صحفي عراقي: لا يحق للبرلمان التدخل بالانتخابات وعلى الحكومة عدم تسويف حقوق الكرد

مركز الأخبار
تستمر الأزمة التي منيت بها العملية السياسية العراقية بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية والتي حصل فيها تحالف "سائرون" بقيادة التيار الصدري على أغلبية برلمانية نتج عنها بدء الأخير مشاورات مكوكية مع الأحزاب العراقية والدول الإقليمية والعالمية لتشكيل الحكومة المقبلة، حيث رصد البعض "إيصال الصدر رسائل إلى إيران والدول العربية" وفي هذا السياق تواصلت وكالة أنباء هاوار مع الصحفي العراقي جمال البغدادي للحديث حول المرحلة المقبلة وأجرت معه حواراً.
وجاء نص الحوار كالتالي:
*اتخذ البرلمان القرار بإلغاء نتائج الانتخابات في العديد من المراكز الانتخابية وإجراء فرز يدوي. ما مدى تأثير ذلك على الكتل الفائزة. وهل يمكن أن يغير ذلك من نتائج الانتخابات؟
بغض النظر إذا كان ذلك يغير أو لا، لكن باعتقادي بأن البرلمان لا يملك الحق بأن يتخذ قرارات تتعلق بالانتخابات. الانتخابات عائدة للمفوضية العليا للانتخابات, لا أعتقد أن هناك فقرة دستورية تنص على أحقية البرلمان في ذلك. الجلسة المفتوحة للبرلمان هي في حد ذاتها تلاعب في مشاعر الناس ولربما تكون هذه المسألة خطيرة لأن هناك خاسرين في الانتخابات, لربما هي مؤامرة أو حياكة في ليلة مظلمة من البرلمان والجهات الفاشلة التي خسرت في الانتخابات لممارسة بعض الخروقات وتمرير بعض الأشياء كي يحاولوا من خلالها أن يعودوا للبرلمان.
*كتلة سائرون بقيادة السيد الصدر حازت على أعلى المقاعد. مع من سيتحالف الصدر لتشكيل الحكومة. هل ستكون حكومة شيعية خالصة أم ستضم جميع أطياف الشعب العراقي بعيداً عن المحاصصة الطائفية والقومية؟
في كتلة سائرون للتيار الصدري الثقل الأكبر لكن هناك قوى منضوية تحت هذا التحالف, لم يدخل الحزب الشيوعي فيه إلا أن رأى بأنه أقرب إلى توجهاته وبرنامجه الانتخابي لذلك هو تحالف معه لأنه بعيد عن التحزب بعيد عن الطائفية والمحاصصة ويكاد يخلو من أي فاسد أو أي وجه مجرب في الحكومات السابقة أو في البرلمان, هذا التحالف عابر للطائفية والقومية لذلك نعول عليه كثيراً في تشكيل حكومة رصينة تتحالف مع شخصيات ومكونات وتيارات لها رصانتها ونزاهتها.
*من هو مرشح كتلة الصدر لرئاسة الحكومة. وكيف ستكون سياسة الحكومة لمواجهة الأزمات الداخلية الأمنية والاقتصادية والفساد المستشري؟
هو سؤال سابق لأوانه لكن باعتقادي بأن تحالف سائرون يسعى بأن يكون رئيس الوزراء يعمل لحل جميع الأزمات والقضاء على ملف الفساد والوصول إلى الرفاه الاقتصادي والعدالة الاجتماعية. كل هذه الأهداف في مخطط التحالف. إن الشعب العراقي تعب كثيراً ويجب أن يضع رئيس الوزراء القادم في حساباته وضع هذا الشعب في السكة الصحيحة من ناحية الخدمات والتعليم والصحة والكهرباء والاستقرار الأمني والاقتصادي والقضاء على البطالة. هذه كلها شروط تحالف سائرون على رئاسة الوزراء. ومن يستطيع تلبية هذه الشروط ويتمتع بهذه الصفات سيكون محط احترام هذا التحالف ودعمه لنيل منصب رئاسة الوزراء.
*سياسة حكومة بغداد تجاه الإقليم كيف ستكون؟
أعتقد أن الأخوة الكرد في الإقليم لديهم الكثير من الحقوق المثبتة دستورياً, تحالف سائرون يتعامل مع هذه الحالة ويدعم كل خطوة تجاه الإقليم تساهم في نيل حقوقهم المشروعة دون منافسة وتسقيط ودون شد وجذب.
نحن اليوم في تحالف سائرون نعتقد أن الإقليم ركيزة أساسية في المكون العراقي وحقوقهم مثبتة بالدستور ويجب أن لا تسوف وتسيّس حقوقهم من جانب الحكومة العراقية والقيادات الكردية في الإقليم لأن هذا حق شعبٍ وليس حق شخصيات سياسية بغض النظر عن هذه الشخصيات ونضالها وأحزابها العريقة, هذه حقوق عامة ويجب أن تأخذه الحكومة القادمة بعين الاعتبار.
*هناك أمر بالغ الأهمية فيما يتعلق بسياسة الحكومة الجديدة تجاه إيران. هل ستكون الحكومة كما سابقاتها في التعامل والخضوع للتأثير الإيراني أم ستكون سياستها مختلفة؟
اعتقد أن سياسة المصالح المتبادلة وحسن الجوار مع إيران مهمة للغاية، فهي دولة عريقة لكن على الحكومة العراقية الجديدة أن تحدد سياستها تجاه إيران بحسن النية المتبادل, يجب ان تكون هناك اتفاقات دون خروقات من بعض الجهات التي لا تحسب على الحكومة الإيرانية. على هذه الجهات أن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية العراقية.
*سياسة الصدر تجاه أمريكا التي قاد كفاحاً مسلحاً ضدها وكذلك سياسته تجاه أوروبا على ماذا ستبنى؟
بالتأكيد السياسيات العامة ليس في ما يخص السيد الصدر إنما مبنية على العلاقات الدولية الدبلوماسية والمبنية على الأصول الدستورية, في فترة ما السيد الصدر اتخذ جانباً مسلحاً للتصدي لما سمي الاحتلال الأمريكي, لكن اليوم الصدر سياسته اختلفت كثيراً, سياسته تؤمن بالسلمية ويؤمن بالحوار للوصول إلى السلام, اليوم الدول الكبرى بدأت بالحوار بعد أعوام من الصراع كالولايات المتحدة وكوريا الشمالية فما المانع أن يصل التيار الصدري إلى اتفاقات مع الدول الإقليمية والعالمية.
*كثر الحديث عن الأدوار الإقليمية والدولية في العملية السياسية العراقية وعن زيارة قاسم سليماني للعراق وتحركات أمريكية أيضاً قبل تشكيل الحكومة. كيف تقيّم هذه التحركات وتأثيرها على تشكيل الحكومة؟
اعتقد أن الضغوطات موجودة ليس من إيران وأمريكا فقط بل من دول عدة وأهمها الدول المجاورة والتي لها مصالح في العراق, هناك من يعتقد أن العراق تابع له, بالنسبة لإيران وأمريكا بما أنهما ضدان لا يلتقيان جعلا من العراق مكاناً لتصفية حساباتهما والضغط من الجانبين وكل منهما يسعى أن يكون الراعي الرسمي للعراق, لكن اعتقد بأن هذه الأمور ستتلاشى مع برنامج تحالف سائرون لأنه برنامج عراقي ونابع من وطنية عراقية حقيقية ويقف ضد كل من يسعى لجعل العراق تابعاً لأي جهة. اليوم العراق دخل مرحلة جديدة والأمور متجهة صوب المواطن العراقي.
*أنتم في الحزب الشيوعي العراقي عينكم على أي من الحقائب الوزارية؟
اعتقد بأن الحزب الشيوعي العراقي لديه كفاءات وشخصيات بارزة كثيرة في عدد من الجوانب والمؤهلة لأن تدير الوزارات, أعتقد أن الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي يستحقون أن يأخذوا حقيبتين على الأقل, لكن إلى الآن لم تحدد وزارة بعينها.
*تم استهداف أحد مكاتب الحزب الشيوعي العراقي بعد الانتخابات. ما هي الرسائل من ذلك وهل هو متعلق بالتقارب مع التيار الصدري؟
كل الاحتمالات واردة, الخاسرون لا يتوانون جهداً في النيل من حزب عريق حزب له ثقله في الساحة العراقية يتخوفون منه, الحزب الشيوعي لم يأخذ سوى مقعدين لكن هم لهم ثقلهم ولهم فعلهم المعنوي وليس العددي, هنالك من يسعون لمكاسب حزبية وشخصية في البرلمان وأغلبهم في هذا الاتجاه, لكن المرشحون الشيعيون هم الأبرز والأقوى واعتقد أن الكثير من المستقلين فيما لو تشكل مجلس النواب، سينضمون مع الحزب الشيوعي في تحالف جديد لربما أو في تضامن مع مقررات تحالف سائرون, أما بالنسبة للتقارب مع تحالف سائرون أعتقد أنه هو الجانب الأكبر لأن التيار الصدري يعتبر تياراً إسلامياً له تأثير كبير في الشارع العراقي فمن هذا الباب تم استهداف الحزب الشيوعي، واعتقد أنها رسالة للتيار الصدري أكثر ما هي للشيوعيين بأنه أنتم مستهدفون. فعندما يستهدف الحزب الشيوعي فهي رسالة تهديد لكل تحالف سائرون.
(ح)
ANHA