صاحب مطرقة تقطيع الحجارة

يحمل مطرقته منذ 35 عاماً، ويقوم بتشكيل الحجارة لتتناسب مع البناء. اكتسب من خلال ذلك معرفة بأنواع الحجارة ومدى قساوة كل قطعة، ويقول: "أشعر بالسعادة عندما أمرّ أمام منزلٍ بُني بحجارتي".

صاحب مطرقة تقطيع الحجارة
صاحب مطرقة تقطيع الحجارة
صاحب مطرقة تقطيع الحجارة
صاحب مطرقة تقطيع الحجارة
31 آب 2024   07:00
قامشلو
ريناس رمو

في بيادر قرى منطقة آليا في الريف الشمالي الممتد من مدينة تربه سبيه إلى كركي لكي، ستصادف بشير حجي نذير، المعروف بـ "أبو جنكو" وهو يقوم بتقطيع الحجارة بمطرقة يحملها.

يتفحص بشير الحجارة في محيط القرى، ويختار الحجارة البازلتية السوداء بعناية قبل البدء بتكسيرها وتحويلها إلى قطع مستطيلة، تناسب البناء.

أبو جنكو في العقد الخامس من عمره، ويمارس مهنة تقطيع الحجارة بالمطرقة منذ حوالي35 عاماً، بحسب ما يقوله، وينحدر من قرية كري ديرا التابعة لمدينة كركي لكي.

يشير أبو جنكو إلى أن وزن المطرقة التي يحملها يبلغ 7 كيلوغرامات، وأنه يستخدم الإزميل الحديدي لتحديد حواف الحجر الأسود، وأصبح يدرك أهمية كل حجر في البناء، وزاوية تقطيعه.

ويمتاز هذا النوع من الحجارة بلونه الأسود الذي يتدرج إلى الرمادي الداكن، ويتكون من حبيبات صغيرة وكبيرة، ممّا يمنحه مقاومة عالية ضد الانزلاق، ترجع هذه المقاومة إلى كثافة تركيبته العالية. ويعدّ من مواد البناء شائعة الاستخدام بسبب مقاومته العالية للحرارة والضغط، ويستعمل للزينة في البناء كذلك.

عمل أبو جنكو يتطلب جهداً عالياً وقوة بدنية، بالإضافة إلى تأثره بالظروف الجوية كونه يُمارسه في البيادر، يقول: "الإقبال على شراء هذا النوع من الحجارة جيد وخاصة أنه يعطي منظراً فريداً للبناء".

ويبين "تعلمت هذه المهنة من والدي الذي كان يمارسها منذ أن كنت طفلاً لذا أحببتها وتعلمتها، ومع مرور الأيام أصبحت حرفتي الأساسية".

ويضيف: "هذه المهنة صعبة وشاقة للغاية ولكنني تأقلمت معها، وأصبحت هذه الحجارة مع الأيام رفيقة لي لا أفارقها".

ويحاول أبو جنكو أن ينقل مهنته لولده الذي يعمل معه موضحاً "إنها مهنة شاقة لكنها ممتعة بالتعامل مع الحجارة، حيث أنني أشعر بالسعادة عندما أمر أمام منزلٍ بُني بالحجارة التي رسمتها بمطرقتي وبيدي".

هذا ويبيع أبو جنكو كل قطعة حجر مقطعة وجاهزة للبناء بسعر يصل إلى2500 ليرة سورية.

(سـ)