هل تفتح الذروة الثانية أبواباً أغلقتها تركيا؟
تستمر معاناة الملايين من القاطنين أكناف الفرات بعد أكثر من أربعة أشهر من قطع الدولة التركية لمياه الفرات الواردة نحو سوريا والعراق في ضوء موجة من الجفاف التي تضرب المنطقة.
الطبقة
في هذا الإطار يراقب الفراتيون وخاصة أهالي منطقة الطبقة بقلق المتأمل بوابات السدود التركية الخمسة والثلاثون التي تحتجز خلفها عشرات المليارات من الأمتار المكعبة من مياه الفرات مع حلول الذروة الثانية المتمثلة ببدء ذوبان الثلوج على ذرى هضبة أرمينية الواقعة شمال شرق خارطة الدولة التركية الحالية.
ويشير الإداريون في سد الفرات أن حصة الوارد السوري من المياه كان يجب أن تقدر بـ 500 متر مكعب من المياه في الثانية إلا أنّ هذه النسبة لم يسبق للدولة التركية أن طبقتها قط وما زاد الطين بلة أنّ السلطات التركية بعد أن قامت قوات سورية الديمقراطية بتحرير الطبقة من داعش عمدت مباشرة إلى تقليص حجم الوارد المائي إلى سورية وصولاً إلى قطعها تماماً قبل حوالي الأربعة أشهر ما انعكس على منسوب المياه في بحيرة الفرات حيث انخفض منسوب المياه لما يقارب 3 أمتار ما دفع إدارات كل من سد الفرات ومديرية الطاقة ووحدة المياه في منطقة الطبقة إلى اتخاذ إجراءات وصفت بالتقشفية والقاسية حفاظاً منها على ما تبقى من مخزون مائي في البحيرة.
فعمدت كل من إدارتي السد والكهرباء إلى تقنين التيار الكهربائي الصادر من السد إلى النصف أي حوالي 12 ساعة يومياً فقط قابلاً للنقص إذا ما تأزمت الأمور مستقبلاً.
بالمقابل فقد أعلنت إدارة وحدة المياه التابعة لبلدية الشعب في الطبقة عن حاجتها لتركيب مضخات أفقية بعد أن أصبحت مضخات كل من عايد وجعبر والكرين العامودية شبه عاجزة عن سحب المياه من آبار الرشح المتواجدة على أطراف البحيرة.
فيما عبّر المشرفون على سد الفرات عن أملهم أن تجبر الذروة الثانية والمتوقع حدوثها خلال شهر أيار السلطات التركية على فتح بوابات سد أتاتورك أمام المياه الفائضة بفعل ذوبان الثلوج على هضبة أرمنيا الأمر الذي لم تستطع الدولة التركية سابقاً منعه بفعل القوة الحركية الناتجة عن خزن المياه المتزايدة خلف جسم سد أتاتورك.
والجدير بالذكر أن نهر الفرات يشهد ذروتين كانت تفيض فيهما المياه وصولاً إلى شط العرب جنوب العراق ومنها إلى الخليج العربي، إحداها شتوية (كانون الأول والثاني) تحدث بفعل الأمطار المتساقطة على طول مساره الممتد لأكثر من 2800 كم والثاني تحدث في الربيع (نيسان وأيار). إلا أن ّ السلطات التركية عمدت عبر مئات المشاريع المائية لتحجيم حركة المياه العابرة لحدودها كان آخرها ما أطلق عليه من قبل الحكومة التركية اسم "مشروع تنمية شرق الأناضول " والذي كان موجها لتدمير التراث الكردي شمال كردستان وتجفيف المنطقة العربية في سورية والعراق.
(سـ)
ANHA