العفرينيون من بين الركام: لن نقبل بالقتلة والسارقين على أرضنا
يفترشون منازل شبه مدمرة في ظل ظروف حياتية صعبة، إلا أنهم يفضلون العيش بين الركام على قبول "سارقي الأخضر واليابس" على أرضهم.
عفرين- يعيش المئات من العائلات العفرينية التي أجبرت على ترك ديارها والتوجه إلى مقاطعة الشهباء بريف حلب جراء اجتياح جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لأرضهم، صعوبات حياتية جمة في ظل افتراشهم لمنازل شبه مدمرة دون أي ساتر بعد أن فروا بحياتهم من خطر الإبادة، فيما أعينهم ترقب تحرير مدينتهم من براثن المحتلين.
الاحتلال التركي الذي اجتاح عفرين بتواطؤ دولي على رأسهم روسيا، قاوم العفرينيون قرابة شهرين أشرس الأسلحة الفتاكة لدى الناتو الذي لم يميز بين البشر والحجر في حربه باستهداف البنى التحتية والمناطق الأثرية والمراكز الحيوية، بالإضافة إلى سلب ونهب ممتلكات المدنيين من قبل مرتزقة ما يسمى "الجيش الحر".
"نرفض الاحتلال التركي على أرضنا"
"سارقو دجاجنا وممتلكاتنا لن يستطيعوا أن يكونوا حماة أرضنا أيضاً" هذا ما وصفه المواطن نجيب عبدو من قرية جقلا التابعة لمنطقة جندريسه، جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وتابع في هذا السياق "نرفض وجود الجيش التركي ومرتزقته على أرضنا، لن نعود إلى عفرين في ظل احتلالهم، فهم من يسرقون ممتلكاتنا فلن يستطيعوا أن يكونوا محط ثقة لحمايتنا أيضاً".
كما توجه عبدو بالشكر لأهالي الشهباء على احتضانهم وفتح أبوابهم لهم ، وقال "سنبقى في الشهباء حتى تتحرر أراضينا من العدوان التركي ومرتزقته".
بدوره قال المواطن سليمان دمرجي من ناحية موباتا، بأنه قبل هجوم الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين كانوا ينعمون بحياة مرفهة واستقرار، وأشار بأنهم يرفضون الوجود التركي على أرضهم والذي يهدف إلى تغيير ديمغرافية المنطقة وإحياء السلطنة العثمانية من جديد.
منذ خمسة أيام يفترشون في باحة منزل
وتعيش المواطنة جيهان أرسلان من ناحية ميدانكي منذ خمسة أيام برفقة والدتها وجدتها المسنة التي لا تستطيع السير وزوجها وطفليها، في باحة منزل مكشوف وهم يفترشون الأرض، وفي ظل هذا الوضع الإنساني المأساوي الذي تغض المنظمات الإغاثية والإنسانية الطرف تجاههم إلا أن حال لسانها يقول "نفضل العيش في العراء ولا العيش تحت رحمة القتلة والسارقين".
فيما تعمل الكومينات المتشكلة في مقاطعة الشهباء بكافة السبل لمساعدة أهالي عفرين المهجرين، وفي حديث لـ ANHA، قال الرئيس المشترك لكومين الشهيد بوطان محمود العبدو، "بقدر المستطاع نقوم بتأمين احتياجات الأهالي من كافة المستلزمات، إلا أن إمكانياتهم محدودة لتغطية الكم الهائل من المدنيين الذين يبلغ أعدادهم بمئات الآلاف".
هذه المعاناة الحياتية التي يمر بها مدنيو عفرين في الشهباء، يقابلها صمت المجتمع الدولي دون أن تحرك ساكناً في القيام بواجبه الإنساني.
معاناة أهالي عفرين تتفاقم يوماً بعد يوم وهم يفترشون العراء، وكلهم آمل أن يعودوا يوماً ما إلى ديارهم مرة أخرى ودحر الاحتلال، وإلى أن تتحقق آمالهم تبقى لمقاومة العفرينيين على أسوار مدينتهم فصول أخرى.
(كروب/ د)
ANHA