رؤية الإدارة لمساعي التقارب العربي مع حكومة دمشق والتطبيع مع تركيا

تحدث نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، عن رؤية الإدارة لمساعي التقارب العربي مع حكومة دمشق والتطبيع مع تركيا، وأشار إلى أن الإدارة تتواصل مع أطراف فاعلة في الشأن السوري من أجل تفعيل المبادرة الأخيرة التي أطلقتها لتكون بادرة ونواة أساسية لحل الأزمة السورية.

رؤية الإدارة لمساعي التقارب العربي مع حكومة دمشق والتطبيع مع تركيا
السبت 6 مايو, 2023   01:16
الرقة- جمعة محمد

وشرح حمدان العبد، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وجهة نظر الإدارة الذاتية من التطورات المتسارعة في المنطقة، لا سيما التقارب العربي مع حكومة دمشق ومساعي التطبيع مع تركيا.

المسألة داخلية

وقال العبد في تصريح لوكالتنا: "منذ 12 عاماً وبعد تدويل الأزمة السورية إلى خارج إطارها، وهي مسألة داخلية، وجدنا أن غياب الحل السياسي نتيجة وضع أستانا وما قبلها كان جنيف وما بعدها سوتشي، التي حاولت خطف القرار الأممي 2254 وتحويله إلى مسار أستانا، ولكن كلها فشلت في إيجاد الحل السوري على الأرض السورية".

وأضاف: "نبارك أي خطوة تحل الأزمة السورية، ولكن إذا كانت تهدف إلى تطبيق مصالح دون النظر إلى معاناة الشعب السوري فهذه لا ترقى إلى الأزمة والوضع الانساني، فنحن نرى أن الأزمة تحل من الداخل وليس من الخارج ولكن هناك مباركة خارجية إن كان من الجامعة العربية أو الأمم المتحدة وفق القرار 2254، فنحن نؤيد ذلك".

وأكد حمدان العبد أن: "الإدارة الذاتية أطلقت مبادرة قيّمة جداً، وهي مشروع أو خطة عمل لحل الأزمة السورية، فتناولت كل الأطراف وما تعانيه سوريا لأن المسألة داخلية، وهي(الإدارة) تعرف ما الأمور التي تحتاجها سوريا؛ إن كان من عودة النازحين ووحدة الأرض السورية وتقسيم الثروات الباطنية والإفراج عن المعتقلين والحوار السوري على الأرض السورية".

رؤية الإدارة لمساعي التطبيع مع تركيا

وفي سياق حديثه عن مساعي التطبيع مع تركيا، يقول العبد إنه "يجب أن يكون على أسس سليمة وحسن الجوار، نجد أن الدولة التركية تدخلت في شؤون الدولة السورية واحتلت أجزاء من أراضيها، فيجب إخراجها من جميع الأراضي المحتلة وإعادتها إلى سوريا وإخراج كافة المرتزقة والإرهابيين والقضاء على منبع الإرهاب ووقف دعمه، وهناك أضرار مادية ومعنوية لحقت بالسوريين بسبب دعم تركيا للمجموعات المسلحة، على مستوى الأملاك الخاصة والعامة وآلاف المهجرين الذين هجروا من ديارهم من المناطق المحتلة".

وشدد على ضرورة "محاسبة الدولة التركية على جرائمها التي قامت بها نتيجة التغيير الديمغرافي وسلب ممتلكات الشعب وتهجير المواطنين الآمنين وهجماتها المستمرة وقطع مياه الفرات ومحطة علوك، فكل هذه الجرائم تصنف ضمن خانة جرائم الحرب ضد الإنسانية قامت بها الدولة التركية ومرتزقتها في هذه المناطق".

ويرى أن "التطبيع بين تركيا وحكومة دمشق هو لمنفعة تركيا نتيجة الانتخابات المقبلة ويستخدمها حزب العدالة كدعاية لفوز أردوغان في الانتخابات".

مبادرة الإدارة الذاتية داعمة للقرار الأممي 2254

وحول المساعي الدولية لتحريك المياه الراكدة في سوريا، يقول العبد "نبارك أي مبادرة ترضي جميع الأطراف السورية، ألا تكون هناك مصافحة بدال المصالحة التي يجب أن تبنى على أسس سليمة، وأن يتعوض الشعب السوري وإخراج كافة القوات المحتلة من هذه المناطق، وأن تعود سوريا وفق دستور سوري بتعددية ولا مركزية ديمقراطية يتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات، وعدم إقصاء أي قومية أو مكون أو أي دين أو أي حزب سياسي، ولا يمكن أن تحل الأزمة السورية بمصافحة بين رئيسين وإنما من الداخل".

ويؤكد أن "مبادرة الإدارة الذاتية هي داعمة للقرار الأممي 2254، فنحن توجهنا إلى القوى الديمقراطية والحكومة في دمشق والجامعة العربية والأمم المتحدة والقوى الفاعلة في الملف السوري أن تضغط على كافة الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار؛ لأنه لا يمكن إقصاء منطقة دون أخرى، فإذا لم تلتقِ الأطراف فليس هناك حل سوري".

ووجّه حمدان العبد حديثه للجامعة العربية، وقال: "نؤكد على وحدة سوريا ولا يمكن أن يكون هناك حل دون وحدة سوريا ولكن على أساس دستور سوري يلبي حاجات الجميع، فنتمنى أن تكون مبادرة الجامعة العربية تلامس معاناة وآلام الشعب السوري وخلاص سوريا من هذه الأزمة".

ولفت إلى أن مبادرة الإدارة الذاتية "لاقت صدى جيد عند القوى الديمقراطية وعند التحالف الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية، ولكن لا بد أن يكون هناك أبواق معارضة تهدف لمصالحها، لكن من يريد الحل سيبارك هذه المبادرة ومن يريد إطالة أمد الأزمة سيعارضها".

تواصل مع الأطراف الفاعلة لتفعيل المبادرة

أكد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أن "الادارة الذاتية تعمل جاهدة على شرح هذه المبادرة للأطراف الديمقراطية والوطنية التي تؤمن بالحل السوري وكذلك الجامعة العربية والتحالف الدولي والأمم المتحدة وكل الاطراف الفاعلة في الشأن السوري، ونحن نتواصل دائماً من أجل تفعيل هذه المبادرة لأن تكون بادرة ونواة أساسية لحل الأزمة السورية".

وأضاف: "نتوجه إلى القوى التي تعارض هذه المبادرة، فإذا كانت لديهم مبادرة أفضل فليتقدموا بها ونحن سنناقشها على طاولة الحوار، فنحن نعتمد على لغة الحوار واللغة الوطنية بعيداً عن التجاذبات السياسية والمناطقية والقومية، ونؤمن بالحل السوري - السوري على الأرض السورية وفق ما تتفق عليه جميع الأطراف السورية دون إقصاء أحد".

وأكد العبد على ضرورة "وضع خريطة طريق صحيحة تلامس هموم الشعب السوري وأن تكون جميع الأطراف متفقة عليها لحل الأزمة السورية".

ولم يتغاضَ العبد عن الواقع الحالي لسوريا المقسمة إلى 3 مناطق، وشدد على ضرورة أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل دون تحقيق وحدة سوريا. فإذا عادت سوريا بالوضع الحالي إلى الجامعة العربية فهي لا تمثل كافة المناطق السورية، ويجب أن يكون هناك حل متكامل من أجل الوصول إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية والمجتمع الدولي".

(د)

ANHA