​​​​​​​مستشار ترامب: تحالفنا مع قسد استراتيجي وهدفنا في سوريا إضعاف روسيا وإيران

​​​​​​​مستشار ترامب: تحالفنا مع قسد استراتيجي وهدفنا في سوريا إضعاف روسيا وإيران
الأحد 17 مايو, 2020   20:43

قال كبريال صوما عضو المجلس الاستشاري للرئيس دونالد ترامب، إن استراتيجية أمريكا في سوريا تقوم على إضعاف روسيا وإيران، وأكد أن تحالفهم مع قسد استراتيجي، لافتاً إلى أن مشكلة شراء تركيا لمنظومة إس 400 الروسية ما زالت تُدرس، وأشار إلى أن سحب الباترويوت من السعودية جاء لتأخرها عن تقليص إنتاج النفط بعد تدهور أسعاره.

جاء ذلك في حوار لوكالتنا مع عضو المجلس الاستشاري للرئيس الامريكي دونالد ترامب والبروفيسور في القانون الدولي، كبريال صوما، للحديث عن الأزمات التي تتعمق في منطقة الشرق الأوسط، وتداخل المصالح الدولية والإقليمية، إذ تحدث صوما عن التواجد العسكري لجيوش دول عدة في سوريا ومخالفتها للقرارات الدولية، والهدف من الوجود الأمريكي في سوريا، وشراء تركيا لمنظومة إس 400 الروسية، ومصير الوجود الأمريكي في العراق، ومستقبل العلاقات مع إيران وغيرها من المواضيع.

وفيما يلي نص الحوار:

*تقول أميركا إن موقفها من الأزمة السورية هو إنهاؤها بحلول سياسية وفقاً لقرار الأمم المتحدة ومجلس الأمن رقم 2254، ولكن كيف يمكن إنهاء هذه الأزمة مع وجود جيوش دول عديدة مختلفة الأجندات على الأرض السورية؟

هنالك قرار لمجلس الأمن الدولي يؤكد على السيادة والاستقلال والوحدة والسلامة الإقليمية لسوريا، لذلك وجود عدة جيوش أجنبية على الأراضي السورية في الوقت الحاضر يتنافى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، في الوقت الحاضر الأسد مدعوم من روسيا وإيران وتحاول الولايات المتحدة تقويض كليهما.

إن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على إضعاف إيران وروسيا على حد سواء، واليوم نرى أن إيران تسحب عدداً من قواتها إلى خارج سوريا، وكذلك روسيا مستاءة من العلاقات مع الأسد لإيجاد حل سلمي لمشكلة سوريا، بالفعل وجود هذه القوات الأجنبية في الوقت الحاضر يتنافى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

*تتعاون أميركا مع قوات سوريا الديمقراطية عسكرياً وهما شريكان في الحرب ضد داعش ولكنها لا تدعم المنطقة سياسياً؛ ما هي الأسباب وماذا يمنعها من ذلك؟

إن وجود القوات الأمريكية في شمال وشرق سوريا كان لسبب واحد وهو وجود داعش، في الوقت الحاضر لدينا ما لا يقل عن 500 جندي أمريكي لا يزالون منتشرين إلى جانب القوات المحلية الحليفة، ولا زلنا موجودين هناك لدعم العمليات ضد داعش المتبقيين.

اختارت إدارة ترامب وجوداً عسكرياً أمريكياً محدوداً جداً، ولأهداف محدودة للغاية تتمثل بملاحقة داعش ودعم العمليات العسكرية لدول أخرى بطرق مختلفة، والتركيز على الضغط الاقتصادي والدبلوماسي، عارضت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس السوري بشار الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، ودعمت مجموعات من الجماعات المتمردة المناهضة للأسد آنذاك وانحازت فيما بعد إلى القوات التي يقودها الكرد في الجزء الشمالي الشرقي من سوريا.

*ما مستقبل شمال وشرق سوريا في ظل استمرار تهديدات داعش والدولة التركية بالرغم من رغم الوجود الأمريكي؟

طالما أن القوات الأمريكية موجودة في شمال وشرق سوريا، لا أعتقد أنه سوف يكون هناك ضرر على حلفائنا، الرئيس الأمريكي كما تعلم قرر إبقاء القوات الأمريكية في شرق سوريا للحفاظ على المنطقة وآبار البترول من داعش، أمريكا سبب وجودها هو داعش ولولا داعش لما أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها إلى هناك.

"داعش كان يبيع البترول لدول أخرى ويستفاد منها مادياً"

البترول هو عنصر أساسي في الحرب ضد داعش لأن البترول السوري كان بيد داعش، وكان داعش يبيعه لدول أخرى ويستفيد مالياً من بيعه، لذلك يرى الرئيس أنه من الضروري الحفاظ على البترول إذا كنا نريد أن نقضي على داعش وأن لا نسمح له بالعودة إلى سوريا، لذلك نحن موجودون هناك، والحلف بين أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية هو حلف استراتيجي، تحالفنا معها للقضاء على داعش.

*مؤخراً صدرت تصريحات من المبعوث الخاص جيمس جيفري حول ضرورة خروج جميع القوات من سوريا باستثناء روسيا، كيف سيتم إخراج هذه القوات وخصوصاً تركيا التي تقدم الدعم لجبهة النصرة وما هو الموقف الأمريكي من الدعم التركي للنصرة؟ ويجري الحديث عن اتفاق أميركي - روسي حول حل معين للأزمة السورية، هل فعلاً هناك اتفاق وما نوعه، أم أن هناك سياسة أميركية جديدة في المنطقة وما هي؟

"هناك مشاكل بين روسيا والأسد والأخير غير موافق على مقترحات وروسيا لحل المشاكل"

ليس لدى روسيا مخرج سياسي من مشاكلها مع الأسد، يبدو أن هناك مشاكل بين الروس وبين الأسد في عدة أمور تتعلق بمعالجة الوضع السياسي، ويبدو أن الرئيس السوري ليس موافقاً على حل المشاكل السياسية التي تقترحها روسيا.

مهمتنا هي معالجة المشكلة من قبل الأمم المتحدة وفق القرار رقم 2254، ويتطلب من روسيا الابتعاد إلى حد ما عن الأسد وإيران وهذا ما تدركه روسيا جيداً.

نشهد في الفترة الأخيرة بعض الانسحاب للقوات التي تقودها إيران، بعض الانسحاب تكتيكي لأنهم لا يقاتلون الآن، ولكن هناك سبب ثانٍ وهو نقص في المال الإيراني، وكما صرح جيمس جيفري مؤخراً فإن الولايات المتحدة تشارك تركيا في ضمان أمن إدلب، وأن لا تقع في أيدي قوات الأسد، والولايات المتحدة كما قال جيفري تعمل مع تركيا في اللجنة الدستورية وفي الحل السياسي وهدف أمريكا النهائي بحسب جيفري مشابه جداً لهدف تركيا، وأنقرة أيضاً تعدّ إيران تهديداً لها.

*هناك تنسيق بين أحد شركاء الولايات المتحدة في حلف الناتو (تركيا) وروسيا في سوريا واشترت تركيا صواريخ روسية تؤثر على أف 35 الأمريكية، ما هو مستقبل العلاقات بين أميركا وتركيا في حال تفعيل الأخيرة لأنظمة أس 400 الروسية؟

فيما يتعلق بشراء تركيا للمنظومات الصاروخية الروسية الـ إس 400 فهذه مشكلة لا تزال تُدرس في الوقت الحاضر بين البلدين، هذه المنظومة تتعارض مع وجود المقاتلات الأمريكية الـ أف 35، وكما تعلم الولايات المتحدة طردت تركيا من برنامج الـ أف 35 بعدما اكتملت صفقة الـ إس 400 بين تركيا وروسيا، والوضع كما كان عليه نحن نعارض بشدة شراء المنظومة الروسية من جهة تركيا، والولايات المتحدة تعدّ بأن هذا يتعارض مع إرادة تركيا لشراء المقاتلات الأمريكية أف 35، من جهتها تركيا تعدّ هذه المسألة متعلقة بسيادة الدولة التركية في قرارتها.

*عندما يجري الحديث عن الأزمة السورية لا يمكن النظر إليها بعيداً عما يجري في دول الجوار وخاصة العراق من حيث سحب للقواعد العسكرية الأمريكية هناك، وسحب بطاريات الباتريوت من السعودية؛ هل ما يجري هو تغيير في الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط؟ وعلى ماذا تقوم هذه الاستراتيجية؟

السعودية كما تعلم هي حليف للولايات المتحدة منذ بداية الثلاثينات من القرن العشرين, وسحب الباترويوت مؤخراً بقرار من الرئيس ترامب جرى نتيجة للتأخر السعودي في تخفيض إنتاج النفط، زيادة إنتاج النفط من قبل السعودية تسبب بأضرار هائلة لسوق النفط الأمريكي، هناك مئات الآلاف من الأمريكيين الذين يعملون في حقول النفط الأمريكية معرضون لخسارة وظائفهم إذا ما بقي سعر النفط منخفضاً, لذلك كان لابد من الضغط على الحكومة السعودية بأن تخفض إنتاج النفط لكي ترتفع الأسعار، والآن نرى أن الأسعار ترتفع تدريجياً.

*ازادت حدة التوترات بين أميركا وإيران مطلع العام الجاري بعد مقتل سليماني والمهندس، وهذا أثر بشكل كبير في الوضع السياسي في العراق والوجود الأميركي هناك، هل ستلجأ إدارة ترامب إلى مهادنة إيران مع قرب موعد الانتخابات الاميركية أم أن الوضع سيتوجه نحو التصعيد؟

إن وجود القوات الأمريكية في الوقت الحاضر مهم جداً لأن أعداداً كبيرة من قوات الحشد الشعبي موالية لإيران، وأصبحت جزءاً من النظام العسكري العراقي، إلا أنها في الحقيقة هي جزء من المليشيات التي تتلقى الدعم المالي والتدريب والسلاح من إيران وتأتمر بأوامر من القيادة العسكرية الإيرانية وليس العراقية، لذلك هذه المنظمات تشكل تهديداً لأمن العراق ولأمن قواتنا في العراق، في الشهر القادم حزيران ستجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتعامل فيما يتعلق باتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008، هذه الاتفاقية تشمل العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية والمالية وكذلك الطاقة والنواحي القضائية وتنفيذ القوانين والخدمات ... كذلك هناك اتفاقية أمنية بيننا وبين العراق, الاتفاقية الأمنية تتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في العراق، كل هذه الأمور ستكون موضوع البحث في الشهر القادم عندما يجتمع الوفدان الأمريكي والعراقي لبحث مصير الاتفاقيات بين البلدين، في الوقت ذاته هناك حكومة جديدة في العراق نالت ثقة مجلس النواب والولايات المتحدة تقف إلى جانب رئيس هذه الحكومة، وتأمل بأن يقوم بتنفيذ ما وعد به وهو حصر السلاح في يد القوات العسكرية وإبعاد هذه المليشيات عن النظام العسكري العراقي.

أولاً مقتل سليماني جاء نتيجة لمعلومات استخبارية تشير إلى أنه كان على وشك أن يأمر بالقيام بأعمال معادية للولايات المتحدة الأمريكية، كما تعلم سليماني كان وراء الانفجارات التي كانت تحصل بالقرب من الآليات العسكرية الأمريكية أثناء وجودها في العراق منذ عام 2003، وأدت تلك الانفجارات إلى مقتل ما يقارب 600 جندي أمريكي, كذلك كان سليماني يعمل باستمرار على إيجاد توتر في دول عربية مثل لبنان وسوريا واليمن والعراق, ولذلك رأى الرئيس ترامب بأنه من الضروري القضاء على سليماني قبل أن يقوم بأي عمل عسكري ضد القوات الأمريكية, طبعاً سليماني ساهم في القضاء على داعش في العراق، وذلك بمساعدة الطيران الأمريكي ومساعدة الولايات المتحدة من الناحية التقنية والاستخبارية, لكن هل هذا يعني بأن الولايات المتحدة ستهادن إيران نتيجة للانتخابات المقبلة, لا أعتقد ذلك, العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران أضرّت كثيراً بالاقتصاد الإيراني, مثلاً انتهى الاستثمار الأجنبي في إيران, ضُربت صادرات النفط, العقوبات الأمريكية تمنع الدول والشركات الأجنبية من التعامل مع إيران, العقوبات شددت القيود على القطاع المصرفي الإيراني وحرمت النظام من مصدره الرئيسي للدخل وهو البترول, ويتوقع صندوق النفط صفر نمو للاقتصاد الإيراني, ومع كورونا وانخفاض سعر النفط أصبح الاقتصاد الإيراني في حالة جمود, لذلك لا داعي للتفاوض مع إيران، إذا أرادت إيران أن توقف إعمالها العدائية في المنطقة وأن تتوقف عن تصنيع وإنتاج القنبلة النووية, عندئذ يمكن التفاوض مع إيران، وإيجاد اتفاقية غير التي أنهاها الرئيس ترامب في مايو 2018, بل إن هناك احتمال بزيادة العقوبات الاقتصادية على إيران, لذلك عليها أن توقف تصنيع القنبلة النووية والصواريخ وأن توقف عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط.

*مؤخراً ظهرت مشكلة جديدة في المتوسط وهو التنقيب التركي في منطقة قبرص الاقتصادية وتوقيعها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة السراج في ليبيا التي تعارضها قوى عربية فاعلة مثل مصر والإمارات، كيف تنظر أميركا إلى ما يجري في شرق المتوسط؟

فيما يتعلق بالتنقيب عن النفط في شرق المتوسط, كما تعلم هناك توتر بين القبارصة اليونانيين وتركيا بشأن حقوق الحفر في شرق المتوسط للنفط وللغاز, وذلك يجذب أصحاب المصلحة الإقليميين مثل مصر وإسرائيل واليونان إلى هذا النزاع.

منطقة شرق البحر المتوسط في الوقت الحاضر هي ساخنة للطاقة مع اكتشافات كبيرة لقبرص وإسرائيل ومصر، في السنوات الأخيرة تركيا مصممة على تأمين حصة لها من الطاقة في شرق البحر المتوسط, وفي الوقت الحاضر يبحث الاتحاد الأوروبي ما إذا كان سيفرض عقوبات على تركيا.

في الولايات المتحدة نريد أن تخف حدة التوتر في تلك المنطقة، وأن يسود الأمن والسلام هناك, والولايات المتحدة ليست مستوردة للبترول، قبل كورونا كانت الولايات المتحدة تصدر البترول، إنتاجنا كان يفوق إنتاج السعودية, وكان يفوق إنتاج روسيا.

وبالنسبة لدول الاتحاد الأوربي, فأوروبا لا ترغب بالتنقيب عن البترول ولا الغاز، لأنها تعدّ أن ذلك يسيء للبيئة لكنها تشتري البترول من الدول الأخرى, يبدو أن هذا الوضع متناقض، ولكن في الواقع هذا ما يحصل في أوروبا.

ANHA