حياة ألف شخص في مخيم مخمور في خطر
يهدد الحصار المفروض على مخيم رستم جودي (مخمور) حياة ألف شخص يعانون من أمراض مزمنة، وسط حاجة ماسة لتقديم مساعدات طبية.
تفرض سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق حصاراً خانقاً على مخيم الشهيد رستم جودي (مخيم مخمور) في باشور كردستان منذ 18 تموز 2019، أي بعد يوم من مقتل نائب القنصل التركي في هولير.
ويعيش في مخيم الشهيد رستم جودي (مخيم مخمور) قرابة 12 ألف نسمة، قطنوا هناك بعد الهجمات التركية الشرسة على مدن وقرى باكور كردستان في التسعينات، ويُعرف المخيم بمخيم المقاومة، لجسارة وشموخ قاطنيه، الذين ضحوا للقضية الكردية بكل ما يملكون، حيث لا يوجد المخيم أسرة إلا وفيها شهيد، ضحى بحياته في سبيل القضية الكردية.
والحصار الذي فرضته سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق أثّر بشكل كبير في قاطني المخيم، الذي ينضوي تحت مظلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي لم تتخذ حتى الآن أي موقف فعلي حيال هذا الحصار، ولم تقدم أية مساعدات لقاطني المخيم منذ 2015.
تداعيات الحصار المفروض على المخيم
ويفتقر مخيم الشهيد رستم جودي إلى أدنى متطلبات المعيشة، ناهيك عن الأدوية والمستلزمات الطبية، في هذه المرحلة الحرجة التي يهدد فيها فيروس كورونا العالم أجمع، كما أنه ونتيجة الحصار أجهضت 3 نساء ضمن المخيم هن (فاطمة حاجي حسين، عزيمة أحمد لوند وفاطمة سولو قطاس)، بالإضافة إلى فقدان طفل يبلغ من العمر 6 سنوات لحياته نتيجة منع سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق إخراجه لتلقي العلاج في مشافي هولير، واسم والدته نوروز أحمد صالح.
كما وفقد 2000 عامل وظائفهم نتيجة الحصار المفروض على المخيم، بالإضافة إلى رسوب 10 من طلبة الجامعة، من أصل 120 آخرين، يتخوفون الآن من عدم إتمام دراستهم في الجامعة بسبب الحصار المفروض، ومنع قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني ارتيادهم الجامعة إلا بتوقيع وثائق دون معرفة مضمونها.
حياة أكثر من ألف شخص في خطر
ويوجد في مخيم الشهيد رستم جودي مئات الأشخاص بحاجة إلى عناية طبية وأدوية، وخاصة في الوقت الراهن، بعد جائحة كورونا وتفشيها في باشور كردستان أيضاً، والتي تودي بحياة الأشخاص الذين لديهم ضعف مناعة وكبار السن.
وبحسب الإحصائية التي حصلت عليها وكالتنا، فإن عدد الذين يعانون من الضغط المرتفع في مخيم الشهيد رستم جودي 310 شخص، ومن داء السكري 168، ومرض القلب 143، ومرض الكلى 82، ومرض الربو 60، ومرض السرطان 16، ومرض الصرع 20، ومرض السل 11، ومرض الغدة الدرقية 52، والضغط والسكر 74، والضغط والسكر والقلب 23، وأمراض أخرى مختلفة 192، ومرضى طريحو الفراش 21، ومتلازمة داون (التوحد) 30، كما ويبلغ عدد الذين يتجاوز أعمارهم 70 عام حوالي 300 شخص، ومعظمهم بحاجة إلى الأدوية.
بيوار مخمور عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية في إدارة مخيم الشهيد رستم جودي، صرح لوكالتنا أن سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق فرضت حصاراً خانقاً على المخيم تلبيةً لرغبات دولة الاحتلال التركي، والهدف منه كسر إرادة أبناء المخيم المعروفون بجسارتهم ووطنيهم، وقال: "في 8 آب 2014، شن مرتزقة داعش هجمات على المخيم، وتمكن أبناؤه إلى جانب قوات الدفاع الشعبي من التصدي للهجوم بقوة، وإعادة الاستقرار والأمن إليه".
وتطالب إدارة مخيم الشهيد رستم جودي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين القيام بواجبها، والضغط على سلطات إقليم كردستان لفك الحصار، وتحمّل تداعيات الحصار.
وناشدت إدارة مخيم الشهيد رستم جودي الذي يفتقر إلى أدنى المستلزمات الطبية الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لتقديم الدعم الطبي لهم، بعد انتشار جائحة كورونا في العالم وباشور كردستان، وبشكل خاص الكيت المكتشف من قبل هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا ومعهد بياس السويدي، لدرء ظهور الفيروس المخيم، للكشف على الطلبة الذي كانوا يدرسون في هولير، وقدموا إلى المخيم وهم الآن في مكان معزول، وأبدت الإدارة الذاتية استعدادها وقالت: "ستقوم بإرسال الكيت إلى المخيم".
وتسعى إدارة مخيم الشهيد رستم جودي بكامل طاقتها إلى درء ظهور فيروس كورونا في المخيم.
(م)
ANHA