ماذا حدث في 4 آب 2014...وحدات حماية الشعب تصل شنكال
"وحدات حماية الشعب وقوات الكريلا، منعوا تعرض المجتمع الإيزيدي لمجازر أكبر، وتمكنوا من تخليص مئات الآلاف من الإيزيديين من الموت"، في ذكرى الفرمان 73، يسرد قيادي في YPG ومسؤول المركز الإعلامي لها، كيف تمكنوا من إيصال الإيزيديين الناجين لبر الأمان وحرروا شنكال من مرتزقة داعش.

في صبيحة يوم 4 آب 2014، تمكنت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة من روج آفا، من الوصول لجبل شنكال، بعد ليلة كاملة من التحضير لمقاومة وقتال ضاري مع مرتزقة داعش الذين ارتكبوا المجازر بحق الإيزيديين في شنكال.
يقول القيادي في وحدات حماية الشعب، زاغروس جودي أن الخطر على شنكال، بات واضحاً بعد سقوط مدينة الموصل بيد داعش، ولأكثر من مرة حاولت قواتهم أن تحمي شنكال وتحذر من خطورة الوضع، لكن قوات التابعة للديمقراطي الكردستاني لم تفتح لهم المجال لذلك، وكانت هي المسؤولة عن حماية المنطقة ضد أي هجوم.
جودي، أشار بأنهم توجهوا لشنكال بعد 3 آب، وقطعوا الحدود لتخليص أهالي شنكال من المجازر، وتمكنوا من فتح ممر أمن نحو روج آفا، وقال "لكن للأسف آلاف آخرين قتلوا واختطفوا على يد داعش ولم نستطع أن نمنع ذلك قبل حدوثه".
بعد وصولنا لشنكال... قوات الكريلا فقط كانت في شنكال
زاغروس أكد أنهم وصلوا لشنكال بعد معارك عنيفة مع مرتزقة داعش التي كانت تحاول الوصول للعالقين في جبل شنكال، وهناك لم تكن هناك إلا مجموعات من قوات الكريلا التي وصلت من جبال كردستان في وقت قصير.
وقال ونظراً لخطورة الوضع ولضرورة الوصول بسرعة إلى شنكال، قدمنا تضحيات كبيرة في سبيل ذلك.
وفي شنكال أنشئت جبهة مشتركة للقتال بالتنسيق مع الكريلا، وبعد تخليص الأهالي، وضعت الخطط لكيفية تحرير المناطق التي سيطرت عليها داعش، وبعدها تشكلت وحدات مقاومة شنكال للقيام بمسؤولياتها تجاه شنكال.
من لم يحمي شنكال في 2014 لن يستطيع حمايتهم الآن أيضاً
زاغروس جودي أضاف إنه وفور شن داعش لهجومها على شنكال قوات الديمقراطي الكردستاني تركت شنكال كذلك الجيش العراقي لم يقم بواجبه، والآن يريدون أن يعودوا مرة أخرى إلى شنكال، لكن برأيي الوضع الآن مختلف، هناك شبان من شنكال يقومون بحماية أنفسهم ضمن قوة عسكرية منظمة.
وتابع من لم يحمي شنكال في 2014 لن يستطيع حمايته الآن أيضاً.
شعب شنكال معروف بصموده ومقاومته لكن ما حدث أجبرهم على التراجع....
القيادي في وحدات حماية الشعب، قال على مر التاريخ عرف المجتمع الإيزيدي بصموده أمام الفرمانات الكثيرة التي تعرضوا لها، لكن ما حدث في الفرمان الأخير أجبرهم على التراجع واللجوء إلى قمة الجبل.
وكل ذلك حصل لأن السلاح الذي كان في أيديهم لا يستطيع مجابهة السلاح والآليات التي استخدمها داعش، وكافة السلاح الثقيل قد أخذه عناصر البيشمركة معهم.
وحشية داعش والمأساة لا يمكن نسيانها
مسؤول المركز الإعلامي لدى وحدات حماية الشعب سيامند علي، أيضاً كان من الذين توجهوا لشنكال مع بداية الفرمان وهجمات داعش.
علي أشار إلى وحشية داعش وإلى المآسي التي خلفها بين أهالي شنكال، وتابع قائلاً: عندما وصلنا إلى بداية الجبل شنكال وفي الطريق الأطفال النساء الشيوخ كلهم كانوا في حالة يرثى لها، الماء مفقود والعطش يهدد حياتهم، عشرات المصابين كانوا في انتظار العلاج.
العديد من الأشخاص لم يتحملوا ما حل بهم وانتحروا في قمة الجبل وألقوا بأنفسهم من أماكن عالية، الوحشية وتلك المناظر المؤلمة لا تفارق مخيلة أي شخص شاهدها .
القيادة العامة للـYPG أعطت تعليماتها بضرورة الوصول لشنكال
وعن بداية توجههم إلى شنكال وقرار المقاومة في وجه داعش وحماية الشنكاليين، قال علي: مع انتشار الأخبار حول ما يحدث في شنكال، أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب تعليماتها، بأن تتوجه كافة المجموعات القريبة من شنكال أي من ديرك وصولاً لجل آغا نحو الجبل، ويعملوا على فتح ممر إنساني بين شنكال وروج آفا.
علي أشار إنهم في ذاك الوقت كانوا يخوضون بمنطقة تل كوجر مقاومة ضد مرتزقة داعش، وفي الصباح الباكر في يوم 4 آب دخل مقاتلونا إلى أراضي باشور كردستان، وفتح ممر بطول ما يقارب 30-40 كم ، وفي قرية كنهو القريبة من جزعة كانت نقطة استقبال الناجين في أراضي روج آفا.
سيامند علي قال في جبل شنكال استطاعت مجموعات صغيرة من مقاتلينا وبالتنسيق مع قوات الدفاع الشعبي إنشاء حلقة دفاعية حول الناجين، وصدت كافة هجمات داعش التي حاولت الوصول لجبل شنكال، وبذلك وبتلك البطولة والروح الفدائية انقذ ما يقار الـ150 ألف شخص من الموت.
أهالي روج آفا أعلنوا النفير العام
المسؤول الإعلامي لدى وحدات حماية الشعب، قال أهالي روج آفا ورغم تعرض مناطهم لهجمات كبيرة من قبل مرتزقة داعش، أصروا على مساندة قواتهم التي كانت تقوم بواجبها التاريخي تجاه أهالي شنكال، وقدموا كافة أنواع المساعدات لأهالي شنكال.
وأكد أن الآلاف من السيارات المدنية توجهت نحو بداية الممر الإنساني في روج آفا لاستقبال الناجين.
YPG قاتلت إلى جانب وحدات مقاومة شنكال وتركت مهام الحماية لهم
سيامند علي قال في 4 آب وفي شنكال حاربت وحدات مقاومة شنكال ووحدات الحماية إلى جانب بعضها، واستمرت المعارك في شنكال ما يقارب السنة والنصف، كافة القوى التي عملت على حماية شنكال، كانت تبدي مقاومة بطولية.
واستمر ذلك حتى تاريخ 13 تشرين الثاني 2015، يوم إعلان تحرير مدينة شنكال بالكامل من مرتزقة داعش، حينها أعلنت وحدات حماية الشعب إنها نفذت مهمتها وواجبها التاريخي في شنكال على أكمل وجه وأن وحدات مقاومة شنكال أصبحت مستعدة بأن تقوم بسؤولية حماية شنكال وأهلها في وجه كافة الهجمات.
(سـ)
ANHA
<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/exNrim3tZBg" title="YouTube video player" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>