معارض سوري يحذر من اتفاق جديد بين دمشق وأنقرة: مأساة تهدد الخريطة السورية

يرى الكاتب والمعارض السوري، علي الأمين السويد، أن التفاهمات بين حكومة دمشق والدولة التركية انتقلت من الخفاء للعلن، ومن تحت الطاولة إلى فوقها، محذراً من أن أي اتفاق بين الطرفين سيغير الخريطة السورية الجغرافية والديمغرافية بشكل مأساوي؛ حيث سيكون لصالح تركيا ويكون عبارة عن احتلال وضمّ تدريجي للأراضي السورية.

معارض سوري يحذر من اتفاق جديد بين دمشق وأنقرة: مأساة تهدد الخريطة السورية
1 تموز 2024   06:12
مركز الأخبار
يحيى الحبيب

عاد الحديث عن مسار التقارب بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي، حيث تبادل الجانبان رسائل وتلميحات تشير إلى أن هذا المسار يمكن أن يشهد تطورات متسارعة خلال الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من الصراع والاتهامات المتبادلة طوال الأعوام الماضية، قال رئيس دولة الاحتلال رجب طيب أردوغان، إنه لا يوجد أي سبب يمنع إقامة علاقات بينه وبين الأسد، في ردٍّ على تصريحات للأسد حول الانفتاح على جميع المبادرات لتطبيع العلاقات بين البلدين، متجاهلاً على ما يبدو شروطه السابقة حول ضرورة الانسحاب التركي من الأراضي السورية قبل أي تفاوض وحوار.

الكاتب والمعارض السوري، علي الأمين السويد، تحدث لوكالتنا حول ذلك بالقول: "بشكل عملي تُعدّ العلاقات بين حكومة النظام السوري وحكومة الاحتلال التركي في أحسن أحوالها، منذ التحالف المقنع الذي بدأ يوم تسليم تركيا مدينة حلب للنظام السوري، وأما ما يطفو على السطح من خلافات بين أنقرة ودمشق، ليس إلا توزيع أدوار بين أفرقاء أستانا وسوتشي".

وأوضح ذلك بالقول: "تركيا هي من سلمت حلب للنظام، وهي من ضغطت على الفصائل المسلحة لتسليم مناطق خفض التصعيد للنظام السوري، وهي من قامت باحتلال عفرين والشمال السوري بالاتفاق مع النظام، بدليل دخول قوات النظام إلى جنوب إدلب وإعادة السيطرة على أكثر من نصف محافظة إدلب، بينما بقيت النقاط التركية ضمن خطوط جيش النظام، ثم قامت قوات النقاط التركية بالانسحاب بحماية النظام إلى نقاطها الحالية".

تقارب من تحت الطاولة إلى فوقها لصفقة بين الطرفين بحجة تعديل اتفاقية أضنة

وأضاف الأمين بأن "الحديث عن إمكانية التقارب مجدداً بين أنقرة ودمشق ليس سوى انتقال العلاقات الثنائية من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، وهذا الانتقال لم يكن ليتم لولا تفاهمات جديدة توضع اللمسات الأخيرة على إتمام الصفقة بين الأسد وأردوغان، والصفقة هي تنازل الأسد عن الشمال السوري بدءاً من الحدود التركية بعمق 30 كم على طول الحدود السورية بحجة تعديل اتفاقية أضنة".

صفقة تحقق المصالح التركية

وحذر الكاتب والمعارض السوري من ذلك، بالقول: "هذا الاتفاق يحقق مصلحة تركيا بالسيطرة على الأراضي التي تُعدّها تابعة لها، وفق الميثاق الملّي التركي، كما أن منح تركيا هذه الأراضي يُعدّ جائزة لتركيا من قبل نظام الأسد لمساهمتها في إخماد الثورة السورية ضده، أما النظام السوري فسيدّعي بأنه عدّل اتفاقية أضنة، ويكون بذلك قد تملّص من اتهام تركيا باحتلال أراضٍ سورية عبر مخرج شرعي وتخلّص من تحمّل مسؤولية ثمانية مليون مواطن سوري معارض لوجوده أصلاً".

شرعنة الاحتلال التركي للأراضي السورية

وحول الأهداف الحالية والجديدة، يرى الأمين "يبدو أن الاتفاق النهائي بين النظام السوري والنظام التركي حول إيجاد مخرج شرعي لدخول القوات التركية إلى الشمال السوري شرق الفرات، مقابل انسحاب تركيا من جبل الزاوية وتسليم الطريق M4 قد اقترب كثيراً، وقد كشفت الاجتماعات العسكرية بين لجان عسكرية من جيش الاحتلال التركي وجيش النظام السوري في قاعدة حميميم، عن قرب تنفيذ التقارب على الأرض".

الشمال السوري على موعد مع مأساة جديدة: ضم تدريجي

المعارض السوري، أكد بأن "إتمام الاتفاقات بين النظام السوري والنظام التركي سيغير الخريطة السورية الجغرافية والديمغرافية في الشمال السوري بشكل مأساوي؛ بحيث يصبح الشريط الحدودي بمساحة إجمالية تزيد عن 30 ألف كم مربع تحت سيطرة تركيا، ليصار ضم تلك المناطق إلى تركيا بالتدريج وعلى مدى عقود قادمة لتلحق بلواء إسكندرون وقبرص التركية".

وفي استقراء لمستقبل الأحداث المتوقعة، قال الكاتب والمعارض السوري علي الأمين السويد: "من الواضح جداً بأن دولة الاحتلال التركي والنظام السوري أصبحا قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ الاتفاقات النهائية وتبادل المواقع العسكرية بين إدلب وشمال شرق الفرات، لكن إمكانية تنفيذ هذه المخططات لا بد لها من أخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، أو أن تركيا وباقي أقطاب سوتشي ستستغل انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية لتمرير الاتفاقات بشكل فيزيائي على الأرض السورية".

(أم)

ANHA