استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟

بدأت بلدية الشعب في مدينة ديرك بإقليم الجزيرة بالاشتراك مع بعض أصحاب رؤوس الأموال في المدينة باستثمار عدد من الحدائق العامة في المدينة وافتتاحها أمام الأهالي ليقضوا فيها أوقات فراغهم وخاصة في فترة المساء، حيث يرتاد الأهالي هذه  الحدائق للترويح عن النفس.

استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
استثمار الحدائق العامة في ديرك، هل هي خطوة إيجابية أم سلبية ؟
الأحد 15 تموز, 2018   06:02

أمارا جودي - عصام عبدالله/ قامشلو

وشغلت ظاهرة استثمار الحدائق العامة الشارع في مدينة ديرك، حيث ظهرت أصوات مناهضة لمسألة استثمار الحدائق، واعتبروا أن استثمار الحدائق من قبل بعض رؤوس الأموال تعتبر مشكلة لذوي الدخل المحدود بحيث لا يستطيعون ارتياد الحدائق العامة، بينما يرى آخرون بأنها خطوة جيدة تضفي جمالية على المدينة وتساهم في تنظيف الحدائق وترتيبها في ظل عدم امكانية بلدية الشعب على تأهيل الحدائق للعامة.

يتواجد في مدينة ديرك بإقليم الجزيرة 17 حديقة عامة أهملت خلال سنوات الأزمة السورية وباتت غير مؤهلة لفتحها أو الجلوس فيها، وتراكمت الأعشاب والحشائش في أرضية الحدائق ولا تستطيع بلدية الشعب في المدينة إعادة تأهيل الحدائق.

وخلال هذه السنة بدأت بلدية الشعب في المدينة وبالتعاون مع بعض أصحاب رؤوس الأموال باستثمار عدد من هذه الحدائق، حيث وقع المستثمرون عقوداً مع بلدية الشعب لتأهيل الحدائق وافتتاحها أمام الأهالي.

وبحسب شروط العقد الموقع بين البلدية والمستثمرين فإنه يتوجب على المستثمرين تنظيف الحدائق وتأهيلها وفتحها أمام الأهالي دون مقابل مادي، بالمقابل يسمح للمستثمرين بوضع طاولات في الحدائق وتحويلها إلى متنزهات ليبيعوا فيها المشروبات الباردة والساخنة وبعض الوجبات السريعة.

حدائق عامة أم مطاعم ؟!

بعض المستثمرين حولوا الحدائق العامة إلى مطاعم ويبيعون فيها مختلف أنواع المأكولات الشرقية والغربية بالإضافة إلى أنواع من المشروبات الكحولية (التي تخالف شروط العقد الموقع بين البلدية والمستثمرين).

استثمار الحدائق بهذا الشكل أثار حفيظة بعض المواطنين وقالوا بأن الحدائق التي تحولت إلى مطاعم باتت حكراً على الطبقة الغنية فقط ولا يستطيع ذوي الدخل المحدود ارتيادها بسبب أسعار المواد التي تباع فيها والتي تكون مرتفعة نوعاً ما مقارنة مع الأسعار في الأسواق.

المواطن عثمان محمد قال بأنه "لم يبقى هناك حدائق عامة في مدينة ديرك، بل تحولت إلى مطاعم ومنتزهات خاصة، ولا يستطيع ذوي الدخل المحدود ارتيادها"، وأكد أن بعض الحدائق مثل حديقة فجين تحولت إلى مطعم ويباع فيها مختلف أنواع المأكولات والمشروبات".

هوكر علي مستمثر حديقة فجين قال لوكالة أنباء هاوار بأنه استمثر الحديقة من بلدية الشعب لمدة 3 سنوات، وبدأ بتنظيفها وإعادة تأهيلها، حيث كلفه المشروع نحو 13 مليون ليرة سورية، لأنه أنشأ صالة شتوية وزرع العشب في الحديقة ... ويدفع سنوياً مليون ومائتي ألف ليرة سورية لبلدية الشعب مقابل الاستثمار.

وتعليقاً على تحويل الحديقة إلى مطعم قال علي "عقدنا مع بلدية الشعب لا يمنعنا من بيع المأكولات في الحديقة، وعليه قمنا ببناء مطبخ ولدينا شيف شرقي وغربي ونبيع المأكولات أيضاً، أما المشروبات الكحولية بعض الزبائن يجلبون معهم المشروبات ولا نمنعهم".

الدخولية مجانية، لكن ممنوع دخول الأطفال بمفردهم

وأكد هوكر علي أن "الدخول إلى الحديقة مجاني ولا نقبض ثمن دخولية الحديقة، لكن الزبائن الذين يأكلون أو يشربون في الحديقة يدفعون ثمن هذه المواد فقط، ولا صحة للشائعات التي تقول بأننها نقبض دخولية من الزبائن".

لكنه أكد أنهم يمنعون دخول الأطفال الذين يأتون إلى الحديقة بمفردهم ودون عائلاتهم، لأننا لا نستطيع تحمل مسؤوليتهم خصوصاً وإنهم يلعبون في الملاهي، وإذا وقع أحدهم على الأرض أو أصابه مكروه لا نستطيع تحمل مسؤوليتهم، لذلك نمنع الأطفال من دخول الحديقة إلا إذا كانوا مع أهلهم".

وكذلك باهوز جنبلي مستثمر حديقة آرين ميركان قال لوكالة أنباء هاوار بأنه "لا يسمح لدخول الأطفال لوحدهم إلى الحديقة بالاتفاق مع بلدية الشعب لأن الأطفال يركضون في الحديقة ويسببون المشاكل وقد يضرون أنفسهم، لذلك اتفقنا مع بلدية الشعب بعدم السماح لدخول الأطفال بمفردهم إلى الحديقة"، وأضاف بأن الدخول إلى الحديقة مجاني.

المواطن آراس علي من جهته يرى بأن افتتاح الحدائق أمر جيد للأهالي بحيث "يمكن الخروج مساءً إلى هذه الحدائق والترويح عن النفس، والأطفال يلعبون في الملاهي التي وضعت في الحدائق، وهذا أمر جيد".

وأشار علي إلى أن الألعاب التي وضعت في الحدائق بعضها "قد يشكل خطراً على الأطفال، ولا يوجد رقابة على هذه الألعاب".

وانتقد آراس علي افتتاح الحدائق من قبل المستثمرين، وقال "هذه الحدائق باتت خاصة، والوضع الاقتصادي للمواطنين ليس بالمستوى الجيد بسبب الأزمة التي تعيشها بلادنا، لذلك ربما لا يستطيع عامة الناس ارتياد هذه الحدائق، لذا كان من الأفضل افتتاح حدائق مجانية لعامة الناس من قبل بلدية الشعب".

هل أسعار المواد في الحدائق مرتفعة ؟

وينتقد الأهالي كذلك ارتفاع أسعار المواد التي يتم بيعها في الحدائق، حيث تباع المواد في الحدائق بأسعار مضاعفة مقارنة مع السوق، لكن باهوز جنبلي أكد بأن الأسعار تم وضعها تحت إشراف لجان التموين التابعة لبلدية الشعب.

وأضاف جنبلي "لدينا فواتير نظامية ويتم مراقبتها من قبل التموين، وأي مواطن يلاحظ ارتفاع في أسعار المواد يمكنه مراجعة بلدية الشعب وتقديم شكوى بهذا الخصوص".

وتعليقاً على بيع المشروبات الروحية والمأكولات في حديقة آرين ميركان قال باهوز جنبلي "لا يوجد مشروبات روحية لدينا ولا مأكولات، وبراداتنا موجودة يمكنكم الاطلاع عليها ومراقتبها، احتراماً لتمثال الشهيدة آرين ميركان لا نبيع المشروبات الروحية في الحديقة".

البلدية غير قادرة على إعادة تأهيل الحديقة

الرئيس المشترك لبلدية الشعب في مدينة ديرك حسين رمضان قال لوكالة أنباء هاوار "بلدية الشعب غير قادرة على إعادة تأهيل الحدائق لأنها تتطلب امكانيات مادية كبيرة، لذلك ارتأينا في المجلس التنفيذي للبلدية أن يقوم بعض المستثمرين بإعادة تأهيل الحدائق والاستفادة منها وفتحها أمام الأهالي بدلاً من أن تبقى مغلقة".

وأكد حسين رمضان أن بعض الحدائق يوجد فيها طاولات وألعاب عائدة للبلدية وبحسب شروط العقد الموقع بين البلدية والمستثمرين يجب الإبقاء على هذه الطاولات بالإضافة إلى امكانية وضع طاولات خاصة بالمستثمرين، وأشار إلى أن المستثمرين قاموا بتنظيف الحدائق وتأهيلها ومددوا شبكات للإنارة فيها ووضعوا شاشات لعرض مباريات كأس العالم".

حسين رمضان قال بأنه الدخول إلى الحدائق مجاني، ولا يوجد رسم دخول إلى الحديقة، لكن يحق للمستثمرين بيع المشروبات الباردة والساخنة في الحديقة، ولا يحق للمستثمرين مطالبة الأهالي برسم دخول إلى الحديقة أو اللعب في الملاهي.

وناشد حسين رمضان الأهالي بتقديم الشكاوي لدى البلدية في حال وجود تجاوزات من قبل المستثمرين، وأضاف "عند وجود أي تجاوز أو مخالفة من قبل مستثمري الحدائق يمكن لبلدية الشعب فسخ العقد فوراً".

وأشار إلى أن بعض الناس يروجون شائعات بخصوص هذه الحدائق، حيث يقولون بأنه هناك رسم دخول للحديقة ولا يمكن لذوي الدخل المحدود الارتياد إلى الحدائق، وقال "هذه الشائعات بعيدة عن الواقع ويمكن للأهالي الدخول إلى الحدائق متى ما شاؤوا دون أن يدفعوا مقابلاً مادياً".

حسين رمضان قال بأنه وفقاً للعقد الموقع بين بلدية الشعب والمستمثرين فإنه لا يحق لهم تحويل الحدائق إلى مطاعم، لكن بند واضح وصريح في العقد الموقع بين الجانبين يؤكد سماح المستثمرين ببيع المأكولات في الحديقة، وجاء في العقد "يحق للمستثمر تقديم المأكولات والمشروبات العادية والمرطبات والموالح وفق التسعيرة المحددة من قبل شعبة التموين"، لكن لم يحدد العقد نوعية المأكولات التي يحق للمستثمر تقديمها.

وهو ما أكده هوكر علي مستثمر حديقة فجين حيث قال "نقدم المأكولات للزبائن وفقاً للعقد الموقع بيننا وبين بلدية الشعب".

وأشار حسين رمضان بأنهم دعوا المستثمرين إلى اجتماع لمناقشة الشكاوي التي قدمها بعض الأهالي، وأضاف "في حال ثبوت مخالفة المستثمرين لشروط العقد فإنه البلدية ستقوم بفسخ العقد مباشرة".

(ك)

ANHA