دار المرأة في الرقة ركيزة لحل الخلافات ودعم النساء

تُعدّ دار المرأة في مقاطعة الرقة ملاذاً لكل من يبحث عن حل لخلافاته الأسرية، عبر الحوار والتفاهم، إذ توفر بيئة آمنة وموثوقة، خاصة للنساء، بعيداً عن أجواء المحاكم وتعقيداتها.

دار المرأة في الرقة ركيزة لحل الخلافات ودعم النساء
الجمعة 13 حزيران, 2025   03:40
الرقة
ديمة محمد

تُشكل دار المرأة التابع لتجمّع نساء زنوبيا في مقاطعة الرقة، إحدى الركائز المجتمعية الأساسية لحل المشكلات الأسرية، وخاصة تلك التي تمس المرأة، في بيئة قد تكون فيها الحلول القانونية أكثر تعقيداً. لتقدم بذلك نموذجاً بديلاً للمحاكم، يعتمد على الحوار المجتمعي، ويهدف إلى الحفاظ على تماسك الأسرة.

تأسست الدار أواخر عام 2017، وتتألف من ثلاث عضوات وناطقة، وتعمل ضمن هيكلية تشمل 17 لجنة موزعة في مدينة الرقة وأريافها. حيث توجد لجان في أحياء الرميلة، والدرعية، والمشلب، والمدينة، وفي الريف الجنوبي (الكسرات، والعكيرشي)، والشرقي (5 لجان)، والغربي (الخاتونية، والسلحبية)، والشمالي (الحكومية، وحزيمة، والأسدية)، وتضم كل لجنة عضوتين.

توضح الناطقة باسم دار المرأة نوال الجوهر، أن هدف الدار ولجان الصلح هو حل الخلافات الأسرية عن طريق الحوار والتفاهم، بهدف إعادة بناء العلاقات الأسرية بعيداً عن الانفصال أو التفكك.

وقالت: "القضايا المتعلقة بالمرأة تحظى باهتمام خاص، سواء قدمتها المرأة مباشرة، أو عبر اللجان أو حتى عبر المحكمة. نقوم بتسجيل الشكوى، واستدعاء الطرف الآخر، ونفتح باب الحوار بحثاً عن حل يُرضي الجميع".

تحديات بارزة

من أبرز القضايا التي تتعامل معها دار المرأة، بحسب نوال، تزويج القاصرات وتعاطي المخدرات، وهما من أبرز أسباب العنف الأسري، والإهانات المتكررة داخل البيت؛ لذلك، تسعى الدار إلى توعية الأطراف بمسؤولياتهم تجاه الأسرة والأطفال.

آلية مرنة للحل

وأوضحت نوال الجوهر أن القضايا لا تُحل دائماً في الجلسة الأولى، بل تُمنح الأطراف مهلة زمنية تراوح بين أسبوع وشهر بحسب الحاجة. وخلال هذه الفترة تُعقد جلسات متعددة لتخفيف التوتر، وتقول: "بمرور الوقت، ومع الدعم، تتحسن الأوضاع، ويتراجع الكثيرون عن القرارات التي كانوا قد اتخذوها وهم في حالة غضب".

ليس فقط للنساء

أكدت نوال أن الدار لا تتعامل مع قضايا النساء فقط، إذ أن نحو 30 بالمائة من القضايا تُقدَّم من رجال يطلبون الصلح. كما تشمل الملفات الحساسة التي تتعامل معها الدار، مثل حضانة الأطفال، والخلافات الزوجية، والخلافات المالية، والإرث، وتُمنح قضايا الحضانة أولوية خاصة لما لها من أثر على مستقبل الأطفال.

أرقام وإحصائيات

خلال العامين الماضيين، استقبلت دار المرأة أكثر من 2200 قضية أسرية، تم حل قرابة 1500 منها بشكل صلحي، في حين تم تحويل 700 قضية إلى المحاكم.

الصلح أولاً

واختتمت نوال الجوهر حديثها بالقول: "المرأة أصبحت اليوم تلجأ إلى الدار بثقة، بعدما وجدت حلولاً تحفظ كرامتها وتحمي أسرتها. هدفنا تحقيق صلح يعزز التفاهم ويحفظ كيان الأسرة. الصلح هو مبدؤنا، وإن تحقق فهو نصر للجميع".

(ي م)

ANHA