميع من يؤمن بالديمقراطية ويؤمن بالتغيير الديمقراطي السليم موجود ضمن هذه الحوارات وهذه اللقاءات، لن يكون هناك إقصاء لأحد، إلا من يقصي نفسه من خلال الأفكار التي يحملها أو التطرف.
بالطبع لا يمكن الجلوس مع الأشخاص الذين لا يؤمنون بالحل الديمقراطي السلمي في سوريا.
يمكننا أن نتحاور مع كل من يتبنى الأفكار الديمقراطية والتعايش المشترك.
- في هذه النقطة تحديداً، تؤكدون أنه لا طريق للحل في سوريا إلا الحوار والالتفات إلى الداخل السوري دون الأطراف الخارجية؟
نعم، دائماً ما نقول إن الدول لها مصالح، لكن أين مصلحة الشعب السوري.، ما الذي يريده الشعب السوري؟، فالشعب السوري اليوم تعب من هذه الحرب وآثار هذه الحرب، اقتصادياً وسياسياً، فالحل يجب أن يكون عبر حوار سوري، ودون تدخلات خارجية؛ لأن هذه الدول تضمن مصالحها وتريد تحقيق أهدافها، وعندما نتخلص من التبعية يمكن الجلوس إلى الطاولة، وأن يكون قرارانا بيدنا وتخليص شعبنا من هذه المعاناة والآلام.
- في البند الثاني، ركزت المبادرة على أن الحل يكون بحماية الحقوق المشروعة لسائر المكونات (العرب – الكرد - السريان الآشوريين..) والدينية التي تشكِّل المجتمع السوري. فكيف بالإمكان تحقيق هذا الحل؟
عندما تبدأ الحوارات تتم مناقشة العقد الاجتماعي الجديد الذي يضمن حقوق هذه المكونات بشكلٍ حقيقي وفعلي، وأن يكون العقد الاجتماعي أو الدستور كما نسميه الذي سوف يتم إعادة صياغته سيكون هو الضامن الحقيقي لحقوق جميع مكونات الشعب السوري الذي يعترف بهذه المكونات ويعترف بحقوقه ضمن إطار دستوري قانوني.
- في البند الثالث يتم طرح الإدارة الذاتية كنموذج للحل في سوريا، إلى أي مدى يمكن لمشروع الإدارة الذاتية أن يحتوي الأزمة في سوريا وأن يشكل قاعدة لحلها؟ ما الذي يمنح هذا المشروع ميزة من هذا النوع؟
إذا أردنا مقارنة مشروع الإدارة الذاتية ببقية المشاريع الموجودة داخل الأراضي السورية، نجد أنه استطاع أن يجمع جميع مكونات الشعب السوري ويحتضن جميع هذه المكونات في بوتقة واحدة، من أجل الوصول إلى إدارة ديمقراطية تؤمن بالجميع وتضمن حقوق الجميع، فالإدارة الذاتية ضمن هذا النطاق الجغرافي تقوم بما عليها ضمن إمكاناتها المتاحة، وقد أثبتت أنها تقوم بأداء جيد، على الرغم من كل الصعاب الموجودة، وعلى الرغم من الأبواق التي تحارب الإدارة والضغوطات التي تتعرض لها.
مشروع الإدارة هو نواة الحل في سوريا، وهو أحد المشاريع التي يمكن البناء عليها في المستقبل لبناء سوريا جديدة ولحل الأزمة، فأين المشكلة إن أخذنا هذه النواة وطبقناها في سوريا، قد تكون هناك بعض الأخطاء ولكن ما زالت الإدارة الذاتية هي النموذج الأفضل داخل سوريا، ومن خلال مؤسساتها وأعمالها أثبتت أنها فرصة جيدة لأن تكون مثالاً لجميع المناطق الأخرى في سوريا، وهذا ما لاحظناه من خلال تماسك المجتمع وتماسك جميع المكونات ووقوفها جميعاً إلى جانب الإدارة، وهذه النقطة إيجابية أيضاً تحسب للإدارة، فلو كان هذا المشروع لا يلبي تطلعات الشعب فما كانت لتنجح.
- لكن هناك أطراف سورية عديدة ترفض مشروع الإدارة الذاتية؟
نجد أن هناك أصوات تتحدث دائماً لتشويه صورة الإدارة الذاتية، نحن دائماً وفي كل المناسبات نقول إننا مع وحدة الأراضي السورية بالدرجة الأولى، ونقول إن هذا المشروع لجميع السوريين، وضمن المبادرة أكدنا على موضوع الثروات، وقلنا إن هذه الثروات لجميع السوريين.
هناك سياسات ممنهجة إعلامياً تهاجم وتحارب هذا المشروع، وهناك مرتزقة يعملون لصالح مشاريع دول أخرى، ومنها دولة الاحتلال التركي، من أجل ضرب وتشويه صورة الإدارة الذاتية.
أصبحت الإدارة الذاتية رقماً صعباً موجوداً على الساحة السورية بالدرجة الأولى، وأيضاً بدأت في مجال الانفتاح على الدول الإقليمية، هناك زيارات في الدول الأوروبية، وبدأ هذا المشروع يرى النور رويداً رويداً، ولكي يفهم الجميع ما هي الإدارة الذاتية، نعمل من أجل شرح مفهوم الإدارة الذاتية وبلورته.
أغلب الذين يحاربون الإدارة الذاتية، يحاربونها لأسباب للأسف، ضيقة وانطلاقاً من فكر متطرف، أيضاً قد نراه تسلّطي أو ديكتاتوري، وللأسف لا يقبلون الجلوس مع الآخرين ولا يقبلون الاعتراف بالآخرين.
الإدارة الذاتية تعمل من أجل مجتمع خالٍ من الإرهاب والتطرف، وما فعلته من تخليص البشرية من الإرهاب التكفيري والفكر الظلامي دليل على ذلك.
- ركّزت الإدارة الذاتية على مسألة توزيع الثروات والموارد الاقتصادية بشكل عادل بين كل المناطق السورية، فما هي مقترحاتها بهذا الصدد؟ وما رؤيتها؟
الثروات الموجودة هي ثروات لكل السوريين، بالنسبة لموضوع التوزيع، فذلك يتم بعد جلسات الحوار بين السوريين أنفسهم، ويتم تكريسه أيضاً ضمن الدستور أو العقد الاجتماعي، من حيث توزيع هذه الثروات طبعاً بشكل عادل، حسب الإمكانات المتوفرة ولكل فرد نصيب من هذه الثروات، وهذا أيضاً يجب أن يكون مصاناً في العقد الاجتماعي ويجب أن يؤمن الجميع أن هذه الثروات هي ملك لأبناء الشعب جميعاً وفائدتها وعائدتها تعود لجميع السوريين وليس على طرف على حساب طرف آخر.
- أبدت الإدارة الذاتية استعدادها لاحتضان المهاجرين والنازحين واستقبالهم ضمن إمكاناتها المتاحة. كيف سيتم استقبالهم والمعابر مغلقة؟ وفي حال تمت الموافقة على عودة المهاجرين ما خطة الإدارة الذاتية حيال ذلك؟
الإدارة الذاتية وانطلاقاً من واجبها الإنساني والأخلاقي وانطلاقاً من وطنيتها التي يتهموننا دائماً بها، تقول دائماً للمهجرين واللاجئين والنازحين إن أبوابها مفتوحة، وأنها وضمن إمكاناتها، ستقوم بتقديم أي مساعدة لأي سوري في هذا المجال.
أخلاق الإدارة الذاتية وإنسانيتها تحتم عليها أن تستقبل هؤلاء اللاجئين، لكن هناك بعض الصعوبات، أهمها إغلاق المعابر، فدائماً ما كنا نتواصل مع المنظمات الدولية بأن تلعب دورها في فتح جميع المعابر المؤدية إلى مناطق الإدارة الذاتية، وأن تعمل جاهدة لكسر هذا الحصار المفروض من خلال إغلاق المعابر.
لذلك ندعو الدول الفاعلة والمنظمات الدولية لحل هذه المشكلة العالقة، ونطالب الأمم المتحدة بلعب دورها الإنساني بشكلٍ جيد والعمل على فتح هذه المعابر لاستقبال اللاجئين والنازحين في ظل ما يحدث في السودان ولبنان وتأثير ذلك على السوريين.
- تؤكد الإدارة الذاتية، عبر مبادرتها، استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ما الظروف التي ترى الإدارة الذاتية وجوب توفرها لتحقيق القضاء الكلي على الإرهاب بجميع أشكاله وخاصة داعش؟
بعد القضاء على داعش عسكرياً، يجب أن يكون هناك أيضاً بناء مجتمع سليم خالٍ من الأفكار المتطرفة، من خلال عملية الاستقرار والحفاظ على ذلك الاستقرار. هنا نحتاج إلى دعم المجتمع الدولي في إيقاف الهجمات على مناطقنا والتي تؤثر على عملية الاستقرار.
نحن بحاجة إلى الاستقرار من خلال التنشئة المجتمعية الحقيقية السليمة، التي هي بعيدة كل البعد عن الفكر المتطرف الذي أتى مع هذه الأزمة، وكان فكراً غريباً عن المجتمع السوري بجميع مكوناته ولا يمثل هوية الشعب السوري.
الهجمات التي دائما تتعرض لها مناطق الإدارة الذاتية هي أحد أسباب عدم الاستقرار وأحد أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى عودة الفكر المتطرف.
توجد خلايا كثيرة تعمل تحت إمرة الدولة التركية من أجل ضرب الاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، وعلى المجتمع الدولي والتحالف الدولي القيام بواجبه في هذه المجال، وإيقاف هذه الهجمات، وأن يكون له الكلمة تبيّن موقفه من هذه الهجمات في سبيل حماية الاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية.
إلى جانب ذلك، يجب أن تكون هناك حملات توعوية من خلال وسائل الإعلام وجميع المؤسسات التعليمية ونشر الوعي بين جمع مكونات الشعب السوري من أجل أن نحافظ على هذه البلاد، ومن أجل أن نحافظ على الدماء التي أريقت لدحر هذا التنظيم الإرهابي في هذه المناطق.
- تحدثت عن جملة من الخطوات التي يجب القيام بها أو اتخاذها للقضاء على داعش، هل الإدارة الذاتية في الوقت الراهن قادرة على تحقيق هذه الخطوات في هذه الظروف؟
طبعاً نعمل بكل جهد وضمن الإمكانات المتاحة لدينا في إطار هذا الموضوع، يجب ألا ننسى أن مخيم الهول يحوي أعداد كبيرة جداً من السجناء ذوي الأفكار المتطرفة، يعتبرون كقنبلة ثقافية وفكرية موقوتة في ذلك المكان، أين دور المجتمع الدولي والدول الفاعلة في حل هذه المشكلة؟
ويجب ألا ننسى أيضاً أن هناك مجموعة من الأطفال الذين يتربون ويترعرعون ضمن هذه البيئة، نطالب المجتمع الدولي أن يقوم بدوره على أكمل وجه، نحن بحاجة إلى الدعم في هذا المجال وبحاجة إلى مواقف حقيقية لتحقيق الاستقرار.
- البند السابع يتحدث عن الاحتلال التركي للأراضي السورية، إلى أي مدى يؤثر الاحتلال على جهود الحل في سوريا؟ ما هي وجهة نظر الإدارة الذاتية في التعامل مع هذا الملف؟
كيف ستكون هناك وحدة الأراضي السورية ولا يزال الاحتلال يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية، في البداية يجب أن يخرج المحتل من سوريا لتحقيق البند الأول من هذه المبادرة، فخروج الاحتلال هو أمر حتمي لوجود أي حل في سوريا.
من هذا المنطلق، نطالب جميع الاحتلالات الخروج من الأراضي السورية، ونؤكد أن هذه الاحتلالات هي وجدت لتكريس واقع الانقسام، وأنها إلى زوال، وضرورة أن يكون هناك يقين لدى السوريين أن المعضلة السورية بحاجة إلى جلوس كل من يؤمن بالحل الديمقراطي السلمي دون أن يستقوي أي طرف بالخارج، لأن الاحتلال يسعى لتحقيق مآرب استعمارية.
- تطالب الإدارة الذاتية من الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة بالشأن السوري أن تؤدي دوراً إيجابياً لإيجاد حل في سوريا، كيف تقيّم الإدارة الذاتية المواقف الدولية الأخيرة المتعلقة بسوريا في ظل التقارب العربي مع حكومة دمشق وكذلك التطبيع مع تركيا؟
نحن دائماً مع أي مساعٍ دولية لحل الأزمة السورية، ولا نقف عائقاً أمام التحركات التي تخص حل الأزمة السورية، ولكن يجب أن يكون هناك إشراك لجميع القوى السياسية الوطنية الموجودة على هذه الأرض.
فمن هذا المنطلق، نحن ندعم كل التوجهات وكل المساعي التي من شأنها أن تحل هذا الصراع وتحل هذه الأزمة، أما إغفال مكون أو قوة موجودة على الأرض سيكون عائقاً أمام وجود أي حل؛ فالتحركات الأخيرة في المنطقة وما نشهده من تطور العلاقات ومسار التطبيع في الفترة الأخيرة، والتقاربات الأخيرة يجب أن تكون لها أهداف تؤدي إلى تسوية سورية حقيقية وبأيدٍ سورية.
حالياً نسعى لإيصال تعريف الإدارة الذاتية في الدول العربية، وستكون هناك قنوات تواصل في المستقبل، تعمل على إيضاح فكرة الإدارة الذاتية ومشروعها، لذلك فنحن نرحب بأي تقارب يضمن مصلحة السوريين.
- تبدي الإدارة الذاتية استعدادها لمناقشة جميع وجهات النظر ومشاريع الحلول وترتيب كافة الإجراءات اللازمة لاحتضان الأطراف وإطلاق مباحثات الحوار والحل الوطني، فهل يتم العمل على ترجمة هذا البند على أرض الواقع والتواصل مع الأطراف والتحاور حول وجهات النظر والحلول الممكنة؟
طبعاً الإدارة الذاتية دائماً كانت تسعى إلى الجلوس والحوار مع الجميع، ولكن نجد أن هناك بعض الجهات لا تتماشى مع هذا الموضع نظراً لتبعيتها لأجندات خارجية، فالحوار هو الأساس لحل المعضلة السورية، ما فعلته الإدارة الذاتية من خلال الالتقاء بشخصيات معارضة ديمقراطية وطنية، وهناك لقاءات تجري بعيداً عن الأضواء أو الإعلام، للوصول إلى مؤتمر ديمقراطي حقيقي، يأتي في هذا الإطار.
- رسالتكم الأخيرة؟
نوجّه رسالة إلى جميع السوريين الشرفاء الأحرار بأن سوريا قد وصلت إلى مرحلة خطيرة جداً من الانقسام والانزلاق نحو الهاوية، ونطالب جميع العقلاء الذي يؤمنون بسوريتهم بأن يكون الحوار هو مبدأهم وأن يكون تقبّل الآخر هو أساس تفكيرهم بمصلحة البلاد.
نأمل أن تكون مبادرة الإدارة الذاتية مصب اهتمام الذين يؤمنون بالحل السياسي في سوريا، وأن يقرؤوا بنود هذه المبادرة بشكلٍ جيد بعيداً عن التدخلات الخارجية، فالإدارة الذاتية سبّاقة في طرح الحلول الوطنية، نؤكد ضرورة أن يلتمس الجميع هذه المبادرة.
(د)
ANHA