مزارعو الرقة يباشرون جني أولى ثمار اشجار اللوزيات
مع حلول فصل الربيع، تزين الطبيعة في مقاطعة الرقة بسحرها الخاص، وتبدأ أشجار البرقوق الأخضر، المعروفة محلياً باسم "جارنك"، في طرح ثمارها الأولى، معلنة عن موسم ينتظره الأهالي بشوق كل عام.
تُعدّ زراعة الأشجار المثمرة بمقاطعة الرقة في إقليم شمال وشرق سوريا، من الزراعات الناجحة، وأتت مع توفر المناخ المناسب والتربة الخصبة، وخاصة أشجار اللوز والعنب والرمان، وانتشرت زراعتها منذ قرابة العقدين في ريفها الجنوبي، وخاصة منطقة الكسرات وباتت تشغل مساحة واسعة من الأراضي الزراعية.
وتُزرع عدة أصناف من الأشجار وأهمها اللوز والخوخ والدراق والمشمش والإجاص والجارنك، والعنب والرمان والجوز، كما تتوسع زراعة الحمضيات.
باشر مزارعو الأشجار في ريف الرقة الجنوبي جني أولى ثمار فاكهة الجارنك، وسط تكاتف بين الأهالي والمزارعين في جني هذه الثمار وتأمين فرص العمل للفئة العاملة في ريف الرقة الجنوبي.
المزارع تيسير أحمد العليص، من الريف الغربي لمدينة الرقة يشير إلى واقع الزراعة في المنطقة والدور الذي يلعبه المزارعون في دعم السوق المحلي وتلبية احتياجات أسواق دول الجوار، حيث أوضح: "أن مقاطعة الرقة تعد من أغنى المناطق الزراعية في شمال وشرق سوريا بفضل تربتها الخصبة ووفرة المياه والمناخ المناسب".
المزارعون يعملون على استثمار بساتين الأشجار المثمرة، وتسويق منتجاتهم محلياً، بالإضافة إلى تصديرها لدول الجوار.
وأوضح العليص: "أن زراعة الأشجار المثمرة، وخاصة اللوزيات، بدأت بالانتشار في الرقة منذ عام 1999 كخيار للحفاظ على استقرار المحاصيل التقليدية مثل القمح والشعير، إلا أن السنوات العشر الأخيرة شهدت توسعاً ملحوظاً في هذه الزراعة، ليصل عدد الأشجار المثمرة في المنطقة إلى نحو 500 ألف شجرة".
وحول التحديات التي تواجه المزارعين، أشار العليص إلى غلاء تكاليف الإنتاج وندرة توفر الأسمدة والمبيدات الزراعية لمكافحة الآفات، مما يشكل عبئاً كبيراً على المزارع ويؤثر سلباً على مستوى الربح.
وأضاف: "نتمنى أن تتوفر المواد الزراعية الأساسية بأسعار مناسبة تضمن استمرار الإنتاج وتحقيق أرباح عادلة للمزارع".
وأكد أن تسهيل عمليات التصدير الخارجي يسهم في تحسين دخل العمال اليومي، حيث تتراوح أجور العمل حالياً بين 50 و75 ألف ليرة سورية مقابل يوم عمل يمتد من الساعة السادسة صباحاً وحتى الواحدة بعد الظهر.
ويُعد الجارنك من أوائل ثمار الربيع التي تنضج في الريف الرقاوي، ويحمل طعمه المميز نكهة الانتعاش والبساطة، كما يدخل في إعداد بعض الأطباق والمخللات الشعبية التي تضيف لمسة حامضة محببة للمائدة القروية.
ولا يوجد رقم دقيق لعدد الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون في المقاطعة.، في حين بلغت المساحات المروية من مشاريع الري في مقاطعة الرقة، 93 ألف هكتار، ومساحات الأراضي المروية التي تقع على سرير الأنهار والمصارف الزراعية 190ألف دونم وعن طريق الآبار الارتوازية 140ألف دونم.
(أ)
ANHA