​​​​​​​ماذا وراء حريق إمرالي.. جمال شيخ باقي يكشف الرسالة المبطنة

​​​​​​​ماذا وراء حريق إمرالي.. جمال شيخ باقي يكشف الرسالة المبطنة
الثلاثاء 3 آذار, 2020   03:05

رأى جمال شيخ باقي، في حريق إمرالي رسالة تهديد من أنقرة إلى الحركة الكردية تحذرها فيها من الاصطفاف إلى جانب معارضي أردوغان، ودعا الشعب الكردي والحركة السياسية الكردية إلى اليقظة تجاه السياسات القذرة للدولة التركية.

وفي الـ 27 من شباط الماضي، اندلع حريق مريب في غابة جزيرة إمرالي حيث تحتجز الدولة التركية القائد عبد الله أوجلان منذ أكثر من 21 عاماً.

وأثار الحريق ردود فعل غاضبة في صفوف الكرد وكذلك العرب الذين اعتبروا الحريق تهديداً مباشراً لسلامة القائد عبد الله أوجلان.

وتشهد مناطق شمال وشرق سوريا منذ ذلك اليوم فعاليات يومية للمطالبة بالكشف عن صحة وسلامة القائد عبد الله أوجلان.

وفي وقت أرادت فيه تركيا إظهار الحريق على أنه حدث طبيعي، إلا أن الكثيرين يقولون إن جزيرة إمرالي الخاضعة لرقابة استخباراتية مشددة لا يمكن أن يحصل فيها حريق دون علم الدولة التركية وخاصة أن الحريق حصل في يوم ماطر ما أثار الكثير من التساؤلات عن الرسائل من وراء الحريق.

وفي حوار مع وكالتنا، ربط السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكردي السوري جمال شيخ باقي، الحريق بعوامل عديدة تتعلق بالوضع المتأزم للدولة التركية في الداخل والخارج.

ونص الحوار كتالي:

كيف تفسر توقيت الحريق في إمرالي؟

الحريق الذي نشب في إمرالي قبل أيام، إذا نظرنا إلى الأمر بعقلانية الحريق سيكون له سببان إما نتيجة عوامل طبيعية أو أنه ناجم عن فعل فاعل، إذا عدنا إلى النقطة الأولى واعتبرنا أن الحريق ناتج عن عوامل طبيعية، نحن في فصل الشتاء وجزيرة إمرالي في وسط الماء إذاً لا يمكن قبول تلك الفرضية  في وقت مثل هذا، في هذا الوقت والظروف يصعب أن نفكر أن الحريق نشب نتيجة عوامل طبيعية.

 يبقى الاحتمال الآخر وهو أن الحريق ناجم عن فعل فاعل، من سيكون هذا الفاعل؟.

 لا شك أن وراء عمل الفاعل أهداف ورسائل معينة يريد أن يوصلها إلى عدة جهات، هذا الحريق يثير شكوكاً كثيرة، وتُشتم منه رائحة تآمر جديد على أحد أبرز رموز الحركة التحررية ليس في الشرق الأوسط فقط بل في العالم أجمع.

 أعتقد أنه إذا حاولنا أن نتعرف على رموز الحركة التحررية باتجاه السلام والمساواة والعدالة سنرى أوجلان في طليعة هذه الرموز، لذلك ليس غريباً أن يتآمر نظام فاشي كنظام حزب العدالة والتنمية على مثل هذا الرمز.

وإن نظرنا إلى الأمر من الناحية العملية، هذا الحريق موجه إلى جهتين أساسيتين، موجه إلى الحركة الكردية بشكل عام وتريد تركيا أن تقول  نحن (الحركة الكردية) الآن في أيدي النظام التركي وهو(النظام التركي)  وضع نفسه في مأزق كبير، ولا سيما في صراعه في منطقة إدلب هو يقول أو يحذر ويهدد بأن لا تتدخل (الحركة الكردية)  في صراعه مع النظام السوري لأنه يعرف أن هذا التدخل سيغير موازين القوى على الأرض.

وتركيا تحاول أن تحذر من الدخول في توازنات إدلب وفي صراعه مع النظام في إدلب، فتحاول أن تقول نحن هنا نستطيع أن نقدم على خطوة تكون كبيرة جداً،  هذا من ناحية، وأيضاً موجهة إلى القوى التحررية الكردية في شمال كردستان، وهي تحذر وتقول لا تنجروا وراء  المعارضة التركية المتصاعدة وبالتالي تصبح التوازنات صعبة بالنسبة لأردوغان في الداخل التركي.

كيف يمكننا الربط بين الحريق وما تعيشه تركيا من تخبط إقليمي ودولي؟

تركيا أصبحت في مستنقع، وبات من الصعب عليها الخروج منه وباتت متأزمة جداً ولا سيما على الصعيد  الداخلي، وتركيا حاولت أن تلعب على عدة حبال الآن تنكشف لعبتها أكثر والآن بدأت تتعرى أمام الغرب من خلال مساوماتها الرخيصة ولاستعمالها ورقة اللاجئين وابتزاز أوروبا واللعب مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال المساومة مع الروس وتهديد حلف شمال الأطلسي.

 نرى كيف تستنجد تركيا بأمريكا، وأمريكا لا تعير اهتماماً لها لكي تربيها وتقول لتركيا تحملي مسؤوليات خططك المناهضة لتحالفك مع الغرب، الذي أنت حليف له من أكثر من 50 عاماً.

والروس والأتراك التقوا تكتيكياً في سوريا ولكن في النهاية الاثنان لهما رؤية استراتيجية مختلفة، الروس من اليوم الأول جاؤوا إلى سوريا، وتدخلوا في سوريا على أساس أنها منطقة نفوذ روسية، وجرت عدة تفاهمات  في هذه المسألة من اتفاقات لافروف كيري وزير الخارجية السابق وحتى الآن، وكان هناك قبول مبدئي منذ اليوم الأول على تصفية المعارضة المسلحة واستخدمت النفوذ التركي والورقة التركية في هذا المجال من درعا وإلى الغوطة وإلى إدلب.

 عندما تنتهي هذه النقاط التكتيكية للروس التي تقاطع معها أردوغان والنظام الفاشي التركي والذي ساومه على عفرين وكري سبي وسري كانيه، بدأت هذه الأوراق تستنفد من قبل أردوغان، وبالتالي أعتقد أنه بات متأزماً عسكرياً في الشمال السوري، ولا سيما في الشمال الغربي، وهذا زاد من أزمته الخارجية التي تتصاعد بالأساس ولعدة سنوات، ولكن أصبحت الآن في أوجها.

ما هي الرسائل من وراء الحريق للحركة الكردية؟

الرسالة واضحة وتركيا تحاول أن تقول للحركة التحررية الكردية في شمال كردستان لا تنجروا إلى المعارضة الداخلية أنا أملك ورقة الضغط في إمرالي إذا تحركتم مع المعارضة في الداخل التركي أنا أستطيع أن أتآمر على إمرالي والقائد أوجلان في طريقي، لا أتحمل أنا مسؤوليتها، قد يكون قضاء وقدراً قطعاً هذه هي رسالة  تركيا للحركة الكردية.

 خارج تركيا عليكم في روج آفا ألا تفكروا أن تلعبوا على التوازن الموجود بين الأتراك والنظام السوري لأن اتخاذ الموقف إلى جانب النظام مع تركيا يغير هذا التوازن.

كيف يجب أن يتصرف الشعب الكردي والحركة السياسية تجاه ما يحصل في إمرالي؟

في الأساس يجب أن نكون واعين لهذه المسالة وحريق إمرالي يؤكد على أننا يجب أن نكون يقظين بشكل دائم، القائد أوجلان أسير ورهين لدى نظام فاشي لا يتوانى عن أي شيء.

بالنسبة للحركة الكردية يجب أن تكون واعية دائماً لمسالة أن القائد عبدالله أوجلان موجود بين أيدٍ قذرة واستبدادية لا تتورع عن فعل أي شيء، وبالتالي علينا دائماً أن نضع الرأي العام العالمي في صورة هذا الوضع، وعلى جماهير الشعب الكردي والحركة السياسية أن تزيد من فعالياتها الجماهيرية، ولا سيما على الساحة الأوروبية وخاصة مع المنظمات الدولية والمنظمات الحقوقية، والمؤسسات المؤثرة في الرأي العام.

ANHA

<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/k18y09qhSP8" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>