أيهما أفضل.. دعشنة الأطفال الأجانب أم إعادة تأهيلهم؟ - كيفارا شيخ نور

أيهما أفضل.. دعشنة الأطفال الأجانب أم إعادة تأهيلهم؟ - كيفارا شيخ نور
22 تموز 2023   22:41

تثبت الأمم المتحدة وممثلوها والمنظمات الدولية التابعة لها مجدداً بأنها غير قادرة على تقييم الملفات والقضايا التي تحمل أهمية وخطورة لكل دول العالم، ومن أبرزها ملف أسر مرتزقة داعش الأجانب الموجودين في شمال وشرق سوريا، حيث إنه وعلى الرغم من تقصير المجتمع الدولي في معالجة هذا الملف، إلا أن إحدى ممثلات الأمم المتحدة نددت بفصل الأطفال عن أمهاتهم، دون مراعاة خطورة ذلك. فما أهداف الإدارة الذاتية من فصلهم عن بعضهم البعض؟

طالما حذرت الإدارة الذاتية والجهات المسؤولة في مخيم الهول وكذلك قوات سوريا الديمقراطية من أن مخيم الهول يمثل بيئة مناسبة لإقامة "خلافة داعش" من جديد، إذ ينشأ هناك جيل جديد له أخطر من داعش الحالي، والذي بات قنبلة موقوتة سيتسبب انفجارها في أضرار كارثية، ليس في مناطق الإدارة الذاتية، بل في كافة أرجاء العالم.

تولّت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي مسؤولياتهما المتعلقة بهزيمة مرتزقة داعش الذين كانوا يشكلون خطراً يهدد العالم أجمع، كما تبذل الإدارة الذاتية في شمال وشرق وسوريا قصارى جهدها، كي لا يعود داعش إلى نشاطه من جديد، ولا تزال تطالب بإعادة الدواعش من النساء والرجال وأطفالهم إلى بلدانهم الأصلية، والذين سيساهمون، في حال رفضت بلدانهم إرجاعهم، في إحياء داعش مرة أخرى بشكل أكثر تطرفاً، إلا أن الكثير من الدول المعنية بذلك تتجاهل هذه المسألة التي ستتحوّل مع مرور الزمن إلى قنبلة موقوتة تتحمّل مسؤوليتها الدول التي رفضت إعادة هؤلاء الدواعش وأسرهم.

وللحؤول دون تفجير تلك القنبلة والتخفيف من مخاطر المخيم، قامت قوات الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية بالعديد من الحملات في مخيم الهول، تم العثور خلالها على العديد من الخنادق ومقرات تدريب لداعش وسجون وأدوات تعذيب وقتل وكمية من الذخيرة، بالإضافة إلى إلقاء القبض على عدد من خلايا داعش النائمة وعدد من المشتبه بهم، كما شهد هذا المخيم العديد من عمليات القتل والتمرد من قبل نساء داعش وعمليات الاعتداء من قبل الأطفال، كما تحدثت تقارير عالمية عديدة أنه جرى رصد ومشاهدة أطفال في مخيم الهول يتدربون على قطع رؤوس القطط والكلاب لتمهيد الطريق أمام تجنيدهم في صفوف مرتزقة داعش.

المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فيونوالا ني أولين، نددت أمس، بفصل المراهقين الذكور عن أمهاتهم في مخيمات احتجاز في شمال شرقي سوريا، متجاهلة التداعيات السلبية والكارثية لوجود هؤلاء الأطفال مع أمهاتهن الداعشيات، حيث ينشأ في مخيم الهول جيل متطرف، تقوم النساء الداعشيات بغرس أيديولوجية داعش في عقول وأذهان هؤلاء الأطفال، حيث اعتبر مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي، في تصريحات سابقة، بأن هؤلاء الأطفال هم الجيل الجديد لداعش، والذين لطالما يرددون كلمات "سنذبحكم"، لكل زائر للمخيم ويرفعون شعارات تمجّد داعش وأيديولوجيته.

وتذرعت الخبيرة الأممية بعدم وجود أي أساس قانوني لفصل هؤلاء الأطفال عن أمهاتهم، متجاهلة دعوات الإدارة الذاتية لإعادة الدواعش وأطفالهم إلى بلدانهم الأصلية، ناهيك عن سعي الإدارة الذاتية إلى إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال في مراكز خاصة، كي لا يتحولوا إلى دواعش في المستقبل.

الأطفال الذين تزعم المقررة الخاصة للأمم المتحدة بأنها تدافع عنهم، تقوم نساء داعش بتلقينهم أيديولوجية داعش المتطرفة، بغية تحويلهم إلى جيلٍ جديدٍ من داعش، حيث شهد المخيم أكثر من جريمة قتل على أيدي هؤلاء الأطفال.

كما تجاهلت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، المادة التاسعة من اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة والتي تنص على أنه "لا يجوز فصل الطفل عن والديه على كره منهما، إلا عندما تقرر السلطات المختصة رهناً بإجراء إعادة نظر قضائية، وفقاً للقوانين والإجراءات المعمول بها، إن هذا الفصل ضروري لصون مصالح الطفل الفضلى".

ومصلحة الطفل الفضلى كما أرتأتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هو فصل هؤلاء الأطفال عن أمهاتهم الداعشيات حفاظاً على طفولتهم ولإبعادهم عن الفكر المتطرف، وكي لا يتحوّلوا إلى دواعش في المستقبل ويشكلوا خطراً أكبر من خطر الخلافة نفسها.

وعملية الفصل هذه تمارسها الكثير من دول العالم، حيث تقوم تلك الدول بفصل الأطفال عن ذويهم، إذا ما لوحظ ثمة مخاطر عليهم نتيجة سوء التربية. وحيث إن أسر الدواعش تقوم بتربية أطفالها على النهج المتطرف وتتم تهيئتهم وتأهيلهم ليكونوا مستقبلاً على خطا ذويهم، فإن العقل والمنطق يقتضي بقطع دابر هذه المخاطر التي تهدد وتنتهك حقوق الطفل الذي يتربّى على الفكر المتطرف ما يجعل منهم في حال بلوغهم وقد تشرّبوا النفسية الإجرامية، خطراً ليس على سوريا وحسب، بل على البشرية جمعاء.