قره سو: لا يزال القائد غير قادر على المشاركة في العملية بشكل فعّال
صرّح عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو، أن عزل القائد يؤثر على سير العملية ويضعفها، وقال: "على الدولة أن تنفذ متطلبات العملية على الفور".

قيّم عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو عملية "السلام والمجتمع الديمقراطي" والأحداث في تركيا والشرق الأوسط في حوار مع قناة مديا خبر (Medya Haber TV)، وجاء مضمون الحوار كما يلي:
إذا نظرنا اليوم إلى عملية زينب كناجي في ديرسم، ما المعنى الذي تحمله هذه العملية وما هي نتائجها؟
أستذكر الشهيدة زيلان وكولان وسما وهلمت الذين استشهدوا في هذا الشهر بكل امتنان، كما أستذكر الشيخ سعيد ورفاقه الذين استشهدوا أيضاً في هذا الشهر بكل تقدير واحترام، وأستذكر الرفيق فؤاد أيضاً في ذكرى استشهاده بكل احترام وامتنان، إن معنى الرفيق فؤاد بالنسبة لنا عظيم حقاً، فقد كان من الرفاق الآبوجيين الأوائل ورفيق القائد آبو الأول، وهو من الرفاق الذين حضروا الاجتماع على جسر جوبوك، منذ ذلك اليوم وحتى لحظة استشهاده، تابع نهج القائد آبو ونضاله محاولاً تنفيذ نهج القائد آبو بشكل صحيح في الواقع العملي، ولأجل ذلك بذل قصارى جهده، كان رفيقاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مكانة الرفيق فؤاد في هذا النضال عظيمة، وعمله عظيم، وإسهاماته جليلة، أودّ ان أوضح هذا، كانت حركتنا منذ البداية حركة أيديولوجية، فكرية، فلسفية، في البداية، خاض نضالاً فعالاً من أجل الحرية في هذه الساحة، فإذا كان حزب العمال الكردستاني قد خاض النضال على مدى خمسين عاماً بنجاح، فسبب ذلك هو الموقف الأيديولوجي والفلسفي للقائد آبو، قام برعاية هذه الحركة من الجانب الأيديولوجي والفلسفي والنظري، وأوضح بشكل صحيح نهجها الأيديولوجي والنظري، أوصل النضال إلى هذا المستوى، وفي ذلك أيضاً، كان الداعم الأكبر هو الرفيق فؤاد، حقيقةً، الرفيق فؤاد كان يفهم القائد آبو أكثر منا جميعاً، فقد عمل على ترسيخ نهجه داخل الحزب، وبذل جهوداً كبيرة لكي يفهم الشعب والكوادر أفكار القائد آبو ونظرياته وأيديولوجيته، كان يكتب دائماً ويتحدث، وبهذا الشكل بذل جهوداً حثيثة، كان رفيقاً لنا، مُنتجاً دائماً، كان لعمل الرفيق فؤاد الفكري والتربوي دور بالغ الأهمية في سير نضالنا على نهج القائد، لقد بذل جهودًا عظيمة في تدريب الشباب والمقاتلين، وعبّر عن نهج القائد آبو بتقييماته في الاجتماعات المهمة للحزب، وفي مؤتمراتنا، في اجتماعات القيادة أيضاً، بذل جهداً كبيراً في موضوع تطبيق نهج القائد، وفي فهمه وتطبيقه بشكل صحيح، ينبغي أن يعرف المرء الرفيق فؤاد بهذه الطريقة، طبعاً كان القائد آبو يقول عن الرفيق فؤاد: "لقد فهمني أكثر مما فهمت نفسي"، هذا مهم جداً، القائد آبو نفسه يقول ذلك، لقد كان يتمتع بهذا العمق، كان تعمقه عن القائد عظيماً، لقد علّم بنفسه حقيقة القيادة عشرات المرات، مئات المرات، وبذل جهوداً لجعل القيادة مفهومة على أفضل وجه، لأنه كان يرى هذا دائماً، ما لم يُفهم القائد جيدًا، لا يمكن تنفيذ هذا النضال بشكل صحيح، ولا يمكن تنفيذه بفعالية، لقد فعل ذلك، وبذل الكثير من الجهد في هذا الأمر، والسبب الرئيس وراء قول القائد آبو، "إنه يفهمني أكثر مما أفهم نفسي" هو أن الرفيق فؤاد كان مفكراً ومثقفاً، قرأ الكثير من الأدب والروايات والفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ، بهذا الشكل كان يقرأ كثيراً، كما قرأ أيضاً للفلاسفة الذين أنشأوا العالم الفكري في الشرق الأوسط، ولعلماء الدين ورجال الدين، وأنا شاهد بنفسي، لقد قرأ علي شريعتي مرات عديدة، وقرأ سور فردي، قرأ أبو ذر، وأظهر كيف قرأ أبو ذر الجانب الاجتماعي الكومونالي للإسلام وعلّمه، حضرة النبي محمد طرح الفكرة الأولية للإسلام، ولكن ربما كان أبو ذر الغفاري هو من طبقها تطبيقاً صحيحاً، بموقفه وحياته وشخصيته، كانت مثل هذه المواضيع مهمة بالنسبة للرفيق فؤاد، لم ينظر الرفيق فؤاد إلى الشرق الأوسط كما فعل المستشرقون أو الحداثيون، لقد حاول فهم الشرق الأوسط من الشرق الأوسط، وحاول فهمه من خلال تحليل تاريخ الشرق الأوسط، لذلك، كان الرفيق فؤاد هو الرفيق الذي فهم القائد آبو أكثر من غيره، بسبب هذا الفهم، من الآن فصاعداً، أصبحت أفكار الرفيق فؤاد ودروسه حول القائد وتاريخ الحزب مهمة جداً لفهم الحزب والقائد، يجب على أولئك الذين يريدون فهم الحزب والقائد، عليهم وقبل كل شيء أن يقرأوا القائد ويفهموه، ولكن إلى جانب ذلك، يجب عليهم قراءة وفهم الرفيق فؤاد، لأن القائد آبو كان في السجن، أرسل بعض تقييماته وكتاباته، ولكن من أجل شرحها وفهمها، كان معلومات الرفيق فؤاد مهمة جداً، علينا جميعاً أن نفهم الرفيق فؤاد ونفهّمه، وعلينا أن نقوم بذلك حتماً.
بلا شك إن حقيقة الشهيدة زيلان مهمة جداً بالنسبة لنا، ولذلك فهي مهمة، طبعاً الرفيقة زيلان أظهرت في رسالتها نوع الرؤية التي كانت لديها فيما يتعلق بالقائد، ونوع الرؤية التي كانت لديها من أجل الحرية، ونوع الاستعداد الذي كان لديها للنضال، وهذا مهم للغاية، كان ولاؤها للقائد عميقاً جداً، لقد فهمت معنى القائد لهذا النضال جيداً، بالعملية الفدائية لهذه الرفيقة، ارتفعت معاييرنا في التضحية بالنفس، نعم، نحن نملك روح التضحية منذ البداية، أستطيع ان أقول هذا، إن كلمات البداية للقائد آبو يظهر روح التضحية، يظهر موقف فدائي، القيام بخطوة في ذلك الوقت وبتلك الطريقة كان يحتاج إلى شجاعة كبيرة، الآبوجية هي حركة بهذا الشكل، مقاومة السجون، مقاومة 14 تموز، الاستشهادات التي حدثت خلال تلك المقاومة، بلا شك جميعها عززت كثيراً من الروح الفدائية داخل حزب العمال الكردستاني وداخل الحركة الآبوجية، الرفيقة زيلان أظهرت مثل هذا الموقف، حيث رفع هذا المعيار كثيراً، لذلك، يُعدّ دور الرفيقة زيلان في رفع مستوى التضحية وتوسيعه بالغ الأهمية، كما كان لها دور هام في الارتقاء بخطّ حرية المرأة إلى مستوى أعلى، طبعاً، القائد آبو ومع استشهاد زيلان، عمق خطّ حرية المرأة أكثر فأكثر، ولجعل نضال المرأة هذا أكثر معنى، ركّز أكثر على تقييم حرية المرأة، واتبع هذا النهج، وبذلك، نستذكر الرفيقة زيلان بكل احترام وامتنان.
وبالطبع، هناك استشهاد الشيخ سعيد ورفاقه، الذين نحيّي ذكراهم في هذه الفترة، والذين أُعدموا شنقاً، حيث إن إعدام الشيخ سعيد ورفاقه هو مأساة كبيرة للغاية في تاريخ الكرد، ولا تزال كلمات الشيخ سعيد ورفاقه على منصة الإعدام ترن في آذاننا بشكل خاص، بوطنيّةٍ عظيمة وشجاعة وإرادة كبيرة لم يُظهروا أدنى ضعفٍ أمام المستعمرين ومن أرادوا تدمير الكُرد، وهذا أمر مهم للغاية، وفي هذا الصدد، أثناء تقييم الشيخ سعيد ورفاقه وعند إعطاء المعنى لهم، يجب ألا ننسى أبداً موقفهم هذا، فمن الضروري تقييمهم، حيث كان الشيخ سعيد ورفاقه ردة فعل معارضة ضد تقسيم كردستان مع معاهدة لوزان وموقفاً ضد الإنكار، بالطبع، لم يكن هناك إعداد تنظيم كافيين، كان هناك تقصير في هذا الصدد، وبطريقة ما، هناك أيضاً سياسات الدولة التي مكّنت من تحريك هذا الاعتراض في مرحلة مبكرة، لكنه كان اعتراضاً بعدم القبول والرفض، وهذا أمر قيّم للغاية، وبالطبع، هناك أوجه قصور لهذه المقاومة، وبطبيعة الحال لماذا ناضلنا لمدة 50 عاماً بشكل صحيح؟ لأننا اعتمدنا على الإيجابيات في التاريخ الكردي ومواقفهم ووقفتهم الثابتة والإرادة الصلبة التي كانت لها قيم مهمة بالنسبة لنا، ولكن من ناحية أخرى، لقد خضنا نضالاً كبيراً لأكثر من 50 عاماً من خلال تقييم أوجه القصور في تاريخ الكرد، وعندما كان القائد آبو لا يزال في السجن في عام 1972، فكر وتعمق متسائلاً لماذا قُتل وأُعدم واستشهد دنيز وماهر مبكرين، وقال ما يلي: ”يجب أن أخوض نضالاً بحيث لا تتمّ تصفية هذه الحركات الثورية والمواقف الثورية في وقت مبكر مرة أخرى“، هذا أمر مهم للغاية، ولذلك، تُعد مقاومة الشيخ سعيد ورفاقه قيمة كبيرة وتجربة عظيمة بالنسبة لنا، فمن خلال رؤية هذه التجارب وأخذها بعين الاعتبار، فإننا نصل إلى الحقيقة، وإذا لم نأخذ الخبرة من التاريخ، وإذا لم نقيّم النواقص وأوجه القصور في تاريخنا بشكل صحيح، فلن نستطيع خوض نضال ناجح، ولذلك، قيّم القائد آبو الوضع السلبي في تاريخ الكرد، وبدأ منذ البداية من تاريخ كردستان، خاصة بعد تاريخ الإنكار، لأن المائتي سنة الماضية مرت من خلال الإنكار، وتم اتباع سياسة الإبادة، من المهم جداً تقييم هذا الأمر، وهنا سنقوم بتقييم العدو وتقييم أنفسنا على حد سواء، وقام حزب العمال الكردستاني في البداية، بتقييم أوجه القصور لدى الكرد، وبالتالي عزز من قوته، وخاض نضالاً قوياً ضد الاستعمار والاستبداد، لذلك، فإن نضال الشيخ سعيد ورفاقه، والقيم التي خلقوها، ووقفتهم وموقفهم ستمنحنا القوة في نضالنا من الآن فصاعداً وتقودنا إلى النجاح، فهذه تُعد خبرتنا التاريخية، وتجربتنا التاريخية.
في الثاني من تموز عام ١٩٩٣، قُتل ٣٣ ديمقراطياً على يد رجعيين في فندق مادماك بمدينة سيواس، ما الذي تودون قوله في الذكرى السنوية لهذه المجزرة؟
أحيي بكل امتنان واحترام ذكرى المثقفين والفنانين والثوريين والديمقراطيين الذين قُتلوا في سيواس في الثاني تموز، وهذه المجزرة هي أيضاً من أقسى الأيام المؤلمة في تاريخ تركيا، لقد أُحرق هؤلاء وهم أحياء، وهذا يُسلط الضوء على الواقع السياسي والاجتماعي في تركيا، ويوضح نوع القضية القائمة، لماذا قُتل هؤلاء الأشخاص؟ فعندما قُتلوا كان العام هو عام 1993، حيث اُرتكبت المجزرة في فترة كان نضالنا فيها في تصاعد، وعندما كنا نخوض النضال ضد الاستعمار المستبد، وعندما كان النضال ضد هذا النظام المعادي للديمقراطية والمعادي للحرية في وتيرة متصاعدة، ففي هذه الفترة، انضمت الشبيبة الكرد والأتراك العلويين بشكل مكثف إلى نضالنا، وتزايد اهتمام المجتمع العلوي بنضالنا، وقد رأت الكونترالكريلا والدولة هذا الواقع، وقامتا على إثره بارتكاب هذه المجزرة من أجل إبعاد المجتمع العلوي وخاصة المجتمع العلوي الكردي عن نضالنا، وهكذا يتعين علينا أن نفهم هذه المجزرة، وقد كانت الأرضية الأنسب لذلك هي سيواس، حيث كان هناك بعض التوتر بين العلويين والسنة في سيواس، فقد كان هناك انعدام ثقة تاريخي وأحكام مسبقة ناتجة عن ذلك، وقد عشتُ هناك حتى بلغت من العمر 16 إلى 17 سنة، ربما كنتُ أمرّ من أمام فندق مادماك كل يوم، أي أنني على معرفة بواقع سيواس، كيف يمكن أن يجتمعوا فجأة ويحرقوا الناس؟ يجب على الإنسان التركيز على هذا الأمر، هذا واقع اجتماعي وواقع سياسي، إذا لم يتغير هذا الأمر؛ وهو لم يتغير تماماً حتى الآن، فقد تتكرر مثل هذه الأمور مرة أخرى، وطالما أن تركيا لم تترسخ فيها الديمقراطية بشكل كامل، وطالما أن الديمقراطية والحريات لم تتحقق بالكامل، فإن مثل هذه المجازر يمكن أن تحدث دائماً، وللحيلولة دون وقوع مثل هذه المجازر، يجب على الناس المشاركة في النضال من أجل الديمقراطية والحرية في تركيا، وما يمكنه أن ينقذ العلويين من مثل هذه الأوضاع ويقودهم إلى حرية المعتقد، هو النضال من أجل الديمقراطية والنضال الديمقراطي المنظّم والانخراط في هذا النضال، وإن أعظم عبادة للعلويين خلال هذه الفترة هي المشاركة في النضال من أجل الديمقراطية، وقبل كل شيء يجب أن يعرف كل العلويين وأحبابنا العلويين هذا الأمر، ولذلك، علينا استخلاص الدروس من عام 1993.
في هذه الأيام نعيش أيام ذكرى يوم عاشوراء، حيث يقوم العلويون بصيام يوم عاشوراء، وهو صيام يمتد لـ 12 يوماً، ويُسمى صيام يوم عاشوراء، كما يحافظ العلويون دائماً على هذا الصوم في هذا الشهر، وفي نهايته، كانوا يحيون ذكرى واقعة كربلاء بعاشوراء، وفي بيتنا، كان صيام عاشوراء دائماً ما يتم الالتزام به، أعني أنني أنحدر من تقليد كهذا، فقد كانت العائلة والجيران لديهم إيمان راسخ، وفي هذا الصدد كانت عائلة مؤمنة، ولذلك، يعرفون تلك الثقافة جيداً، وبطبيعة الحال، فإن واقعة كربلاء والموقف تجاه كربلاء هي حادثة تؤثر على موقف العلويين وأفكارهم وممارساتهم العملية، وإذا كان العلويون اليوم يميلون نحو النضال من أجل الديمقراطية، وإذا كان لديهم ميل نحو النضال الديمقراطي، فهذا نتيجة أنهم ظلوا يحافظون كثيراً على رفضهم واستيائهم ضد القهر والظلم الذي وقع في كربلاء وضد الاضطهاد.
وبهذا المناسبة أودُّ أن أغتنم هذه الفرصة للفت الانتباه إلى هذه النقطة، لم نتمكن من المواكبة بشكل جيد، وقد قيّمت الرفيقة بسي أيضاً قبل عدة أيام، حيث هناك تحليلات للقائد آبو حول نهج جمعية الاتحاد والترقي تجاه العلويين، وقد أخرج البعض هذه التحليلات عن سياقها، وأعربوا عن استيائهم، وهذا النهج غير صحيح، فقد قدّم القائد آبو وحركتنا أكبر مساهمة في نضال عقيدة العلويين، حيث ساهما في هذه القضية دون انتظار أي مقابل، لأننا حركة جميع المضطهدين، وحركة جميع المحتاجين إلى الديمقراطية والحرية.
بالطبع، هناك محاولات لتحريف العلوية وإفراغها من جوهرها الأصيل، خاصة في تركيا، قيل أن "العلوية نشأت في آسيا الوسطى"، ووضعت نظريات بأن "العلوية من أصل تركي"، أنا أعرف ذلك منذ طفولتي، نعم، لقد كان جدي ورعاً جداً ومخلصاً ومتعلقاً جداً بالعقيدة العلوية، لم يكن ليتخلى عن إيمانه حتى لو قطعت رأسه، لكنه كان متأثراً بعض الشيء، حيث كانت نظريات من هذا القبيل والتي تقول "لقد أتينا من خراسان، نحن الأتراك الحقيقيون"، الجميع يعرف هذا، نعم، هناك مقاربات تحرّف وتقصي العلوية عن جوهرها الأصيل، نعم كانت العلوية تعيش بجوهرها الأصيل قبل 200 عام مضت، فأي من الهجمات التي شُنت على العلوية، كانت قد حدثت خلال هذه الـ 200 سنة، حيث جرت محاولات لصهر العلوية، أو تغييرها أو انحلالها في المذهب السني، أو استخدام العلوية كغطاء للتستر على الإبادة الجماعية بحق الكرد، هذه حقائق، وبرأي، لا ينبغي للأوساط العلوية، والأصدقاء والمؤسسات العلوية أن يُصغوا إلى مثل هذه التشويهات والمزاعم المغرضة، فنحن نملك تجربة عملية في النضال تمتد لأكثر من خمسين عاماً، ولها قيمها الخاصة ومفرداتها الراسخة، ولا تزال الكلمات التي نقولها حاضرة، وبلا شك، عليهم أن يأخذوا ذلك بعين الاعتبار.
رغم انعقاد لقاءات دورية مع القائد آبو منذ تشرين الأول، إلا أن العزلة مستمرة، ويستمر النضال ضدها، كما تحظى حملة "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان" باهتمام كبير، ويتزايد هذا الاهتمام يوماً بعد يوم، كيف تُقيّمون النضال الحالي والاهتمام بهذه الحملة؟
مازالت العزلة المفروضة على القائد آبو مستمرة، علينا أن نقول ذلك، طبعاً نحن نقول ذلك، نعم، الأمر ليس كما السابق، عقدت بعض اللقاءات، بعض الرفاق زاروا إمرالي، ولكن هذا لا يكفي، ولهذا تستمر العزلة، في الحقيقة هي مستمرة منذ 26 عاماً، لأنه خلال 10 أعوام الأخيرة أصبحت العزلة أكثر تشديداً، الآن وبعد عقد بعض اللقاءات وكأنه حدث شيء طبيعي وأن العزلة قد انتهت، لا يوجد شيء من هذا القبيل، لا يزال المحامون والعائلة غير قادرين على الذهاب إلى إمرالي عندما يريدون ذلك، هذا واضح وجليّ، عوائل السجناء الآخرين يستطيعون الزيارة كل 15 يوم، وكذلك المحامون، وخلال أيام العيد يزورونهم ويلتقون بهم بشكل مفتوح، نعم لقد حدثت لقاءات مفتوحة مؤخراً، ولكن حتى الآن لم تُرفع العزلة، ومن جهة أخرى، استجاب القائد آبو في الأول من تشرين الأول لدعوة دولت بهجلي عبر مبادرة، هذه هي القضية الأكثر أهمية والرئيسية لتركيا ألا وهي القضية الكردية، والمحاور الحقيقي لهذه القضية الأساسية والذي قبلته الدولة بذاتها لا يزال يتعرض لعزلة، لا يستطيع مقابلة السياسيين، إذا أُريد الوصول إلى حلّ، وتحقيق أخوة حقيقية بين الترك والكرد، حينها يجب فتح الطريق أمام القائد آبو ومنحه الفرص ليتمكن من القيام بدوره، وهنا تبرز أهمية هذا الأمر، ويُرى ذلك بشكل خاص في الساحة الدولية، يتم المطالبة بعقد لقاء مع القائد آبو، نعم الكثيرين يردون ذلك، وفي وقت قريب سيأتون إلى تركيا ويطالبون باللقاء مع القائد آبو، وسيزداد هذا المطلب بشكل أكبر، في تركيا أيضاً هناك من يريد اللقاء معه، مثل السياسيون والصحفيون يريدون اللقاء معه، الكثيرون يريدون أن يلتقوا بالقائد آبو وأن يفهموا ما هي أفكاره، يريدون أن يعلموا ذلك منه مباشرةً، ويناقشونه معه، ويسألونه، ويتلقون الجواب على أسئلتهم، ولكن ليس هناك وضع كهذا حتى الآن، ولكن بشكل خاص، يجب أن تحاول القوى اليسارية والديمقراطيين جاهداً للقاء مع القائد آبو، لأن القضية الكردية لها علاقة بمستقبل تركيا ودمقرطتها وحريتها، ماذا سيكون مستقبل اليساريين والديمقراطيين، هذا متعلق بالقضية الكردية، هذا واضح، ما لم يتم حل القضية الكردية ستتواصل الضغوط على اليساريين والديمقراطيين، الآن هناك شكاوى بخصوص الضغوطات التي تمارسها تركيا، ما هو الشيء الذي يخلق هذا الجو...؟ لماذا لا يزال هذا الجو قائماً، لماذا لم يتغير في تركيا...؟ الجواب هو عدم حل القضية الكردية، على الجميع أن يدركوا هذا ويتعاملوا معه على هذا الأساس، عدا ذلك، فإن كلمات الحرية والديمقراطية والاشتراكية هي خداع للذات، لذلك، نؤمن بأنه على الاشتراكيين والمثقفين بشكل خاص زيادة المطالبة بلقاء القائد.
وجّه قائد الشعوب عبدالله أوجلان دعوة تاريخية، وقد استجبتم لها كحركة من خلال عقد مؤتمركم، ولكن مع ذلك، لم يتم تفكيك نظام إمرالي بعد، برأيكم، ما هو تأثير ذلك على عملية السلام والمجتمع الديمقراطي؟
بالطبع، إن هذا سؤال مهم، ماذا كانت بداية هذه العملية؟ كانت دعوة دولت بهجلي، قال: "ليأتي ويتحدث في مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وليقم بحلّ منظمته، وينهي الكفاح المسلح"، هذا ما قاله، ومن ثم قال: "ليستفيد من حق الأمل"، هذه هي كلمات دولت بهجلي، وقد استجاب القائد لدعوة دولت بهتشلي، لكن الوعد الذي قدّمه دولت بهجلي، وهو حق الأمل، ورفع نظام التعذيب والإبادة، والمشاركة الفعالة للقائد في هذه العملية لم يتحقق بعد، ولهذا السبب، فإن عملية السلام المجتمع الديمقراطي أو ما تسميها الدولة التركية بالأخوة التركية الكردية لا تتقدم كثيراً، لا يمكن أن يكون الأمر على هذا النحو، إذا كانت القضية الكردية قضية جادة، وإذا كان دولت بهجلي يعتبر هذه القضية جادة للغاية ووجه مثل هذه الدعوة، وإذا كان موضوعاً جاداً لهذا الدرجة، حينها، يجب التعامل معها بجدية واتخاذ الخطوات اللازمة، حيث إن هذا الوضع القائم للقائد آبو يؤثر حقاً ويضعف مسار تقدم العملية، كما أنه يتسبب في جعل العديد من الدوائر لا تفهم العملية بشكل كافٍ، ومع ذلك، يجب أن يسعى الجميع، نحن والدولة على حد سواء، إلى فهم هذه العملية بشكل صحيح، ما هو السبيل إلى تحقيق ذلك؟ تحقيق حرية القائد آبو، الالتزام بتطبيق حق الأمل، خلق إمكانات العمل الحر للقائد آبو، هذا أمر واضح لا لبس فيه، بالطبع إنه يؤثر على عملية المجتمع الديمقراطي، من الضروري رؤية الأمر على هذا النحو، وفي هذا الصدد، إذا كانوا يرون أن هذه العملية مهمة وجادة، حينها، يجب عليهم الوفاء بمتطلباتها.
ما الذي يمكنكم مشاركته معنا بشأن العملية الحالية؟ كيف ترون نهج السلطة الحاكمة تجاهها؟
فما يتعلق بمستوى العملية، يُقال هل هي متعثرة أم لا؟ هناك مناقشات من هذا القبيل، لن نقول أنها متعثرة، بل نريدها أن يُمهد الطريق أمامها وتتطور، ولكن هناك حالة تؤدي إلى بروز مناقشات تفيد بأنها "متعثرة"، فمن خلق ذلك هو نهج السلطة الحاكمة، إنه بالتأكيد ليس نهجنا، لا يوجد في نهجنا ما يعيق هذه العملية، لكن هذه العملية لها أيضاً طابع، ولها أيضاً جدلية، ولهذه العملية أيضاً متطلبات، لا يمكن القول بأننا "لن نفعل شيئاً" أو "سيكون الأمر كما كان عليه من قبل"، إذا كنا نتحدث عن حل مثل هذه القضية الكبيرة، فيجب أن تتغير، العقول والرؤوس، ويجب أن تتغير السياسات، ويجب أن يتغير النهج، يجب أن يكون هناك نهج جديد وخطاب جديد، لا يمكننا أن نرى ذلك حقيقة في السلطة، نعم، إذا كان لا يزال يقال إن العملية ”غير متعثرة“، إذا كان الحزب المساواة وديمقراطية الشعوب يدلي بمثل هذه التصريحات، فإن السبب هو نهج القائد، حيث أن القائد يريد تنفيذ هذه العملية، لكن جهود القائد ونواياها وعمله الدؤوب هي فقط إلى حد ما، ألم يقولوا هم أنفسهم: ’لا يمكنك الطيران بجناح واحد؟‘ ونحن بدورنا، استوفينا المتطلبات، وعقدنا مؤتمرنا، وتم الانتهاء من الكفاح المسلح، ولكن ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ كما قالت الرفيقة بسي، هل وضعتم السلاح أم لا؟ هل يوجد مثل هذا الأمر في العالم؟ ما هو القانون الذي سننتموه، ما هي الضمانات التي أعطيتموها؟ لا يوجد مثل هذا النهج في العالم.
علاوة على ذلك، من أجل تمهيد الطريق للعملية، طرح القائد آبو نهجاً غير موجود في أي مكان في العالم، فقد قال: ”نحن بصدد إنهاء الكفاح المسلح وحل التنظيم“، لا يوجد شيء من هذا القبيل بين ممارسات حل النزاعات في العالم، هذا موقف خلّاق ومبادرة من القائد أبو لتمهيد الطريق للعملية، عندها يجب على الدولة التركية أن تقوم بما يلزم، ففي الأيام الأولى، كان بعضهم يتحدث بالفعل على بعض شاشات التلفزيون، نعم، كانوا يقولون، بمجرد حل حزب العمال الكردستاني، وبمجرد انتهاء الكفاح المسلح، يجب أن يتم إقرار وإعداد القوانين، كيف سيأتون ويمارسون السياسة؟ كيف سيشاركون في السياسة؟ ماذا سيحدث لأولئك الذين خاضوا الكفاح المسلح؟ كانوا يقولون، "على الدولة أن تتخذ خطوات في هذا الصدد" وها أنا أذكّر أولئك الذين كانوا يقولون ذلك، لا يمكن أن يكون الأمر هكذا؛ تعالوا ألقوا الأسلحة! ماذا سيحدث؟ إنه يريد أن يقول إنه يجب تكونوا طعماً للذئاب، لا يمكن أن يحدث شيء من هذا القبيل، إنه إنسان؛ إنسان لديه دفاعه الخاص، حتى أنه يريد أن يحمي وجوده، ولذلك، فإن التعتيم على العملية وتسميمها بمثل هذه المناقشات هو ضد العملية، حينها، من الواضح أنه لا يريد ذلك، هكذا نفهمه، ولهذا، يجب على الجميع أن يتعاملوا بشكل صحيح ويتخذوا الموقف الصحيح.
في الحقيقة، لم يتم القيام بأي شيء، وبما أنه لم يتم القيام به، فلا يزالون يريدون منا، حسناً، أجرى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لقاءً مع وزارة العدل، ما الذي تمت مناقشته هناك؟ على الأرجح تمت مناقشة وضع السجناء المرضى، هكذا كان الأمر، ويجب أن يكون الأمر كذلك، لأنه وضع طارئ، كما أنه هناك أيضاً قضية السجناء الذين تم تعليق وإيقاف تنفيذ عقوبتهم، هل يمكن أن يحدث شيء كهذا؟ هذا غير قانوني، لقد تمت محاكمتهم بالفعل، فما هي هذه المحاكمة الثانية؟ هذه المحاكمة الثانية، هل يمكن أن يحدث شيء كهذا؟ وبكل الأحوال أمضوا العقوبة التي صدرت بحقهم، وعلى أي حال عندما تمت محاكمتهم، لم يمنحوهم تخفيضاً نظراً لمعيار "حسن السلوكط، لا يوجد حتى مثل هذا الأمر، هذه إعادة محاكمة، يجب رفضها، لا يوجد شيء من هذا القبيل في العالم، فهذا موقف سياسي، وفي بلدان أخرى من العالم، هناك وضع كهذا في السجون: إذا دخل في المجتمع، هل يكون مؤذياً أم يقتل؟ هناك أشياء من هذا القبيل، لكن هذا ليس كذلك، فهذا فكر.
والآن يُقال إنه سيكون هناك لقاء مع أردوغان، بالطبع، نريد دائماً أن نتعامل بشيء من التفاؤل، فنهجنا هو نهج تشجيعي، في حين أنه لا يوجد شيء من الميدان، ولكننا نشجع على ذلك، إذا كان هناك مثل هذا اللقاء، فهو إيجابي، نريده أن يكون إيجابياً، ويُقال أيضاً إنه سيكون هناك لقاء مع القائد قريباً، لكن في الوقت الحالي لا توجد في الحقيقة أي خطوات تبعث على التفاؤل، بالطبع نريد أن نأخذ هذه العملية إلى النهاية، نحن ندعمها، فلا يوجد تقصير في نهجنا وموقفنا في هذا الصدد، نحن واضحون، لكن الحكومة هي التي يجب أن تفي بمتطلباتها.
أعلنتم وقف إطلاق النار فور دعوة القائد عبد الله أوجلان، وتحافظون على هذا الهدنة منذ أربعة أشهر، إلا أن الجيش التركي يستخدم أسلحة محظورة، بما فيها الأسلحة الكيماوية، ويهاجم مقاتلي الكريلا، أصدرت قوات الدفاع الشعبي قبل أيام بياناً هاماً وموسعاً بهذا الشأن، كيف نفهم إصرار الحكومة على شن الهجمات العسكرية...؟
كيف نفهم...؟ هل يجوز شيء كهذا...؟ لقد تم وقف إطلاق النار، وصدرت دعوة من دولت بهجلي، تعامل القائد آبو معها بإيجابية، ولأنها كانت دعوة لوقف الكفاح المسلح، أعلنت الحركة وقف إطلاق النار قبل انعقاد المؤتمر، ولن تقوم بأية عملية، ولا تخطط للقيام بأية عملية، الآن، انعقد المؤتمر، واتُّخذ قرار الحل، وقرار إنهاء الكفاح المسلح، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تنفيذ هذا الهجوم يُعد استفزازاً واضحاً، هكذا يجوز ذلك...؟ من يقبل بهذا...؟ هل يقبل مسؤول حكومي أو مسؤول دولة أو سياسي هذا الشيء...؟ هل يجوز شيء كهذا...؟ طبعاً، الموجودون هناك سيدافعون عن أنفسهم، أنتم تذهبون نحو الموت، تستخدمون الغاز الكيماوي، وتستخدمون أسلحة محظورة، حقاً هذا وضع خطير للغاية، سنقيم هذا بهذه الطريقة، هناك جهات داخل الدولة تريد تخريب هذه العملية، هذا هو معنى ذلك، لماذا تهاجمون هؤلاء...؟ لا توجد أية عملية، ولا محاولة للقيام بعملية، هذا وضع خطير، بلا شك، أشياء كهذه تسبب قلقاً في المجتمع، تسبب قلقاً لدى الجميع، نعم، نقول إن هناك جزء في الدولة يعارض العملية، ويريد تخريبها، إذن يجب على الدولة، الحكومة التي تدير هذه العملية، أن تتدخل في هذا الأمر، يجب ألا تقف موقف المتفرج، هذا ما أقوله.
لا تزال مخاوف الأوساط الصديقة بشأن الحكومة مستمرة، هل تشعرون أنتم أيضاً بهذه المخاوف...؟ ما هي سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية التي تُسبب استمرار هذه المخاوف...؟ وأيضاً، وهل يكفي فقط التعبير عن القلق...؟
هناك العديد من الأمور التي تثير قلق المجتمع والأصدقاء، لهذا السبب لا يمكننا أن نقول لماذا هم قلقون، لا يُطلق سراح السجناء المرضى، بل يُتركون معرضون للموت، ولا يزال اعتقال الناس قائماً، يستهدفون المعارضون، ويعتقلون الصحفيين، على الرغم من أننا اتخذنا خطوات مهمة، إلا أن إنهاء الكفاح المسلح وحل حزب العمال الكردستاني أمر بالغ الأهمية، ولكن عندما لا تتخذ الدولة والحكومة خطوة، فهذا بالتأكيد يثير القلق، تنشأ المخاوف بين الناس وبين الأصدقاء، نحن نتفهم هذه المخاوف، ولكن النهج حيال المخاوف فقط لا يكفي، نعم، يمكن لأصدقائنا وشعبنا أن يفكروا بهذه الطريقة، وأن يشعروا بالقلق، ولكن، المهم هو تبني هذه العملية، والنضال لإنجاحها، يجب القيام بذلك، الحركة والتحرك على أساس المخاوف ستمنع النضال، وستصبح عقبة أمام الجهود، وستصبح عقبة أمام المشاركة الحماسية، يجب أن نشارك في هذه العملية بحماس، وننظم أنفسنا، ونخوض نضالاً فعالاً، ونخلق ضغطاً اجتماعياً على الدولة والحكومة، هذه هي المهمة، قول أشياء كهذه لا يكفي، فلننتقد، وننتقد، وانتقدنا أيضاً، إن موقف لماذا لا يقوم بذلك، لماذا لا تقوم الدولة بذلك، شيء خاطئ، وناقص، سوف نخوض النضال، سنخلق النضال الديمقراطي، وسنخلق التنظيم، وسننشر عملية السلام والمجتمع الديمقراطي في جميع أنحاء المجتمع، ونحولها إلى ضغط اجتماعي، وسنوسعها، بهذه الطريقة، سنقوم بواجبنا، لأن هذا ليس شيئاً يمكن للحكومة وحدها القيام به، إذا لم يتبناها المجتمع، والسياسة الديمقراطية، والقوى الاشتراكية، وإذا لم تتواجد قوة اجتماعية وراء مثل هذه العملية، فإن الدولة والسلطات سوف تستخدم هذه القضية كأداة لأنفسها، وحدث مثل هذا الأمر في السابق، لذلك، فإن مجرد التعبير عن المخاوف، لا يكفي حقيقةً، يجب تنظيم جميع شرائح المجتمع، النساء والشباب والعلويين والعمال والكادحين والاشتراكيين والبيئيين، وجميع شرائح المجتمع المختلفة، وتولي مسؤولية عملية السلام والمجتمع الديمقراطي، والضغط على الحكومة والدولة، تتطور الديمقراطية بهذه الطريقة، الديمقراطية هي نتيجة النضال، أي أن هذا يحدث من خلال نضال المجتمع ومطالبه، من خلال تنظيم وتفعيل مطالب المجتمع، قال القائد آبو: "لغة الديمقراطية هي العمل"، العمل لا يعني العمل المسلح، بل العمل الديمقراطي، هناك العديد من الطرق والوسائل للعمل الديمقراطي، عندما يحدث هذا، سنكون قادرين على القول إننا نخوض النضال من أجل الديمقراطية والحرية، وإننا نتبنى هذه العملية، وإلا، فلا يوجد موقف صحيح، وإلا، فلا يوجد موقف ديمقراطي، الديمقراطيون لا ينتظرون، الديمقراطيون ينظمون أنفسهم، وينخرطون في الحركة والعمل، ويريدون ويحاولون التغيير، يحاولون تغيير القوانين، ولذلك ندعو الجميع إلى تنظيم أنفسهم حول الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي وخوض نضال كهذا.
تستمر حملة الاعتقالات للحكومة ضد حزب الشعب الجمهوري بلا هوادة، كما أن تعيين الوكلاء على بلديات حزب الشعب الجمهوري أصبحت موضوع نقاش، إلى أي مدى يمكن تحقيق الديمقراطية في تركيا من خلال نشر سياسات الضغط...؟
إن القضية الكردية هي قضية ديمقراطية، كما أن الديمقراطية هي قضية نضال، وكما قلت، بانتظار الدولة والسلطات وحده لا يكفي، بلا شك، من الصعب على المرء أن يعطي معنى لمحاولات الحكومة، يعني أقول هذا من منطلق دعوة" السلام والمجتمع الديمقراطي"، لأنه في كل مكان حول العالم، وفي عمليات حل النزاعات، تسعى السلطات والحكومات والجهات المعنية إلى تعزيز الدعم الاجتماعي والسياسي، بهذه الطريقة يريدون حل المشكلة، هذا معيار عام، الجميع يريد ذلك، والشيء الذي يجب على كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هو خلق مثل هذا الوضع بحيث تقدم كافة أوساط المعارضة بما فيهم حزب الشعب الجمهوري الدعم هذه العملية، بحملة الاعتقالات هذه فإنهم يخربون هذا الدعم، إنهم يخلقون وضعاً بحيث يصبحون عائقاً أمام الدعم، ويخلق موقفاً معاكساً، بلا شك، هذا الموقف المعاكس أيضاً يجلب معه تأثيراً معاكساً، المعارضة هي بذاتها تقول، كيف سيتم التوصل إلى حل في ظل هذا الكم من الهجمات و الأعمال المضادة للديمقراطية...؟ هل تستطيعون أن تقولوا بأن هذا ظلم...؟ لذلك وحقاً، لا يوجد موقف ونهج صحيح، إنه يتحول إلى موقف ونهج وطني يجعل جدية العملية موضع نقاش، في هذا الصدد أريد أن أقول هذا.
بعض أوساط المعارضة، عند انتقادها هجوم حزب العدالة والتنمية على حزب الشعب الجمهوري، تقول: "لا يجوز أن تكون هناك ديمقراطية في الشرق، وفاشية في الغرب"، هل وصلت الديمقراطية إلى كردستان...؟ هل يمكن أن تصل الديمقراطية إلى تركيا برفض حل القضية الكردية؟
ردّت الرفيقة بسي هوزات أيضاً على هذه المسألة، قالت: سيكون هناك ضغط وفاشية في تركيا، ولن تكون هناك ديمقراطية في كردستان، وهو كذلك، إذا كان سيتحقق الديمقراطية، فيجب أن تكون في كردستان وتركيا، إذا كانت هناك فاشية في مكانٍ ما، فستتواجد في كل مكان، ولكن هنا بعض الأقوال هنا غير مفهومة حقاً، لا يمكن بهذا الشكل، ستقول إن القضية الكردية قد حُلّت، ووصلت الديمقراطية إلى كردستان، وأصبحت كردستان حديقة وبستان ورود، ولا يوجد شيء إيجابي في تركيا، هل يوجد وضع كهذا في كردستان...؟ هناك عشرات الآلاف من السجناء، هل هناك عرق كردي...؟ نعم هناك، هناك أيضاً عرق تركي، جيد، ماذا يمكن للكرد أن يفعلوا، ما هي حقوقهم...؟ هل يمكنهم استخدام لغتهم، واستخدام ثقافتهم، هل لديهم إدارة خاصة بهم...؟ لا يوجد شيء، كما لو أن الكرد قد حققوا كل شيء، وأن التعليم بلغتهم الأم في تركيا قد انخفض، وعُرقِل، وقلت حقوقهم الوطنية، تقول وكأن الأتراك يتعرضون للضغوط، ما هي الحقوق التي حصل عليها الكرد...؟ ما هي الحقوق الأساسية التي أُقرت قانونياً...؟ من يستمع إليهم سيقول إن كل شيء في كردستان حقول وبساتين من الورود، وتم التضحية بكل شيء وأن الأتراك يتعرضون للظلم، لم يبقَ سوى أن يقولوا لا يوجد التعليم باللغة الأم في تركيا، ولا توجد ثقافة خاصة بها، ولا تستطيع إدارة نفسها، عليهم أن يعلموا ذلك، ما لم تُحل القضية الكردية، لن تصل الديمقراطية والحرية إلى تركيا، إذا كان هناك شيء في تركيا تشكون منه فيما يتعلق بالديمقراطية والحرية، فسببه هو وجود القضية الكردية، ووجود القضية العلوية، ما لم تُحل هاتان المسألتان الأساسيتان، كيف ستأتي الديمقراطية والحرية إلى تركيا...؟ لذلك، إذا كانوا صادقين، وديمقراطيين حقيقيين، ومناصرين للحرية، فعليهم أن يدركوا هذه الجدلية، أيًا كانت مشكلتهم، فإن مصدرها هو عدم حلّ القضية الكردية، لذلك، فإن تلك الكلمات الرخيصة والدعاية تستفز المجتمع التركي أيضاً، هذا يعني من ناحية، معاداة الكرد، عليهم الرجوع عن ذلك.
أرسل القائد عبدالله أوجلان وثائق مهمة إلى مؤتمركم، نُشرت هذه الوثائق في العدد الأخير من صحيفة "سرخبون"، وبالطبع، تقرأها الكثير من الأوساط ويحاولون فهمها، وإلى جانب الدعم، فسرها البعض بأشكال مختلفة وأبدوا استياءهم، ما الذي تودون قوله بخصوص هذا الوضع؟
إن تعمّق القائد آبو بالغة الأهمية، ففي الواقع في السجن، وبتقييم السجون؛ هكذا كان الحال عبر التاريخ؛ من بقوا في السجن حوّلوا السجون إلى ساحة وفضاء من التعمق الفكري، والتعمق الأيديولوجي والنظري، وتعمق الشخصي، وأعظم مثال على ذلك في التاريخ هو القائد آبو في الواقع، ويجب قولها بهذه الطريقة، هناك أمثلة أخرى في التاريخ، لكن المثال الأبرز هو القائد آبو، حيث أعلن القائد آبو عن تعمقاته خلال السنوات العشر الأخيرة في هذه العملية، حيث أن ظروفه غير ملائمة، وبعبارة أخرى، في تلك الظروف غير الملائمة يريد أن ينقل تعمقاته خلال السنوات الـ 10 الأخيرة إلى الشعب الكردي والشعب التركي وشعوب العالم، ولا سيما التقييمات الأخيرة والإضافات اللاحقة التي أجراها القائد، في الأساس، هناك وجهة نظر فلسفية للقائد، حيث يقوم القائد بتقييم العالم والأحداث والاشتراكية والديمقراطية والنضال بمنظور فلسفي جديد، إنها وجهة نظر فلسفية، هذا أمر مهم، عندما ناضلنا في البداية من أجل الاشتراكية، قرأنا المبادئ الأولى للفلسفة، ثم المبادئ الأساسية للفلسفة، ثم المادية التاريخية، وكان هناك كتاب إنجلز ”ديالكتيك الطبيعة“. وبالتالي، ظهر منظور فلسفي إلى الواجهة، وبطبيعة الحال، هناك أوجه القصور في الواقعية الاشتراكية وأيضاً أوجه القصور في هذا المنظور الفلسفي، كما قام القائد بتقييمه أيضاً، فهو يقيّم نواقص المادية من الناحية الفلسفية، حيث تنبع عيوب الواقعية الاشتراكية منها، ولذلك، لدى القائد تركيز فلسفي مهم لتصحيح الأساس الفلسفي لهذه النواقص، ولديه تقييمات مهمة حول هذا الموضوع، ويقول القائد آبو إن هناك قوانين للطبيعة، لكن قوانين المجال الاجتماعي ليست كقوانين الطبيعة، يقول إن هناك ميول، هذه مقاربة فلسفية مهمة.
في هذا الصدد، بالطبع، يجب على الجميع قراءة تقييمات القائد ومناقشتها، ويمكنهم أن ينتقدوا إذا لزم الأمر، وإذا كان هناك أي تقصير، عليهم أن يذكروا ذلك، لا توجد مشكلة في هذا الصدد، ما داموا صادقين ولديهم نوايا حسنة، يمكنهم أن يجدوا أوجه القصور ويمكنهم أن يكملوها، وبعبارة أخرى، عليهم أن يتعاملوا بشكل صحيح، ولقد طرحتُ هذه المسائل والمواضيع مراراً في برامج سابقة، إن تكرار ما قاله ماركس بعد 150 عاماً ليس التزاماً بماركس، ما هو مستوى العلوم الفيزيائية قبل 150 عاماً، وما هو مستواها الآن؟ وما هو المستوى الذي كانت عليه العلوم الاجتماعية والعلوم المجتمعية في الماضي وما هو المستوى الذي هي عليه الآن؟ أي أن هناك حياة مهمة قد عشناها، ويأخذ القائد آبو هذه الأمور في الاعتبار، وينتقد بعض تقييمات ماركس، ويتنقد تقييمات لينين، يجب على المرء أن يفهم هذه الأمور، فالقائد آبو يفعل ذلك احتراماً لعملهما، إنه يفعل ذلك من أجل خلق الاشتراكية الصحيحة، الاشتراكية المثمرة، وأستطيع أن أقول هذا، ومن يناهض الرأسمالية بشكل متعمق وواسع وصحيح وشامل حقاً في العالم اليوم هو القائد آبو، إنه أعمق وأشمل اشتراكي في التاريخ، أي إنها اشتراكي، إنه كذلك، وهكذا نراه. نعم، يمكن للمرء أن يقرأ وينتقد، لكن لا ينبغي أن تكون هناك مقاربات رخيصة، لا ينبغي أن تكون هناك مقاربات دعائية، ينبغي مناقشتها وتقييمها، حيث أن القائد منخرط في التركّيز من أجل الجميع، فقد قام القائد آبو أيضاً بالتركيزات التي كان ينبغي أن يقوم بها الآخرون، علينا أن نفهم ذلك في البداية، وهذا هو نهج القائد آبو فيما يتعلق بمواضيع الاشتراكية الجديدة والنضال، نعم، كانت هناك أوجه قصور ونواقص في الماضي، ولم يكن الإدراك بهذا القدر.
في عهدنا، ظهر كتاب فريدريك انجلز بعنوان" أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة "، وكتاب مورغان عن المجتمع القديم، أما الآن، فقد أُجريت العديد من الدراسات الأثرية، وآخرها دراسة تل ميرازا، الخ.....، سواءً شئنا أم أبينا، فإن هذه الأبحاث تُغير النظرة إلى التاريخ، وستُغيرها أيضاً، يجب أن نفهمها بهذا الشكل، في فلسفة القائد آبو ونهجه ضد الرأسمالية والدولة والديكتاتورية، لا يوجد نضال أقل قبولاً لديهم، بل على العكس، القائد آبو يكشف عن وجههم الحقيقي، ويفتح الطريق أمام نضال أكثر تأثيراً، يكشف عن حقيقتهم للعلن، من هذه الناحية، فإنّ نقد القائد آبو في محله، صحيح أن ماركس كان ضد الرأسمالية، لكنه لم يُقيّمها بشكل مفصل وموسع، من هذه الناحية، يجب أن نُعطي القائد آبو حقه، أقولها مرةً أخرى، إنه يُعطي لكل شيء حقه، إنه لا يظلم لا أنجلس، ولا ماركس، ولا موسى، ولا محمد، أو أي شخص آخر، بل يقولون: أعطوا قيصر حقه، توجد لدى القائد أخلاق وضمير من هذا النوع، لكن هناك تفكيراً نقدياً وفلسفة للنقد الصحيح، هذا قوي جداً عند القائد، هناك معايير للقبول والرفض لدى القائد، إنه لا يقبل كل شيء، لا يقبل ما هو غير صحيح على أنه صحيح، يرفضه، في هذا الصدد، أدعو اليساريين والاشتراكيين بشكل خاص إلى فهم القائد بشكل أدق وأصح، وإعطائه حقه، وجعل انتقاداتهم بناءة، لا دعائية أو عاطفية، نعم، يمكنهم انتقاد ما لا يرونه أو لا يفهمونه، نحن لا نقول شيئاً حول هذا، لا مشكلة لدينا مع من يناقش، ولكن يجب ألا تكون هناك مقاربات ممنهجة ومقصودة.
إنه يغضب من الأخطاء، هذا الغضب جعل من القائد ثائراً عظيماً، هذا الغضب جعلنا ثواراً عظماء، هذا ما قادنا إلى نضال دام خمسين عاماً، غضبنا عظيم، قبل النواقص والأخطاء، فإن غضبنا كبير ضد أنفسنا، إذا لم نُصلح أخطاءنا، فكيف سنقضي على العدو...؟ كيف سنهزمه...؟ في هذا الصدد، يقولون: "لا أعرف أي تاريخ الكرد انتقده القائد، ولا أعرف أي من الكرد انتقدوه"، نعم، إنه ينتقد، وينتقد، ينتقدنا كل يوم، هذه هي شخصية القائد آبو، لا يقبل الأخطاء، ولا يقبل الأخطاء، لا يتعايش مع الأخطاء لا يتعايش مع النواقص، لا يريد للكرد أن يعيشوا مع هذا، ولهذا السبب فقد أسس الآن كردًا جميلين، الكرد الذين خرجوا هم أجمل شعوب العالم، نعم، لا تزال هناك نقائص وعيوب، لا يزال هناك متعاونون، لا يزال هناك انفصال عن واقع كردستان في المجتمع الكرد، لكن واقع الكرد، والكردستانيين، وواقع المرأة الكردية الذي تم خلقه خلال الخمسين سنة الماضية كان مبنياً على هذه الانتقادات.
صدقاً، كان الرجال الكرد غاضبين للغاية عندما تعرضوا للانتقاد لأول مرة، لم نكن في وضع يسمح لنا بقبول النضال من أجل حرية المرأة والتغيير بأنفسنا على هذا الأساس، لقد دخلنا هذا المسار تحت ضغط وانتقادات القائد، إذا كان الكرد يناضلون الآن، وإذا كان شبابنا أكثر نكراناً للذات، وإذا كانت هناك وطنية عظيمة، وإذا كان الكرد في روج آفا وشرق كردستان وفي كل مكان يناضلون تحت تأثير أفكار القائد آبو، فقد حدث هذا من خلال انتقاد العيوب، لقد حدث من خلال انتقاد النواقص، إذا قاموا وحوّلوا هذا إلى ديماغوجية... ما هي القيم الكردية التي أنشأناها خلال 50 عاماً...؟ ماذا ظهر في الوسط...؟ لو لم يحدث هذا النضال ما نوع النضال الذي كان سيكون ...؟ عندما يتحدث شخص ما، يجب أن يشعر بالخجل.
من الهوريين والغوتيين والميديين إلى يومنا هذا، أبرز جميع الجوانب الإيجابية في التاريخ الكردي، وأسس الكرد، لا تزال هناك جوانب كثيرة لم تُكشف، يُعطي تاريخاً نزيهاً للكرد، يقول القائد آبو: "أسعى إلى بناء العقل الكردي"، هذا في غاية الأهمية، سابقاً، كان العقل الكردي دائماً في خدمة الآخرين، لا يُراعي مصالحه الخاصة، ولا يخدم نفسه.
القائد الآن ينشئ عقلاً كردياً يخدم نفسه – بدون شك، ليس قومياً أو ضيق الأفق عندما يخدم نفسه -ليس فقط من أجل نفسه، بل من أجل جميع الشعوب، البشرية جمعاء، ليس شعباً كردياً يعادي بعضه البعض، إنه يسعى إلى خلق عقل كردي يُنمّي نفسه ويُنمّي محيطه، على جميع الكرد أن يحاولوا فهم هذا العقل الكردي، فليحاولوا التعلم، في هذا الصدد، يجب ألا نأخذ انتقادات بعض الأوساط الكردية على محمل الجد إطلاقاً، إنها لا معنى لها، عمّا تتحدثون...؟ ماذا هناك...؟
في الواقع، رفاقي أيضاً شاهدوا ذلك وأرسلوه لي، أجرى علي كمال أوزجان مقابلة، على قناة يوتيوب، هناك ينتقدنا، أي أنه يصورنا كعقبات أمام عملية حل القائد، أقول هذا لئلا يحدث سوء فهم في المجتمع، قلتُ، إنه يجب على الجميع أن يعلموا أن القائد آبو لا يَخدِع ولا يُخدَع، يجب على الجميع أن يعلموا هذه الحقيقة، إنه ليس قائداً مخادعاً، وليس قائداً يمكن خداعه، قلتُ هذا صراحةً في سؤالي.
يقول علي كمال أوزجان: "استمعتُ إلى قره سو، وتبيّن أنهم يخدعون قائدنا"، هل يجوز أن يتم عكس الحديث بهذا الشكل...؟ هل يجوز أن يتم عكس التقييم بهذا الشكل...؟ أنت أستاذٌ في القانون الدستوري، تُجري أبحاثاً وتحليلات، قرأتَ كثيراً، هل تفهم كل ما تقرأه بهذه الطريقة...؟ هل تفهم كل ما تسمعه بهذه الطريقة...؟ كنتُ أقول: "هذا القائد لا يُخدع"، إنه القائد، قمتَ وقلتَ: "يقول قره سو إنهم يخدعون قائدنا"، هذا يُظهر مستواك.
بالطبع لا أريد أن أتطرق إلى هذا الموضوع، لا أريد الخوض فيه، حقاً... هل هذا يجوز...؟ يكذب ويدّعي أشياءً لا أساس لها عن رفاق آخرين أيضاً، يبدو أن هناك تحيّزاً ضدنا، هناك تحيّزٌ في ذهنه، طبعاً، وفقاً له، هذا الحزب ضدّ آبو من كلّ النواحي... ولأنه تم خلق مثل هذا التحيّز، فإنه عندما يستمع إلينا، يفهم عكس ذلك، عليه أن يتخلى عن هذا النهج.
حسناً، إننا نقيّم ما يقولون...أليس كذلك؟ صح أم لا... لكن حقيقةً، الذين يعكسون الأشياء بهذا الشكل، لا يليق بهم، يعني هو أيضاً قال ذلك.
كما يقول بعض أصحاب العقول الفاسدة، لم أحضر المؤتمر، ولا أعرف ما حدث، هذا أيضاً يقوم ويقول... "قره سو لم يشارك في المؤتمر، أتمنى أن يكون بصحة جيدة"، طبعاً واضح، كيف هو عقلك، عقلك أيضاً يعمل مثل عقل هؤلاء الفاسدين، كيف أن هؤلاء أصحاب العقول الفاسدة يعادون القائد آبو حزب العمال الكردستاني، فهم يُقيّمونه بهذه الطريقة، أنتم أيضاً تتبعون نهجاً مشابهاً، هذا ما أقوله حيال هذا الموضوع، بالطبع سألتَم عن الموقف الذي يجب أن يتخذه الكرد والمثقفون والذين يفهمون بشكل صحيح، ضدهم، لا ينبغي لأحد أن يرى الساحة فارغة ويتحدث بهذا الرخص، هل يجوز هذه المقاربات الرخيصة ...؟ لا أعرف، لم أحضر المؤتمر، أتساءل إن كانت صحته جيدة...؟ أتمنى أن يكون بصحة جيدة... يجب أن أقول أيضاً، كمال أوزجان شخص مثير للاهتمام، لكنه حقاً يقلب الأمور رأساً على عقب، ويخدع الرأي العام كثيراً، ويحاول خلق صورة سلبية عنا... هناك العديد من الأساتذة ذوي العقد النفسية في تركيا، يا هل ترى ما مدى كفاءته كبروفسور...؟
العملية الجديدة في الشرق الأوسط تتطوّر، ما هو شكل الشرق الأوسط الذي يسعون لتشكيله، وما الذي تحاول القوى المهيمنة والرأسمالية في الشرق الأوسط القيام به، هذا ما قيل، في هذا الصدد، كثيراً ما قيل، سيأتي دور إيران، طبعاً إيران قيّمت التطور بشكل صحيح.
حادثة حماس هذه، وهجوم حزب الله على إسرائيل، والهجمات اليمنية، حقيقةً، إيران قطعت الغصن الذي تحتها عن جهل، وضربت به نفسها، في السياسة، يُطلق على هذا، وفقاً للظروف والتطورات الملموسة للأجندة، اسم التحليل الملموس.
في الشرق الأوسط، هُزم حزب الله مؤخراً، وانهارت سوريا، تعبت القوى الوكيلة، وحان دور إيران، أظهرت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بوضوح موقفاً تجاه إيران مفاده: "لن تكونوا عقبة أمام سياساتنا في الشرق الأوسط، ستتصرفون وفقاً لذلك"، قالوا: "إذا لم تتصرفوا وفقاً لذلك، فسنهاجمكم ونسحقكم".
الآن، هناك حقيقة: إسرائيل غاضبة جداً من إيران، الولايات المتحدة غاضبة جداً أيضاً، إسرائيل غاضبة جداً لأسباب تاريخية، يجب أن نعلم ذلك، أطول علاقة عاطفية واستراتيجية في التاريخ هي بين اليهود والإيرانيين، العلاقة بين الإيرانيين واليهود تاريخية، يربط اليهود وجودهم بطريقة ما بالإيرانيين، هذه أيضاً حقيقة، لعب الفرس دوراً مهماً جداً في وجود اليهود، لقد دعموهم، هناك علاقة تاريخية، لقد أصبحت هذه علاقة تاريخية بالنسبة لهم.
أثارت الثورة الإسلامية في إيران، وما تلاها من عداء تجاه إسرائيل، غضباً شديداً في إسرائيل: "أنتم تُحوّلون صديقتنا التاريخية، إيران التاريخية، مجتمعنا ودولتنا التي تربطنا بها أفضل العلاقات، إلى عدو لنا، أنتم تحرموننا من شيء كهذا". وبهذا الفهم، ساد غضب وردود فعل شديدة، بمعنى آخر، بالإضافة إلى ردود الفعل الإقليمية الراهنة من إسرائيل، كانت هناك أيضاً ردود فعل تستند إلى هذه الحقيقة التاريخية، في الواقع، كان هذا أيضاً وبشكلٍ ما رد فعل الولايات المتحدة.
لأن إيران تعتمد أيضاً على الشرق الأوسط إلى حدٍ ما، تعتمد على آسيا، تعتمد على روسيا، يُسمون ذلك وضع جيوسياسي، وضع إيران الجيوسياسي مهم جداً لتركيا أيضاً، من ناحية، أرادوا إضعاف إيران، أرادوا استسلامها.
لكنهم رأوا هذا: إذا تمادوا، فلن تكون الفوضى والاضطرابات في إيران في مصلحتهم... برأيي، يريدون أيضاً إيران كاملة، هناك نهج تكون فيه إيران متكاملة معهم وتلعب دوراً في استراتيجياتهم.
لم يأخذوا هذا في الاعتبار، لم يأخذوا في الاعتبار خطر توسع إيران، وانهيارها في بعض الجوانب، والعواقب، وعدم اليقين، فتوقفوا، لكنهم أضعفوا إيران، الآن هم أصبحوا ضعفاء، من الآن فصاعداً، سيحاولون تنفيذ سياساتهم بناءً على هذا الضعف، هكذا يبدو.
إذا لم تتبنَّ الدولة الإيرانية سياساتٍ خلاقةً في هذا الشأن، وإذا لم تتبنَّ سياساتٍ تُقوِّي نفسها، فلن تتمكن بالتأكيد من الحفاظ على هذا الوضع الراهن طويلاً، وينطبق هذا أيضاً على تركيا.
يُقال الآن إنه يجب تعزيز الجبهة الداخلية، كيف يُمكن تعزيز الجبهة الداخلية؟ سيتم ذلك من خلال التحول الديمقراطي، من خلال حماية حرية المجتمعات والشعوب الأخرى والاعتراف بها... ففي النهاية، لكي تُقوِّي تركيا نفسها وتُقوِّي جبهتها الداخلية، يجب أن تصبح ديمقراطية.
في الواقع، إن تاريخ إيران مُناسبٌ لذلك، لكن في السنوات الأخيرة، في العملية الأخيرة، ابتعدت عن تاريخها بفهم الدولة القومية، في هذا الصدد، يعتمد مستقبل إيران إلى حدٍّ ما على سياسات التغيير والتحول، في شرق كردستان، ما هو النهج الذي ينبغي أن يتبعه، وخاصةً قوى الحرية الكردية وجميع القوى الديمقراطية في إيران في الفترة المقبلة؟ بلا شك الشرق الأوسط ينقلب رأساً على عقب ويتغير، وقد عاشت إيران أيضاً تغييراً، أصبحت إيران أضعف.
بعد إيران، قد يصبح الوضع أكثر خطورة من الآن فصاعداً، في هذا الصدد، فإن نهج القوى الكردية في شرق كردستان، وأيضاً جميع شعوب إيران، ديمقراطييها، في هذه العصر، بعيدين عن القومية، وليس نهجاً استبدادياً تجاه مختلف الأديان والأعراق، بل يمكنهم طرح برامجهم المشتركة بفهم ديمقراطي يضعهم في إطار النظام الديمقراطي، بفهم الأمة الديمقراطية، بفهم التحول الديمقراطي.
يمكن أن يؤدي هذا في الوقت نفسه إلى برامج كهذه، وفي الوقت نفسه إلى الاتفاق على برنامج مع الدولة، ينبغي أن يكون الأمر كذلك، وكما يسعى القائد آبو حالياً إلى طرح برنامج مماثل في شمال كردستان، ينبغي وضع برنامج مماثل في شرق كردستان، قائم على إرساء الديمقراطية في جميع أنحاء إيران، وعلى الحياة الحرة والديمقراطية لمختلف الطوائف العرقية والدينية في جميع أنحاء إيران، على أساس ديمقراطيتهم الإقليمية، عليهم توضيح موقفهم، إيران بحاجة إلى هذا.
قد تحدث هجمات من الخارج، وقد تحدث أمور أخرى، هذا أمر يتجاوزهم، طبعاً ولأنه لا يوجد هكذا نظام ديمقراطي في إيران، ولا توجد ديمقراطية، فهي تواجه هجمات خارجية، بدون إرساء الديمقراطية، وبدون الاعتماد على القوة الديمقراطية لمجتمعها، لا يمكنها أن تصبح معادية للإمبريالية، لا يمكنها مقاومة هجوم خارجي بالسلاح وحده، إن أعظم دفاع عن النفس، وأعظم مصدر للمقاومة، هو أن تصبح نظاماً ديمقراطياً من خلال تحقيق السلام مع مجتمعها.