الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب

يوماً بعد يوم تفتح الأوراق والسجلات ويكشف النقاب عن ممارسات تركيا في سوريا، وآخرها الكشف عن سرقة الآلاف من المصانع والمعامل والمنشآت الحيوية لمدينة حلب التي تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، ونقلها عبر مرتزقة مأجورين إلى الأراضي التركية بإشراف مباشر من مقربين من أردوغان شخصياً.

الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب
الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب
الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب
الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب
الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب
الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب
الكشف عن تورط مسؤولين ومقربين من "أردوغان" في سرقة معامل ومصانع حلب
الإثنين 28 حزيران, 2021   20:33
الشهباء ـ فراس إبراهيم

تعد مدينة حلب من أكبر المحافظات السورية من حيث عدد السكان، كما أنها تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا وهي من أكبر المدن في بلاد الشام، وأهم مركز صناعي في سوريا والشرق الأوسط، إضافة إلى أهميتها التجارية والزراعية، وهي معروفة منذ القدم بصناعاتها التقليدية كالنسيج وحلج القطن والصابون والمواد الغذائية.

وبحسب المصادر الاقتصادية، إن عدد المنشآت العاملة في مدينة حلب قبل الأزمة السورية كان 65 ألفاً، حيث كانت توفر فرص عمل لنحو مليون مواطن، وقد وصل عدد المنشآت في المدينة بعد طرد المجموعات المرتزقة منها إلى نحو 6000 معمل.

ومع إطلاق الشرارة الأولى في مدينة حلب أوائل عام 2012، بعد اندلاعها في مدينة درعا في 2011، توجهت سياسات الجارة تركيا صديقة الأمس للحكومة السورية وتحولت إلى عدو لدود.

وكانت عين تركيا دائماً على مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا وأشهر المدن في الشرق الأوسط، وفي أكثر من مناسبة أظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاباته نيته الصريحة في احتلال مدينة حلب وحتى الموصل العراقية.

واستغلت دولة الاحتلال التركي الفوضى العارمة في سوريا، من خلال دعم المجموعات المرتزقة الجهادية السورية والأجنبية، بهدف تدمير البنية التحتية لسوريا وبالأخص في حلب.

مدينة الشيخ نجار (المنطقة الصناعية) في حلب

تقع مدينة الشيخ نجار والمعروفة بالمنطقة الصناعية، في الجزء الشمالي الشرقي لحلب، وبسبب كثرة معامل الصناعة التقليدية إضافة إلى الصناعات الغذائية والأدوية وغيرها من الصناعات الأخرى، جعل من المنطقة أهم المدن في الشرق الأوسط، حيث كانت تضم أكثر من 1500 منشأة، قبل الأزمة السورية، وكانت توفر أكثر من 45 ألف فرصة عمل لأهالي مدينة حلب ومختلف المناطق السورية.

وتزيد مساحة المنطقة الصناعية عن 5 آلاف هكتار، وتضم كل البنية التحتية اللازمة للصناعة، بما فيها البنوك ومساكن الموظفين. وسيطرت المجموعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي، على المدينة عام 2012 بعد معارك طاحنة مع قوات الحكومة السورية، وبحسب الإحصائيات إن المجموعات المرتزقة دمرت 90 بالمئة من المصانع خلال سيطرتها عليها.

لص حلب!

وتعرضت مدينة الشيخ نجار لدمار كبير وتحولت معظم أبنيتها ومصانعها إلى ركام، بالإضافة إلى تعرض منشآتها للسرقة والنهب من قبل دولة الاحتلال التركي.

وتشير المصادر الاقتصادية، إلى أن آلاف المصانع في مدينة حلب، منها 1000 معمل في الشيخ نجار، تم تحويلها عبر السوق السوداء إلى تركيا وعدد كبير من هذه المصانع تم تفكيكها بشكل بدائي واعتباطي وبيعها في الأسواق التركية.

آلاف المعامل الكبيرة والمتوسطة نهبت وسرقت مخزوناتها من السلع المصنعة والمواد الأولية، فيما الآلات وجدت طريقها مفتوحاً إلى الأراضي التركية، والجزء الثاني تم قصها بالمناشر الفولاذية لتصبح خردة حديد للبيع ومن ثم صهرها في معامل الحديد التركية.

ودخلت هذه المصانع المسروقة عبر شركات تركية، تابعة لحكومة العدالة والتنمية إلى الأراضي التركية، وتم بيعها لتجار أتراك تحت إشراف الاستخبارات التركية (MIT)  في مدينة غازي عنتاب التركية، المحاذية لمحافظة حلب، فيما خسرت الأخيرة بنيتها التحتية الصناعية بشكل شبه تام، وما تبقى من عمران ظاهر في المدينة معظمه سكني.

إثارة القضية في الأمم المتحدة

وجه رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس الشهابي، كتاباً إلى وزارة الخارجية السورية لمطالبتها بإثارة قضية سرقة المعامل الحلبية في أروقة الأمم المتحدة، مؤكداً وقوع عمليات سرقة بشكل يومي للمعامل السورية وأن الناس في حلب تصف الرئيس التركي أردوغان بأنه لص حلب.

وأرسلت الحكومة السورية رسالتين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، اعتبرت فيها تصرفات الاحتلال التركي من أعمال القرصنة والجرائم العابرة للحدود، بأنها تستوجب رد فعل دولي، كما طالبت الحكومة السورية إلزام إعادة المعامل إلى أصحابها ودفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم.

ووافقت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ على الشكوى المقدمة ضد الرئيس التركي في 22 نيسان لعام 2014 بتهم من بينها التورط في تيسير سرقة معامل حلب والضلوع في تدمير البنية التحتية للاقتصاد السوري.

المحكمة الأوروبية التي استقبلت الوثائق اللازمة من تسجيلات صوتية ومرئية، إضافة إلى وثائق أعطيت رقم القبول 13/61869، تنسق مع منظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب، والتي مقرها برشلونة، ووفق مذكرة وزارة الصناعة السورية، تقدر قيمة إجمالي المبالغ المفقودة بـ 196 مليار ليرة سورية.

وفي تصريح لأحد رجال الأعمال في حلب، عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد بأن رجل أعمال تركي اتصل به وقال: "أتريد أن تشتري معملك في الشيخ نجار أو تشتريه في مدينة غازي عنتاب التركية، لديك 15 يوماً لتفكر لأن عملية تفكيك المعمل تستغرق 15 يوماً".

صحفي تركي يكشف تورط مقربين من أردوغان في سرقة معامل حلب وزيت الزيتون العفريني

ونشرت صحيفة "النهار العربي" تقريراً كشفت فيه تورط  بعض المسؤولين الأتراك في سرقة مدن حلب الصناعية في سوريا.

وجاء التقرير بعنوان "قنبلة جديدة بوجه أردوغان: زوج صحفية تركية مشهورة مسؤول عن سرقة مدن حلب الصناعية".

وكان قد تحدث الصحفي التركي سردار أكينان المغضوب عليه من قبل سلطات الحكومة التركية، يوم الأحد في الـ 20 من الشهر الجاري، في برنامج صباحي على شاشة قناة "KRT" المعارضة عن قيام شخصيات محسوبة مقربة من سلطات الاحتلال التركي، بأعمال نهب وسرقة منظمة للنفط والمدن الصناعية والمنتجات الزراعية السورية ونقلها إلى تركيا.

وكشف كينان عن قيام زوج الصحفية التي تعمل في وسيلة الإعلام التركية، المقربة من سلطات الحكومة التركية، إضافة إلى احتكار شقيق وزير تركي عمليات سرقة الزيت وأشجار الزيتون من عفرين، ونقلها إلى الأراضي التركية.

وبينت "النهار العربي" أن سرقة مدينة الشيخ نجار الصناعية في حلب والمعامل الأخرى والبنى التحتية في شمال سوريا، تمت بإشراف شركة "أوزفادار" التركية، والتي يملكها ويرأسها رجل الأعمال التركي المقرب من الرئيس التركي أردوغان، "مراد أوزفادار".

وأكد أكينان قيام شركة مملوكة لشقيق أحد الوزراء الأتراك بسرقة زيت الزيتون من عفرين ومحيطها، ونقله إلى تركيا، إضافة إلى نقل أعداد كبيرة من أشجار الزيتون المعمرة.

حلب لم تدمر فقط، بل سرقت أيضاً!

وبعد مرور يوم على الحقائق التي قام أكينان بكشفها، نشر الصحفي التركي (موسى أوزأرغورل) مقالاً في موقع "غازيتي دولافار" الإخباري، بعنوان من سرق معامل حلب؟، أكد فيه أن "الضرر في الحروب مسألة طبيعية، ولكن ما حدث في حلب كان نهباً بالمطلق"، كما قال إن حلب لم تدمر فقط، بل سرقت أيضاً.

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/06/28/191129_mahr-hwryk.jpg

وفي هذا السياق تحدث الإداري في غرف اتحادات التجارة والصناعة التابعة لمؤسسة المجتمع المدني في حلب ماهر هوريك، وقال إن أجهزة الاستخبارات التركية، استغلت أحداث الفوضى العارمة في المنطقة في شهر آب/ أغسطس عام 2012 وذلك عبر دعم جماعة إرهابية مرتبطة بشكل مباشر بالاستخبارات التركية (MIT).

وأكد هوريك أن المنطقة الحرة ومنطقة الشيخ نجار كانت في حال أصبحت فيه منطقة استراتيجية على صعيد الشرق الأوسط من حيث المصانع التي تتواجد فيها من معامل النسيج والسجاد ومعامل صناعة الإلكترونيات، مشيراً إلى أن جميع تلك البضائع كان يتم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم ودول الشرق الأوسط منها إيران وتركيا ودول الخليج.

وأضاف هوريك إن جميع تلك المعامل والبضائع المخزنة تمت سرقتها من قبل مرتزقة مرتبطين بشكل مباشر بالاستخبارات التركية، منهم "مرتزقة السلطان محمد الفاتح والسلطان مراد وأحرار الشام" ومجموعات عديدة من الفصائل المرتزقة.

وعن المراحل التي مرت بها سرقة المصانع والمنشآت الحيوية لمدينة حلب من قبل المرتزقة، قال روان إن المرحلة الأولى كانت في شهر رمضان عام 2012 عند قيام مرتزقة الاحتلال التركي بدخول منطقة صناعة منطقة الشقيف وبستان الباشا والمنطقة الحرة، وآخرها منطقة الشيخ النجار والتي تضم آلاف المعامل الكبرى.

وأوضح هوريك أن مرتزقة الاحتلال التركي سرقوا جميع المعامل والمحتويات التي بداخلها، ونقلوها إلى الأراضي التركية، يذكر أن الشقيف وبستان الباشا كانا يضمان الآلاف من قطع غيار السيارات الأوربية المستوردة، بالإضافة إلى الأجهزة الإلكترونية.

تركيا سرقت مصانع حلب والعاملين فيها أيضاً!

ولفت هوريك إلى أن دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها لم يكتفوا بسرقة المصانع والمحتويات في مدينة حلب، بل وسرقوا العاملين فيها وأخذوهم إلى المدن التركية وبالأخص غازي عنتاب، حيث تم استغلال العمال من مدينة حلب، وتشغيلهم ضمن المصانع التي كانوا يعملون فيها سابقاً في حلب.

واختتم الإداري في غرف اتحادات التجارة والصناعة التابعة لمؤسسة المجتمع المدني في حلب ماهر هوريك، بأن الاحتلال التركي ومرتزقته، استهدفوا المناطق الكردية الصناعية في حلب، حتى أنهم تدخلوا بشكل مباشر في مقاطعة عفرين واحتلالها، وسرقة وتدمير المنشآت الحيوية للمنطقة ناهيك عن الزيتون والمعامل والمصانع.

(ل)

ANHA