عباراتٌ للشهيدة زيلان ترشد إلى درب النضال اليوم

تنير الشهيدة زيلان التي بدأت بعمليتها الفدائية قبل 28 عاماً، مرحلة جديدة بمسيرة النضال في سبيل الحرية، وأصبحت رمزاً لنهج حرية المرأة، هذا الدرب اليوم بكلماتها يُرشَد إلى الطريق الصحيح للنضال، فهي تقول في رسالتها: "عليكم ألّا تتخلّوا عن حريتكم ببساطة، علينا أن نفهم أنّ وطننا قيم جداً".   

عباراتٌ للشهيدة زيلان ترشد إلى درب النضال اليوم
30 حزيران 2024   02:30
مركز الأخبار

أصبحت زيلان (زينب كناجي) بعمليتها الفدائية قبل 28 رمزاً للمقاومة والنضال الكردي في سبيل الحرية ورمزاً لنضال المرأة الكردية.

نفّذت زيلان (زينب كناجي) عمليتها وارتقت إلى مرتبة الشهادة في ديرسم بشمال كردستان، وقالت في رسالتها الأخيرة: "إنّ قضيتي في حياتي عظيمة جداً، فأنا أريد أن يكون لحياتي معنى وأكون صاحبة عملية عظيمة، وأنفّذ هذه العملية لأنني أحب الناس والحياة، أريد أن أكون رمزاً للمرأة الكردية"، وعلّق القائد عبد الله أوجلان على العملية التي نفّذتها زينب كناجي في الثلاثين من حزيران عام 1996 قائلاً: "زيلان بالعملية التي نفّذتها تجاوزتني، ولا يسعني من الآن فصاعداً إلّا أن اتّبع نهجها وأناضل على خطاها".

من هي زيلان؟

وُلدت زينب كناجي في العاشر من آب عام 1972 في قرية ألمالي في ملاطيا، في أسرة مكونة من 7 أخوات هي أصغرهنّ وأخ واحد، درست في كلية التوجيه والإرشاد النفسي في جامعة ملاطيا، ثمّ عملت بعد تخرجها في مستشفى ملاطيا الحكومي كفنّية أشعة، وكانت عائلة زينب تخضع للنفوذ الإقطاعي من جهة، وكانوا من البرجوازيين  الصغار من جهة أخرى، انخرطت في الأنشطة الثورية في أضنة في آب عام 1994، ثم التحقت بصفوف حزب العمال الكردستاني عام 1995 واتّخذت من زيلان اسماً حركياً لها، وقدّ نفّذت عمليتها الفدائية "أعظم وأهم عملية" ردّاً على محاولة الاغتيال التي تعرّض لها القائد عبد الله أوجلان في السادس من أيار عام 1996.

تركت الشهيدة زيلان قبل تنفيذها العملية الفدائية رسالة وجهتها إلى القائد عبد الله أوجلان والنساء والشعب الكردستاني، وهذه بعض المقتطفات من نص الرسالة.

'القائد منبع الحب والوحدة والتعاضد'

هذا ما تقوله الشهيدة زيلان في رسالتها عن فكر القائد عبد الله أوجلان ووجوده بالنسبة للشعب: "هذا التطور الذي تم تأمينه في تاريخ كردستان هو حصيلة جهد وتطور القائد. إنه منبع الحب والوحدة والتعاضد، لقد رسم ملامح الإنسان الجديد في شخصه وأثبت مدى إمكانية تطور الإنسان.

إن مستوى نضال التحرر الوطني الكردستاني في يومنا منسجم مع شعار "لنتحزب ولنتجيّش ولنتحوّل إلى جبهة لنكسب النصر" وعلى أساس وضع كل المسائل الأخرى جانباً، ومواجهة حقيقة العدو بجميع أفراد الشعب الكردي. أن النقطة التي تم الوصول إليها تُعبّر تقريباً عن التفاف الملايين بكل أحاسيسهم مع جميع أبناء الشعب الكردي لخدمة ثورة التحرر الوطني والاشتراكية وجعل تركيا الفاشية تدخل في وضع توقن من خلاله بعدم جدوى الحل من النواحي العسكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية".

وورد في الجزء الذي تخاطب فيه الشهيدة زيلان المقاتلات الكردستانيات ما يلي: "من أجل أن نحارب بشكل جيد، يجب علينا أن ننظم أنفسنا بشكل جيد. فإذا تمكنا من تحقيق تنظيم قوي يمكن أن نتحدث عن إرادة قوية. إن حرية المرأة تمر عبر الحرب، هذه حقيقة تم إثباتها في يومنا الراهن. فإذا كان الأمر هكذا فإن هدفنا واضح. يجب علينا أن نستخدم خصوصيات المرأة الكردية كالوطنية والصداقة والإرادة والجسارة وما شابه من الخصوصيات الإيجابية لخدمة الثورة، وعلينا أن نكون أصحاب جهود جبارة في هذا المجال.

علينا أن نقوم بخطوات عملية من أجل التحرر ونقوم بدورنا ضمن نضال التحرر الوطني ونتجاوب مع مهامهن المرحلية ونجسّد غضبنا الكبير ضد تخلف المجتمع الكردستاني وخاصة ضد عبودية المرأة من خلال ربط هذا الغضب بالفكر والأيديولوجيا والسياسة".

'بهذه العملية سأحاول أن أتحول إلى لغة حية أخاطب قلوبكم'

وفي الجزء المتعلق بالشعب الكردستاني والثورة المجتمعية تقول الشهيدة زيلان: "إننا ولأول مرة في التاريخ نصل إلى مثل هذه القوة واكتسبنا هذا القدر الكبير من الروح الوطنية، وتحولنا إلى أناس يحبون وطنهم واقتربنا من الحرية. ولأول مرة اكتسبنا الشرف والكرامة بهذا القدر الكبير. إننا نسير مرفوعي الرأس في هذه المرحلة، نحن الآن ننظر إلى وجه الإنسانية دون الشعور بالخوف أو العار؛ لأننا بدأنا نحارب من أجل حريتنا. إن رفاقنا الذين دوّنوا مقاومة كبيرة أصبحوا ملكاً للتاريخ، وهم أصحاب مقاومة أسطورية عظيمة. وكل واحد منهم يمثل منعطفاً لمرحلة من مراحل النصر في حربنا، وهؤلاء الرفاق هم مظلوم، كمال، وخيري، وفرهاد، وذكية، وبيريفان، وبريتان، وروناهي، فإنهم دوّنوا مقاومة كبيرة وكوّنوا تقليداً للمقاومة يجب علينا التمسك بها.

في هذه المرحلة التي وصلت فيها حربنا إلى نقطة ساخنة، يجب عليكم أن توحدوا صفوفكم وتصلوا إلى نقطة الحسم في هذا الوضع من الآن فصاعداً. أن حربنا هي حرب الشعب، إذا كان الأمر كذلك فلنقم بتلبية متطلبات هذه الحرب. هناك مثل شعبي يقول "شجرة الحرية تروى بالدماء". لذا عليكم ألا تتخلوا عن حريتكم أبداً. يجب عليكم أن تفهموا جيداً بأن وطنكم ثمين للغاية، لهذا السبب يصرّ العدو على موقفه بهذا القدر، فلماذا نحن لا نكون مصرين؟ هل لنا شيء آخر نخسره غير أجسادنا؟ بدلاً من أن نموت من دون كرامة، علينا أن نختار الحياة بشرف وكرامة. في هذه المرحلة التي اقتربنا فيها إلى الحرية كثيراً، فإن شعبنا الذي يتمسك بميراث المقاومة التي بدأها PKK، فإنها من الآن فصاعداً سوف يتمسك بها أكثر فأكثر. بعد كل هذه التضحيات التي قدمها وسيقدمها بنفس القدر، وسيخلق مستقبله الحر بيده، فإنني على يقين بأنه سوف يأخذ مكانه ضمن المجتمع العالمي بشرف وكرامة وعلى هذا الأساس أقدم سلامي إلى شعبي".

ANHA