أكاديمي وباحث فلسطيني: مسيرة العودة تحمل واقع مجهول لمواطني غزة

وصف الأكاديمي والباحث الفلسطيني بالشأن السياسي التاريخي الفلسطيني الدكتور فادي نصار "بأن المشهد الذي مر به الشعب الفلسطيني منذ عام 2006 أشبه بالنكبة التي شهدها أجداد الفلسطينيين عام 1948 جراء القتل والتشرد والتهجير ليجعل الآلام التي عاشها الأجداد يذوق مرارتها الأبناء اليوم جراء الحصار والانقسام السياسي الفلسطيني البغيض".

أكاديمي وباحث فلسطيني: مسيرة العودة تحمل واقع مجهول لمواطني غزة
الأربعاء 11 نيسان, 2018   03:55

مصطفى الدحدوح/غزة

أوضح الأكاديمي والباحث الفلسطيني بالشأن السياسي التاريخي الفلسطيني الدكتور فادي نصار لوكالة أنباء هاوار "أن الشارع الفلسطيني بعد أن تلقى نكبة الانقسام الفلسطيني عام 2006 وحتى المناداة لمسيرة العودة الكبرى عاش حياة أشبه ما تكون بتلك التي عاصرها آباؤهم وأجدادهم عام 1948م، والتفت الكل الفلسطيني بغزة لتلبية متطلبات الحياة اليومية في ظل الحصار المستمر محلياً وإقليمياً ودولياً، وسط تراجع في فكرة السلمية في النضال، خاصة وأن القائمين على حكم غزة فضلوا المعالجة العسكرية على السلمية للقضية الفلسطينية والتي كان نتاجها ثلاثة حروب أضافت أعباء على أعبائهم السابقة".

وأضاف نصار:" أن ما أصاب الشارع الفلسطيني من نكسة المصالحة التي كلما تقدمت خطوة عادت إلى نقطة الصفر، وعلية وجد الشارع الفلسطيني في مسيرة العودة طوق النجاة من هموم الحياة للعودة إلى طريق النضال القديم المتجدد والذي عاصره إبان فترة انتفاضة عام 1987م وفي تجارب حديثة في قريتي نعلين وبلعين مؤخراً وبالتالي نستطيع القول أن مسيرة العودة خطوة أولى على تحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالمصالحة الفلسطينية والتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، لكن في هذا المجال نخشى من تعثر المصالحة وضغوط دولية وإقليمية ومحلية في التأثير سلباً على الهدف المبتغى من وراء هذه المسيرات".

ولفت في حديثه "أن الوضع الدولي إذا ما تحدثنا عن مجلس الأمن في ظل التحالف الأمريكي الإسرائيلي العربي الإقليمي سيقابل بالفيتو، وبالتالي الوضع الدولي الآخر متاح لكن السلطة الفلسطينية تتحرك على مستوى المنظمات الدولية، إلا أنها ومن وجهة نظري هي تفضل أن يوصل الشارع الفلسطيني رسالته وهذا ما حدث بالفعل لأنها لو تدخلت سوف يفسر الأمر وكأن السلطة تسيس المسيرات أو تقف وراء تنظيمها ومن هنا أن السلطة تتدخل لدى المجتمع حين تتطلب الضرورة ذلك لأن عفوية وسلمية المسيرات دون تدخل حكومي رسمي سلطوي استطاعت إعادة بوصلة أنظار واهتمام العالم تجاه القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، وهو ما حدث من خلال مسيرات متضامنة وإدانات شعبية ورسمية ومطالبات بالتحقيق من قبل عواصم دول ومنظمات دولية".

وأشار الأكاديمي والباحث الفلسطيني إلى أن الشعب الفلسطيني معتاد على تقديم الشهيد تلو الشهيد فداءً لوطنه ومقدساته، بالتالي تزايد أعداد القتلى والجرحى ليس دافعاً لدى الفلسطينيين لوقف هذه المسيرات ولو كان هذا دافعاً لكان أجدر وقف ثلاثة حروب سابقة مرت على قطاع غزة لكن في تلك الحروب وأعداد الشهداء في تزايد كان هناك التفاف حول المقاومة ولم يكن سبب في وقف الحروب إلا بعد هدن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بطلبها.

وأكد في هذا المجال أنه ولغاية 14/5/2018 موعد نقل السفارة الأمريكية رسمياً للقدس سوف تستمر هذه المسيرات لكن وربما تدخل عوامل ومسببات أخرى تكون وراء تناقص اندفاع الحشود تدريجياً مثل قرارات قطع رواتب وتدخلات دولية كان على رأسها المبعوث الدولي لعملية السلام، سبباً في وقف هذه المسيرات أو على الأقل التخفيف من حدتها وصولاً لإيقافها بصورة تامة مقابل بعض مكاسب اقتصادية في صورة إغراءات تلفت أنظار الشارع الفلسطيني عن هدفه الأساسي وتظهره وكأنه حقق نوعاً من الانتصار الرمزي واستبعد هذا الخيار أو من خلال اتفاق رسمي بين الفلسطينيين وإسرائيل عبر وسطاء يحقق للفلسطينيين بعض الانفراجات الاقتصادية وإفراج عن أسرى وجثامين شهداء وصولاً لاستئناف عملية السلام كحل جزئي يمكن أن يكون مقبولاً لدى الفلسطينيين.

وختم نصار حديثه بأنه من المحتمل أن توقف هذه المسيرات وأن تكون نهايتها بداية لانطلاقة شرارة حرب رابعة على قطاع غزة خاصة في ظل تهديدات إسرائيلية لقصف مواقع المقاومة والعودة لسياسة الاغتيالات تستدرج فيها الفلسطينيين لمستنقع حرب جديدة مجهولة المصير.

(ل)

ANHA