تركيا المستفيد الأكبر من أحداث الباب... وديمغرافية عفرين تتغير بصمت -2-
احتلال، اشتباكات، انتهاكات، سياسيات خبيثة، جميعها مفردات هي لسان حال الأهالي في مناطق الشهباء المحتلة وخاصة في مدينة الباب وقراها التابعة له، فالاشتباكات الفصائلية مستمرة في ظل صمت تركي يُترجم على الأرض بوجود بعض الأعمال الأخرى وأهمها ألا وهي تغيير ديمغرافية عفرين.

روج موسى/ مركز الأخبار
وفي الجزء الثاني من ملفنا نتناول أحد المخططات التركية السرية في المنطقة وكيف تقوم تركيا بتسيير سياستها في المنطقة بشكل خبيث بين الأهالي وفوائد هذه الاشتباكات الفصائلية الكبيرة على تركيا بجيشها وحكومتها.
تركيا ستصفي أحرار الشرقية
هذا وأكد أحد المصادر الموثوقة – فضل عدم الكشف عن اسمه للضرورة الأمنية - من داخل بلدة الراعي (جوبان باي) الواقعة على الحدود السورية والتي تعتبر المعقل الرئيسي للفصائل التركمانية مثل فرقة الحمزة ولواء السلطان مراد بأن الجيش التركي قد أعلم الفصائل التركمانية – المقربة منه – بأنهم سيقومون بتصفية أحرار الشرقية بشكل كامل من المنطقة عقب تخريج دفعات من الشرطة الحرة في عفرين، والتي كانت تركيا تستخدمهم سابقاً كورقة ضغط على الأطراف المعنية بالشأن السوري في محاولة لدخولها إلى الرقة والطبقة ودير الزور كون أغلب مقاتلي اللواء من تلك المناطق، ولكن بعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية لمحافظة الرقة واستئناف عملية عاصفة الجزيرة في دير الزور انكسرت جميع آمال الأتراك باحتلال تلك المناطق، وذلك بعدما قامت تركيا باستخدامهم في عملية غصن الزيتون لاحتلال عفرين وزجهم في الخطوط الأولى أيضاً.
وعن آلية التصفية أكد المصدر بأنه سيتم عبر تفكيك التجمع شيئاً فشيئاً عدا التسوية العسكرية وقد يكون هناك فصائل عربية سنية أخرى مشاركة في تصفية الشرقية المنبوذة شعبياً مثل باقي الفصائل، فتصفية بعض الفصائل سيكون من مصلحة الروسي أيضاً مثلما هي في مصلحة التركي.
أسبوع ساخن بين الحمزة والشرقية وآل واكي في الباب
وشهد الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين أحرار الشرقية وفرقة الحمزة على أحد الحواجز بالقرب من مدينة الباب نتيجة خلافاتهم العديدة، الأمر الذي تطور لاستخدام الأسلحة الثقيلة وبالإضافة لاستهداف عائلة آل واكي عنصرين من تجمع أحرار الشرقية، الأمر الذي أدى إلى بدء الاشتباكات العنيفة داخل مركز مدينة الباب وإيقاف الحياة المدنية نتيجة استهداف أحرار الشرقية حارتي آل واكي والراعي بالمدينة بالأسلحة الثقيلة بالإضافة لاستهدافها بالقذائف وفق ما أفاده مصدر محلي بالباب.
عدد الجرحى والقتلى مازال في ازدياد نتيجة استمرار الاشتباكات العنيفة في المدينة بين الطرفين، وخاصة بأنه لازال هناك سخط شعبي كبير تجاه قضية اقتحام أحد قياديين الحمزة مشفى الحكمة بالمدينة الذي كان أحد جرحى الشرقية من اشتباك الحاجز مع الحمزة والتهجم على كادرها الطبي بالأسلحة والأقاويل السيئة، والذي أدى لقيام مظاهرات واعتقال أبو اليابا و هو القيادي الذي اقتحم المشفى وإذلاله أمام أهالي الباب جميعهم كعقوبة.
الجيش التركي استهدف المدنيين والألاعيب الإعلامية
ففي هذه النقطة تم التلاعب كثيراً على الصعيد الإعلامي، فإصدار الحمزة بياناً وتبرئة نفسهم من أبو اليابا ومجموعته وفصلهم بالإضافة لقيامهم بإذلاله أمام الشعب كله لأنه ارتكب خطيئة، أمراً بحاجة للإمعان، فأبو اليابا كان قد سرق العشرات من السيارات من عفرين بالإضافة لقيامه بخطف العشرات من المدنيين أثناء عملية درع الفرات ومطالبتهم بفديات مالية كبيرة، ولكن لم يتم محاسبته، ولكن في ظل حساسية الوقت وارتباطه بالتجهيزات التركية لتصفية أحرار الشرقية تم محاسبته بهذا الشكل لكي تظهر فرقة الحمزة بحلة جيدة أمام الشعب لكي تستقطب الأهالي في حاول ظهور تطورات جديدة على الساحة في المستقبل القريب.
التظاهرات الشعبية في المدينة المنددة بتصرفات أبو اليابا جوبهت بالرصاص الحي من قبل الجيش التركي الذي استهدف المتظاهرين مباشرةً المنظر الذي أعاد للأذهان منظر كيف قمع النظام السوري المظاهرات السلمية في بداية الثورة السورية آذار 2011.
أفق لظهور هيئة تحرير الشام مجدداً بحلب وتركيا تتلاعب بالشعب
وكعقوبة للأهالي لوقوفهم أمام الجيش التركي في التظاهرة وندائهم بأن الأرض لهم وكسياسية خبيثة أيضاً من قبل الاستخبارات التركية، لم تتدخل الأخيرة في الاشتباكات التي حدثت بين آل واكي وأحرار الشرقية رغم ضراستها وتدميرها لعدة مباني واستخدام الأسلحة الثقيلة التي أغلبها تركية الصنع، ومقتل العديد من المدنيين وجرح العشرات وكأنها تشير إلى مدى فائدة استمرار المعركة بين الطرفين فيما يخدم سياستها القاضية باقتطاع الأراضي السورية مثل الباب وإعزاز ومارع وجرابلس وعفرين مثلما فعلت بلواء اسكندرون القرن الماضي، أي لإكراه الشعب بالمرتزقة بشكل أكبر مما هو عليه لكي يتدخل ويظهر نفسه كالمنقذ ويقترب من الشعب على أمل أن يقوم باختياره في حال القيام باستفتاء شعبي لاقتطاع الأراضي السورية.
فهذا النوع من الاشتباكات قد يؤدي إلى ظهور هيئة تحرير الشام بشكل رسمي في ريف حلب الشمالي وخاصة بأنه لديهم علاقات متينة مع أحرار الشرقية بحجج المساندة والمؤازرة الأمر الذي سيعزز حجج الروس والإيرانيين بمهاجمة مناطق ريف حلب الشمالي لوجود تحرير الشام فيها بشكل علني، بالإضافة لاستخدام تحرير الشام كورقة ضغط من قبل الأتراك على الروس والإيرانيين وقطع طرق وإمدادهم لدير الزور وتجارتهم التي يقومون بتعزيزها جنوبي الباب في الخط الواصل من ريف الطبقة الغربي والرصافة لجنوبي تادف فحلب.
هذا وظهر خلال الأيام الماضية فيديو مصور لمجموعة ملثمين مسلحين يقرؤون بياناً يقولون فيه بأنهم مجموعة تابعة للـ"معارضة" وسيقومون باغتيال قادات الفصائل في حال لم يصلحوا أنفسهم، وتعتبر هذه إحدى الخطوات البالية من الحكومة التركية ومرتزقتها في امتصاص الغضب الشعبي في مدينة الباب وقراها التابعة لها.
تركيا المستفيد الأكبر وتغيير ديمغرافية عفرين بصمت
وتعتبر تركيا المستفيد الأكبر من الأحداث الأخيرة في الباب والمنطقة عامةً نتيجة لسياستها الخبيثة وخاصة على الجانب الإقليمي فيما يخص بعلاقاته مع دول الجيران وقوى المعارضة الداخلية مع قرب الانتخابات المبكرة في الرابع وعشرين من حزيران القادم حيث تتمثل استفادة تركيا المفتعلة الحدث في الباب بعدة جوانب وهي:
1- تصفية فصيل تجمع أحرار الشرقية بالكامل على يد مرتزقة أخرى، أي بمعنى آخر لا خسائر مادية ولوجستية من قبل الجيش التركي، وعلى العكس تماماً ستستطيع التخلص من أقوى الفصائل العربية السنية المواجهة لفصائلها التركمانية في المنطقة.
2- التغطية على عمليات التغيير الديمغرافي عفرين بشكل إعلامي، وتوجيه أنظار جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى الاحتقان الشعبي في الباب واشتباكات الفصائل بغية ممارسة انتهاكاتها بحرية من قتل وخطف وتوطين للمرتزقة وعوائلهم في عفرين، حيث ستتوجه في هذه الأيام قافلة أهالي ريف حمص الشمالي من الرستن والمناطق المجاورة إلى عفرين أيضاً.
3- خلق وضع غير آمن ومتوتر دائم في ريف حلب الشمالي كما فعلت في إدلب عبر عمليات الاغتيالات المتواصلة بين النصرة والزنكي وغيرها من الفصائل وعمليات الخطف الدائمة، الذي نتج عنها حركة نزوح باتجاه تركيا الأمر الذي بات جلياً عبر ازدياد عدة حالات القتل على الحدود التركية السورية وخاصة عن قرية خربة الجوز التي يكثر فيها تهريب البشر، فتؤدي هذه الحالة لتوجه الجميع إلى عفرين لاستيطانه وإقامة التغيير الديمغرافي بشكل ذاتي حتى، وخير دليل هو وجود عشرات من الحافلات في منطقة شيبران بالقرب من الباب من سكان جنوب دمشق عالقين لا يستطيعون الدخول إلى أراضي ريف حلب الشمالي نتيجة الاشتباكات الدائرة.
4- يخلق هكذا من الاشتباكات تخريب ودماراً كبيراً سوءاً في النفوس أو البنى التحتية، الأمر الذي ينفر منه الأهالي الذي يبحثون عن الأمن والأمان في المنطقة، فمع كثرة أيام الاشتباكات يزداد الحقد الشعبي تجاه الفصائل ومع تدخل التركي وإظهار نفسه كشكل البطل يعمل بذلك على جذب الشعب لصفه لضمان صوته في حالة إقامة استفتاء شعبي لاقتطاع الأراضي السورية في المستقبل.
أسماء عدد من الفصائل التي قد تتعرض لعمليات تصفية بشكل متواصل عبر دفع الكتائب والألوية للاشتباك بشكل مستمر في إدلب وعفرين وريف حلب الشمالي:
أحرار الشرقية – صقور الجبال – أحرار الغاب – ثوار الغوطة – لواء أحرار سوريا – لواء شهداء بدر – الجيش الوطني – ألوية صقور الشام – جيش المهاجرين – جيش الإسلام – جيش المجاهدين – كتائب أبو عمارة – تجمع فاستقم كما أمرت – الفرقة 16 – جيش السنة – الكتيبة 11.
أسماء عدد من الفصائل التي قد تتعرض لعمليات إضعاف بدل عن التصفية للسيطرة عليها بشكل كامل في إدلب وعفرين وريف حلب الشمالي: (أغلب الفصائل تركمانية وللمرتزقة الكرد)
فرقة السلطان مراد – فرقة السلطان محمد الفاتح – لواء سمرقند – فرقة الحمزة – لواء سليمان شاه – أحرار الشام – هيئة تحرير الشام – لواء ثوار الكرد – كتيبة صلاح الدين الأيوبي – حركة قيام – حركة نور الدين الزنكي – ألوية التركمان – كتائب الباز الإسلامية.
" title="YouTube video player" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen>