تصعيد تركي وانفتاح عربي على دمشق.. ما الأسباب ؟
أوضح الأمين العام لحزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري أن تصاعد هجمات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا وباشور هو رد فعل على فشلها في السياستين الداخلية والخارجية، وعزا الانفتاح العربي على دمشق إلى وجود نوايا لقطع الطريق على تركيا وإيران.
أسفر تفجير سيارة مفخخة في حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، 24 شباط المنصرم عن استشهاد عضو لجنة الاقتصاد بالحيّين حمزة كوباني، وإصابة 3 آخرين.
حسب البيان الصادر عن المجلس العام للحيّين وما توصلت إليه تحقيقات القوى الأمنية بهذا الخصوص، فإن الفاعلين هم أعضاء في خلايا تابعة لأجهزة الاستخبارات التركية؛ وهدفهم بث الذعر والفوضى في المنطقة.
عن هذا الموضوع، إلى جانب محور العلاقات العربية مع حكومة دمشق، أجرت وكالتنا لقاء مع الأمين العام لحزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري، أحمد الأعرج.
استهل الأعرج حديثه بالتأكيد على أن ما شهدته سوريا خلال السنوات الماضية؛ يعتبر كارثة إنسانية بحق الشعب، وما تقوم به دولة الاحتلال التركي في الأراضي السورية وخاصة في الشمال السوري؛ يعتبر جريمة حرب ضد الشعب السوري.
التفجير يخدم سياسة الاحتلال
نوّه الأعرج إلى أن الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2016، شهدت تركيزاً تركياً على مدينة حلب، من خلال استهداف حيّي الشيخ مقصود والأشرفية "باعتبار أن لهذه المنطقة أهمية استراتيجية لتكون بوابة للسيطرة على حلب، لكنها فشلت في ذلك، وخلال مرحلة التفاوض بين روسيا وإيران من جهة ودولة الاحتلال التركي من جهة أخرى، التي سحبت جميع الإرهابيين والمرتزقة من حلب ووجهتهم إلى عفرين لاحتلالها والمنطقة الممتدة بين جرابلس وإدلب".
أما بخصوص أطماع دولة الاحتلال التركي، فقال الأعرج إنها حاضرة في مدينة حلب، وأن التحقيقات في التفجير الأخير الذي حصل في حي الشيخ مقصود أشارت إلى أن الاستخبارات التركية هي من قامت به.
الانفتاح العربي مقابل ابتعاد دمشق عن المحور الإيراني التركي
أشار الأعرج إلى أن "الاتفاقات التي حصلت بين تركيا والجانبين الروسي والإيراني وتقارب المصالح التركية الروسية أثّر على السياسة بين تركيا والغرب من جهة، وبين تركيا والدول العربية من جهة أخرى، باعتبار أنه في بداية ما يسمى بالربيع العربي، كانت الدول العربية هي الداعمة للسياسة التركية في المنطقة، لكن عندما وجدت أن لتركيا أطماعاً في احتلال الدول العربية، وخاصة سوريا، والتركيز على احتلال الخط الممتد بين حلب والموصل بحسب الميثاق الملّي فإن الدول العربية؛ بدأت بقطع الإمداد عن النظام التركي".
ورأى الأعرج أن الهدف من حصول انفتاح بين دمشق والدول العربية والزيارات الأخيرة إلى دمشق بهذا الخصوص، يتمثل في نقطتين؛ هما إبعاد سوريا عن أي اتفاق مع الجانب التركي، أو التقارب معه، والضغط على دمشق لتخفيف الوجود الإيراني في سوريا.
وقال أيضاً: "السياسة التي تتبع في المنطقة هي ضد السياسة التركية؛ لذلك سوف نشهد المزيد من الاعتداءات التركية وتصدير للأزمة للشمال السوري، بدءاً من إدلب وصولاً إلى ديرك، وخاصة مدينة حلب إلى جانب منطقة شمال العراق (باشور كردستان)".
وبعد زلزال 6 شباط اتصل الرئيس المصري اتصالاً بنظيره السوري بشار الأسد وكذلك زار وزير الخارجية المصري دمشق كما زار الأسد سلطنة عمان.
على الرغم من الكوارث الطبيعية.. السياسات العدائية مستمرة
أبدى الأعرج أسفه بسبب عدم تغيير النظام التركي لسياساته العدائية، وقال "على الرغم من الكارثة التي حصلت في جنوب تركيا ولواء اسكندرون المحتل وأيضاً في حلب واللاذقية، إلا أن النظام التركي لم يغير من سياساته العدائية، وعلى الرغم من الكارثة التي حصلت في الداخل التركي ما زلنا نشهد الاعتداءات التركية تجاه الأراضي السورية والشعب السوري بالمجمل".
توقع الأعرج في ختام حديثه، تصعيد الهجمات التركية وهو رد فعل لفشلها في السياستين الداخلية والخارجية، وقال أيضاً "إن النظام التركي أصبح عالة على المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء، ومن الضروري أن يعمل المعنيون في المجتمع الدولي للضغط على تركيا؛ للكف عن سياساتها العدائية تجاه الشعب السوري".
(ك)