سوريا بين الواقع المخيّب والطموحات السورية

يرى نشطاء من المجتمع المدني السوري أن البلاد اليوم رهينة سلطة الأمر الواقع التي تفرض قمعاً مزدوجاً وتفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لبناء دولة حقيقية قائمة على دستور يضمن الحرية والعدالة. ويؤمن هؤلاء بأن مستقبل سوريا ينبغي أن يكون مبنياً على نظام إداري فيدرالي يضمن استقلالية المناطق، ويعتمد على مؤسسات منتخبة تعبّر عن إرادة الشعب. كما يشددون على ضرورة صياغة دستور جديد من قبل خبراء قانونيين ومثقفين بعيداً عن رموز الأنظمة السابقة.

سوريا بين الواقع المخيّب والطموحات السورية
الجمعة 4 تموز, 2025   07:20
مركز الأخبار

سلط ناشطون من مدينة السويداء الضوء على الوضع السوري الراهن، والتحديات السياسية والاجتماعية التي تواجهها، ورؤاهم لمستقبلها، على هامش مشاركتهم اليومية في الاحتجاجات ضد السياسة المتبعة من قبل الحكومة الانتقالية في سوريا. 

الدكتورة لجين حمزة، ترى أن "سوريا اليوم، ليست كما حلم بها الثوار الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم من أجلها، بل أصبحت واقعاً أكثر مرارة، حيث تسيطر على البلاد سلطة الأمر الواقع التي تمارس قمعاً مزدوجاً من خلال المؤسسة العسكرية ورجال الدين".

ونوهت أن "سوريا تفتقر إلى الركائز الأساسية لبناء دولة حقيقية، وعلى رأسها دستور يضمن انتخاب مجلس شعب مستقل قادر على إدارة شؤون البلاد".

وأضافت أن "الفيدرالية، التي يُساء فهمها أحياناً على أنها وسيلة للانفصال، هي في جوهرها نظام إداري متقدم يضمن استقلالية المناطق ويوحد مختلف المكونات والطوائف تحت مظلة واحدة تتيح للجميع ممارسة حرياتهم واحترام ثقافاتهم دون تهميش أو تضييق".

وشددت على أن "صياغة دستور جديد يجب أن تكون من اختصاص جهات قانونية ومثقفة، لا من رموز مرتبطة بأنظمة الحكم السابقة تسعى لإعادة تدوير مصالحها القديمة".

من جهته، أشار الدكتور سعيد العك إلى أن "سوريا تعيش في دوامة من الأزمات السياسية والاقتصادية بعد سقوط نظام الأسد، حيث تدهور الوضع من سيئ إلى أسوأ بسبب غياب مؤسسات منتخبة حقيقية".

وأوضح أن "مجلس الشعب، المفترض أن يكون ممثلاً للشعب ويجري العمل عليه، لا يزال منفصلاً عن الإرادة الشعبية ويخضع لسلطة مركزية تحتكر القرار، ما يحرم السوريين من المشاركة في رسم مستقبلهم".

كما بيّن العك أن "المؤتمر الذي عُقد بعد سقوط النظام لم يعبّر عن تطلعات الشعب، بل همّش قطاعات واسعة وكرّس خطاباً بعيداً عن العدالة والمواطنة"، وانتقد "استمرار الخطاب الطائفي الذي لم تُقابل أي تشريعات رادعة له، بل تغذيه السلطة بشكل مستهتر بجراح السوريين، مستشهداً بحوادث في الساحل والأشرفية والسويداء".

بدورها، أكدت الناشطة لينا الحجار "استمرار الحراك لتحقيق حلم سوريا الجديدة التي تحتضن كفاءاتها الشابة والعلمية"، وأعربت عن "خيبة أملها من الحكومة المؤقتة التي لم تحقق أهداف الثورة".

ودعت إلى مواصلة النضال السلمي من أجل بناء دولة تقوم على الحرية والكرامة والعدالة.

(ل م/أم)

ANHA