ثلاثة أشقاء.. يكملون الدرب الذي سلكوه لتحرير عفرين
قاوم ثلاثة أشقاء في مقاومة العصر حتى النهاية، حيث سطروا مع المقاتلين والمقاتلات ملاحم بطولية، إذ قالوا "كنا نقاتل الطيران بسلاحنا الخفيف"، والآن يؤكدون أنهم بروح المقاومة سيعودون لتحرير عفرين.
شرفين مصطفى - تولين حسن/عفرين
كان عام 2011 بداية انخراط محمد رسولو وميرفان رسولو في الحراك الثوري بروج آفا، وكانت أولى محطاتهم وحدات الحماية الذاتية للشعب، لتلحقهم فيما بعد شقيقتهم التي تصغرهم فاطمة رسولو. الأشقاء الثلاث يكملون الدرب الذي سلكوه حتى الآن.
الأخوة محمد رسولو "آرارات أكري" وميرفان رسولو "بوطان جيا" وفاطمة رسولو "روناهي بوطان" من مواليد قرية كفردل بناحية جندريسه بمقاطعة عفرين، ولدوا وترعرعوا بين عائلة وطنية وثورية ذات نضال حافل لأجل القضية الكردية.
قصة الأشقاء الثلاث، هي قصة من بين آلاف القصص والملاحم التي حصلت في عفرين منذ انطلاق ثورة روج آفا وقبلها أيضاً.
آرارات وبوطان المقاتلين في وحدات حماية الشعب حالياً، كانا من المنضمين الأوائل إلى وحدات الحماية الذاتية للشعبYXG في عام 2011 ببداية الحراك الثوري في روج آفا.
بعد تشكيل وحدات حماية الشعب في عام 2012، شارك الأخوان في جبهات القتال في حلب وعفرين في جبهات قرية ديوا في منطقة جندريسة، وقسطل جندو في ناحية شرا بعام 2013، وذلك للتصدي لهجمات مرتزقة داعش ومرتزقة جيش الاحتلال التركي.
حينها كانت أختهم روناهي والتي تصغرهم بأعوام في عمر لم يسمح لها أن تكون مقاتلة، لكن كانت فتاة مصرة على المشاركة في القتال إلى جانب شقيقيها، وتنتظر إتمامها الـ 18 للانخراط في صفوف القوات.
روناهي تأثرت بالشهيد جكدار الذي استشهد على يد بعض الخونة في المجلس الوطني الكردي ENKSفي عفرين بعام 2012، وبعدها الشهيدة روناهي التي استشهدت في جبهة جندريسه في عام 2013، حيث اختارت اسم روناهي كاسم حركي تيمناً بها.
روناهي انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة في عام 2015، بعد أن أتمت السن القانوني للانضمام.
مشاركة الأخوة الثلاث في مقاومة العصر..
المقاتل آرارات والذي يكبر الاثنين، كان يجابه في ناحية موباتا وقاوم إلى جانب رفاقه في قرى بعدينا وكاخرة وشيتكا، في وجه الطيران الحربي لجيش الاحتلال التركي، حيث كان من المشاركين في معارك تحرير قرية بعدينا القرية التي تعرضت لدمار شامل نتيجة قصف الطيران، لمرتين.
والأخ الآخر بوطان كان يرابط في ناحية شرا، حيث أصيب هناك، جراء قصف طيران الاحتلال التركي بالقرب من نقطة تواجده، تلقى بوطان العلاج في مشفى آفرين حينها، ولكنه لم يترك رفاقه فعاد ليكون بالقرب من رفاقه في الجبهات.
أما روناهي فقد كانت في ناحية جندريسه، مرافقةً لإحدى القيادات لوحدات حماية المرأة، حيث كان لروناهي دور كبير في إنقاذ رفيقاتها المقاتلات، وإنقاذ الجرحى، لم تتوانى روناهي في العمل في الجبهات.
خلال مقاومة العصر كان الأشقاء على تواصل دائم، حيث يمدون بعضهم بالمعنويات، كان القياديون في وحدات حماية الشعب والمرأة يطلبون منهم أن يعود أحدهم إلى المنزل، إلا أنهم كانوا يرفضون ذلك. كان الأشقاء يحفزون بعضهم على الاستمرار في المقاومة.
لعلَ الوالدين إبراهيم رسولو هيفين رسولو واللذان لم يبقى عندهما في المنزل سوى ابنتهم الصغرى التي تبلغ 14 عاماً فقط، كانا يمدان أبنائهم بالمعنويات والقوة، حيث يقولون إنهم فخرٌ لهم.
والدتهم هيفين رسولو عبرت عن مدى فخرها واعتزازها بما يقدمه أبنائها من أجل وطنهم، مؤكدةً أن لها أمل كبير في العودة إلى عفرين بسواعد أبنائها ورفاقهم المقاتلين.
شعارهم المشترك: نحن لها فداء
قاوم الأخوة الثلاث بوجه الأسلحة المتطورة والثقيلة والطيران الحربي لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وفقدوا رفاقاً لهم في الجبهات، والذين أصبحوا لهم مصدر العزم والإرادة في النضال بوجه جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
الأخوة الثلاث في حديثهم لوكالتنا ANHA أكدوا بأنهم كانوا يقاتلون الطيران الحربي بأسلحتهم الخفيفة، وإن الطيران لم يترك مكاناً أو منزلاً إلا وقصفه ودمره وخلف شهداء وضحايا في صفوف المدنيين أيضاً.
الأخوة الثلاث الآن يستمرون في مقاومتهم، وقال الأخوة بأنهم سيشاركون في حملة تحرير مدينتهم عفرين من جيش الاحتلال التركي.
(ن ح)
ANHA