نطق دمعها حين عجز لسانها عن مناداة عفرين المحتلة

حين عجز لسانها عن التعبير، نطق دمعها بالألم، قصة أرزية، التي فقدت قدرتها على الحركة والنطق من شدة شوقها إلى عفرين، تختزل مأساة آلاف العائلات التي ما زالت قلوبها تنبض بالأمل وحلم العودة إلى ديارها، خالية من الاحتلال وممارسات المرتزقة.

نطق دمعها حين عجز لسانها عن مناداة عفرين المحتلة
نطق دمعها حين عجز لسانها عن مناداة عفرين المحتلة
نطق دمعها حين عجز لسانها عن مناداة عفرين المحتلة
نطق دمعها حين عجز لسانها عن مناداة عفرين المحتلة
نطق دمعها حين عجز لسانها عن مناداة عفرين المحتلة
نطق دمعها حين عجز لسانها عن مناداة عفرين المحتلة
الجمعة 4 تموز, 2025   02:30
الطبقة

سالت دموع أرزية حسين (60 عاماً) في مجرى حفرته على خدّيها خلال ثماني سنوات من التهجير القسري، والقهر، والخيام، لتقترب منها ابنتها التي لا تعي ما يحصل كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيتعانقان بمواساة إنسانية قوامها الإحساس الفطري بآلام الآخرَين. 

الدموع والعناق هما اللغة الوحيدة التي استطاعتا التعبير بها عن حجم القهر الذي سببته سنوات التهجير من عفرين إلى الشهباء، ومن ثم إلى الطبقة، وفقدان الأرض التي تنتميان إليها، بخيمة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، وتشرع جدرانها لكل عاصفة قادمة، في عجز عن مواجهة الحياة والظلم السائد.

هجر الاحتلال التركي قسراً ما يقارب 150 ألف شخص أثناء احتلاله لمدينة عفرين وقراها في 18 آذار 2018، وانتقل المهجرون قسراً إلى مراكز إيواء في مقاطعة الشهباء، ليهجّروا مرة أخرى على يد الاحتلال التركي ومرتزقته في كانون الأول 2024 إلى مناطق شمال وشرق سوريا.

وتعيش عائلة أرزية ظروفاً إنسانية صعبة في مركز الإيواء المؤقت بمقاطعة الطبقة، الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة، وما يزيد صعوبتها إصابة أرزية بشلل نصفي أفقدها القدرة على النطق والحركة، إضافة إلى انعدام الأدوية والرعاية الصحية للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.

محمد رشيد طوران، زوج أرزية ومن أهالي عفرين المهجرين إلى مقاطعة الطبقة، والوحيد في العائلة القادر على النطق، قال إن زوجته أُصيبت بشلل نصفي بعد تهجيرهم من عفرين إلى الشهباء، وقد سبب هذا التهجير قهراً كبيراً لهم، خصوصاً بعد أن وصلتهم صور لمنازلهم المدمرة على يد المرتزقة.

انكباب أرزية على صور بيتها المدمر، وأرضها المسلوبة، وبكاؤها الطويل على فقدانها لقريتها ومدينتها، سبب لها سكتة دماغية نتج عنها إصابتها بشلل نصفي أفقدها القدرة على النطق والحركة، وأقعدها بجانب ابنتها هيفين من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأرجع طوران سبب كثرة الإصابات بالسكتات الدماغية والقلبية، وما ينجم عنها من شلل نصفي، بين قاطني مركز الإيواء المؤقت في الطبقة، وخصوصاً كبار السن، إلى الواقع النفسي السيء للقاطنين في المخيم، وإحساسهم بالقهر نتيجة التهجير القسري، ونمط الحياة في الخيام الذي فرض عليهم لسنوات.

وتحتوي مدينة الطبقة على مركزي إيواء مؤقت للمهجرين من عفرين والشهباء، الأول في المدينة الرياضية، يضم 1125 عائلة بعدد أفراد يصل إلى 5625، والثاني بجانب الكنيسة ويضم 99 عائلة بواقع 495 فرداً، إضافة إلى 1320 عائلة مهجرة موزعة على المدارس وبعض الأماكن المتفرقة، بلغ عدد أفرادها 6600 مهجّر ومهجّرة.

وأثناء حديث طوران لوكالتنا، فقدت امرأة تبلغ من العمر (80 عاماً) الوعي في الخيمة المجاورة، فنقلت إلى مشفى الطبقة الوطني، ولم يعرف وضعها الصحي بعد.

واشتكى طوران من فقدان الأدوية الضرورية في النقطة الطبية الموجودة في مركز الإيواء المؤقت بالمدينة الرياضية، إذ قال: "زوجتي تحتاج إلى أدوية ضرورية، وابنتي كذلك تحتاج إلى أدوية خاصة للأعصاب، وأتوجه إلى النقطة الطبية لكن لا يوجد فيها سوى أدوية الالتهابات، مما يضطرني لشراء الأدوية على نفقتي الخاصة".

وأضاف: "في كثير من الأحيان، لا أستطيع شراء الأدوية اللازمة لعدم توفر المال، خصوصاً أنني منذ تهجيري إلى الطبقة لا أمتلك مصدر دخل"، مطالباً المنظمات التي تزور المخيم بتأمين الأدوية الضرورية، لكنه أشار إلى أن هذه المنظمات "اكتفت بأخذ البيانات، ووعدتنا بتأمين الأدوية خلال يومين، ثم غادرت ولم تعد، وقد مرت شهور على مطالباتنا، لكن الواقع لم يتغير".

ويرى طوران أن الخلاص الوحيد لعائلته ولجميع المهجرين قسراً هو العودة الآمنة بضمانات دولية، وطالب الأمم المتحدة بالعمل الجاد لتحقيق هذه العودة، مشيراً إلى أن المعاناة في الخيام لا تقارن بالخوف من العودة إلى بيوتهم في ظل المرتزقة والاحتلال، حيث لا يأمنون على أرواحهم وكرامتهم.

(م ش/أ)

ANHA