تقرير: وقود الطائرات والمسيّرات التركية توفره أنابيب النفط الكردي

سلطت صحيفة العرب اللندنية في تقرير لها على استهداف الاحتلال التركي للصحفيتين هيرو بهاء الدين وكليستان تارا في 23 آب. وأوضحت أن وقود الطائرات والمسيّرات التركية توفره أنابيب النفط الكردي الذي حرم سكان جنوب كردستان من عائداته.

تقرير: وقود الطائرات والمسيّرات التركية توفره أنابيب النفط الكردي
25 آب 2024   15:12
مركز الأخبار

نشرت الصحيفة في تقرير عنونته "السليمانية في مرمى نيران المسيّرات التركية، فلماذا تصمت بغداد وإربيل؟".

وسلط التقرير على صمت الحكومة العراقية جراء الهجمات التركية وقالت:" تتعرض مدينة السليمانية في إقليم كردستان، حيث يتمركز حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، لهجمات مستمرة من الطائرات المسيّرة التركية، في وقت تلتزم فيه الحكومة المركزية في بغداد الصمت، وكذلك مدينة إربيل عاصمة الإقليم، التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني وتوجد فيها سلطات الإقليم ومؤسساته السياسية والأمنية".

وأشار التقرير: "يتابع سكان الإقليم بقلق الاستهدافات الجوية المتكررة التي تنفذها مسيّرات حربية تركية بتصويبات دقيقة من الجو مدعومة بمعلومات استخبارية من الأرض، كان آخرها غارة جوية استهدفت سيارة تقل فريقاً إعلامياً مرخصاً من قبل شركة محلية في بلدة سيد صادق شرقي السليمانية وأودت بحياة إعلاميتين شابتين هما هيرو إبراهيم وكولستان تارا وإصابة خمسة إعلاميين آخرين بجروح بليغة".

كما فندت الصحيفة للرواية الرسمية في أنقرة أن الغارة استهدفت مسؤولاً في حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، وقالت: "لكن القنوات الكردية ومواقع التواصل الاجتماعي وشهود عيان يفندون هذه الرواية التي تغطي على قتل المواطنين العزل بحجج واهية".

وأشار التقرير إلى أن: "الأوساط الكردية تتهم دوائر الإقليم بإعطاء المسيّرات التركية معلومات وتسهيلات كي تصوّب على أهدافها في ساحة مفتوحة وعلى مرأى من الجميع وفي وضح النهار".

وتابع: "وتتساءل الأوساط نفسها كيف يمكن لتلك المسيّرات أن تتخذ ممرات لها من داخل أراضي الإقليم بمحافظة دهوك شمال العراق دون أي رد فعل من قوات الإقليم أو القوات الحكومية العراقية؟ مشيرة إلى أن وقود الطائرات والمسيّرات التركية توفره أنابيب النفط الكردي الذي حرم سكان الإقليم من عائداته".

وتطرقت الصحيفة إلى الصمت السياسي تجاه القصف التركي على مناطق جنوب كردستان: "هناك صمت سياسي واسع في الإقليم تجاه الحملات التركية اليومية التي تستهدف مواقع في المنطقة وتخلف ضحايا مدنيين. وكل طرف سياسي يسعى لأن ينأى بنفسه عن نيران تلك المسيرات، خاصة سلطات إقليم كردستان التي تجد أن التقارب مع أنقرة أهم بالنسبة إليها من مخاوف سكان الإقليم ولا يهمها إن كان القصف التركي يستهدف فعلاً نشطاء حزب العمال الكردستاني، أم أنه يعتمد أسلوب الأرض المحروقة ويمس بأمن القرى الكردية".

وسلط التقرير الضوء على تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع دولة الاحتلال التركي، وقال: "لسلطات الإقليم علاقات وثيقة اقتصادياً وسياسياً مع أنقرة، وهو ما يفسر صمتها على استهداف الإقليم. والأمر نفسه بالنسبة إلى الحكومة المركزية في بغداد، التي أبرمت اتفاقية أمنية مع أنقرة لا تفتح فقط الأراضي العراقية أمام تدخل القوات التركية، وإنما هي أيضا تلزم بغداد بالتنسيق الأمني وإقامة نقاط أمنية مشتركة لمواجهة نشطاء حزب العمال".

وأشار التقرير إلى اتفاقية تعاون عسكري بين تركيا والعراق، وقال: "وتعمل الحكومة العراقية على تنفيذ الاتفاق الأمني مع تركيا في جانبه المتعلق بمحاصرة الأكراد الداعمين لحزب العمال الكردستاني. لكن هذه الخطوة التي تقابل برضا من أنقرة تزيد المخاوف بين العراقيين الذين يقطنون في المناطق القريبة من الحدود التركية، وتجعلهم مثار استهداف بشبهة الولاء لحزب عجزت أنقرة عن هزمه عسكريا".

ومن جانبه، انتقد رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد الحاج محمود، السبت، بشدة الاتفاق المبرم بين العراق وتركيا بشأن التنسيق العسكري والأمني بين الجانبين، واصفاً إياه بأنه "تم على حساب ضرب الكرد".

وقال إن: "هذا الاتفاق أُبرم على حساب ضرب الكرد، وينبغي للقوى السياسية في إقليم كردستان أن تجتمع مع بعضها البعض بدلاً من دول الجوار. الجميع يستعد لحرب غير مرغوب فيها، والتي على وشك الاندلاع في المنطقة، ولا ينبغي للكرد أن يتورطوا في الحرب التي لا يريدونها".

وأكد حزب العمال الشيوعي الكردستاني أن: "حكومتي الإقليم والعراق تتحملان مسؤولية الهجوم الذي استهدف الصحافيين، داعياً المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى حماية الصحافيين من الجرائم التي ترتكبها الدولة التركية، في ظل استمرار الصمت الحكومي".

(م ح)