ندوة هامة في الحسكة تسلط الضوء على ملفات التفاوض مع سلطة دمشق
سلطت ندوة حوارية نظمها مجلس سوريا الديمقراطية بعنوان "التفاوض"، على ملفات التفاوض بين الإدارة الذاتية وسلطة دمشق، وأكد المشاركون فيها أن الحوار السوري السوري هو الحل الأمثل للوصول إلى سوريا المستقبل، مشيرين إلى أن تعنت النظام السابق وعدم قبوله للحوار كان السبب في سقوطه.
بهدف تسليط الضوء على واقع العملية التفاوضية مع سلطة دمشق، وسبل دفعها نحو تحقيق حل سياسي شامل في سوريا، نظّم مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) ندوة حوارية بعنوان "التفاوض" في مكتبه بمدينة الحسكة، بحضور شخصيات سياسية ومجتمعية من مختلف مكونات المنطقة.
التفاوض هو السبيل إلى الاستقرار
وتوزعت محاور النقاش على ثلاثة محاور رئيسة؛ المحور الأول حمل عنوان "سياسة التفاوض لمسد وفق اتفاقية قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي وأحمد الشرع"، وأدارها الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية، حسن محمد علي.
وأشار محمد علي أن سوريا ومنذ عام 2011 دخلت في مرحلة أفرزت نتائج كثيرة ووصلت إلى انهيار البنية المركزية للنظام البعثي وسقوطه وذلك نتيجة تعنته وعدم قبوله للحلول، وأضاف: "من أجل الوصول إلى حل مستدام واستقرار سياسي يعد التفاوض أداةً أساسية من أجل حل المشكلات".
ولفت أن سوريا عامةً ومناطق شمال وشرق سوريا خاصةً تعرضت للكثير من المظالم والحروب ويتوجب على الجميع أن يدرك ما تعيشه سوريا وما يتطلب للوصول إلى سوريا المستقبل، وأضاف: "لذلك نرى التفاوض وبمشاركة جميع السوريين عملية استراتيجية للوصول إلى الاتفاق من أجل إنهاء الأزمة التي تعيشها سوريا"، مؤكداً أن على السوريين إدراك أن "الحوار هو السبيل للوصول إلى بر الأمان".
تدخلات خارجية تعيق الحوار
وتطرق محمد علي إلى الاتفاقية التي وقعها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ورئيس سلطة دمشق أحمد الشرع، وقال: "كان هناك اتفاق بتشكيل لجان، وقد تم تشكيلها، ولكن هناك تحديات تواجه الحوار إلى جانب وجود تدخلات بدأت بملف سد تشرين وصولاً إلى ملف التعليم، فهناك بعض القوى التي تريد فرض أجنداتها وهناك قوى لا تريد تقديم التنازلات".
وأكد أنهم إذا لم يكونوا يثقون بالنجاح لما كانوا دخلوا المفاوضات، ولكنه حذر في الوقت نفسه من التدخلات الخارجية، مضيفاً: "إن السلطة الانتقالية في دمشق ربما تنظر إلى الواقع السوري الحالي من منظور النظام السابق بأن تكون مركزية وألا تقدم تنازلات وهذه من إحدى التحديات، ولكن في المقابل هناك إنجازات حققتها الإدارة الذاتية خلال عقد من الزمن، وللوصول إلى حل مستدام يتوجب تقديم التنازلات من الطرفين لمصلحة الشعب السوري".
السوريون يؤمنون بالحوار
وأوضح محمد علي أنه أثناء توقيع الاتفاق بين عبدي والشرع، خرجت احتفاليات في عموم سوريا، وهذا دليل إيمانهم بأن المشكلات تُحل بالحوار، وقال: "نحن مصرون على إنهاء الحروب والصراعات واتخاذ الحوار أساساً للحل"، مشيراً إلى ضرورة معرفة كيفية التعامل مع القوى الدولية بهدف تحقيق التحول الديمقراطي، واصفاً هذا الاتفاق بأنه تاريخي وإنجازه سيحقق الاستقرار لسوريا.
النظام السابق رفض الحوار في ملف التعليم
أما المحور الثاني من الندوة، فسلط الضوء على ملف التعليم في إقليم شمال وشرق سوريا والتحديات التي تواجه الطلبة، وأدار هذا المحور نائب الرئاسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، أزاد علي.
وفي بداية المحور تطرق علي إلى الحوار مع النظام السابق في ملف التعليم وقال: "كان النظام السابق يرفض جميع المقترحات حول ملف التعليم، وكان يعتبر هذا الملف خطاً أحمر لا يجب الحديث عنه مثل غيره من الملفات".
وأشار إلى أنه بعد سقوط النظام السابق، بدأت عملية تفاوض بين الإدارة الذاتية وسلطة دمشق الجديدة وذلك بوساطة من منظمة اليونيسف، وأضاف: "نتيجة حوار استمر على مدار يومين توصلنا إلى صيغة إيجابية لكلا الطرفين".
سلطة دمشق الجديدة لم توقع على بنود الاتفاق
وبحسب علي فأن أول المواضيع التي اتفقوا عليها كان موضوع إجراء الامتحانات الثانوية والإعدادية في مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب مواضع أخرى، وقامت وزارة التربية لدى دمشق برفع هذه الورقة إلى سلطة دمشق، ولكن الدستور الجديد الذي أقرته سلطة دمشق منح رئيسها حق الاطلاع والموافقة على جميع الاتفاقيات، ولذلك رفضت سلطة دمشق هذا الاتفاق ولم تصادق على بنوده حتى الآن.
المحاولات لا تزال مستمرة وأبواب جامعات شمال وشرق سوريا مفتوحة أمام الجميع
وأوضح آزاد علي أن دمشق هي من أوقفت الاتفاق ولم تصادق عليه، مؤكداً أن محاولاتهم لا تزال مستمرة وقال: "هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا قامت بالتحضير للعملية الامتحانية منها تحديد المراكز وعقد سلسلة من الاجتماعات، وهناك جهات دولية تحاول حل هذه الإشكالية"، مشيراً إلى احتمالية إجراء الامتحانات في مناطق شمال وشرق سوريا.
وبيّن علي أن هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية طالبت اليونيسف بأن يكون هناك طرف ضامن للاتفاق مع دمشق وإجراء الامتحانات في شمال وشرق سوريا، وقال: "إن لم يأتِ رد إيجابي من سلطة دمشق، فأبواب جامعات شمال وشرق سوريا مفتوحة أمام جميع الطلبة السوريين الذين يدرسون وفق منهاج دمشق".
الإدارة الذاتية تأسست للحفاظ على الاستقرار في شمال وشرق سوريا
فيما تطرق المحور الثالث إلى إنجازات الإدارة الذاتية والتحديات التي تواجهها، وأدارها الرئيس المشترك لمكتب العلاقات لحزب سوريا المستقبل وأحد المشاركين في تأسيس الإدارة الذاتية، الدكتور صالح الزوبع.
وقال الزوبع: "خلال سنوات الحرب الأولى وما شهدته سوريا من مجازر مروعة كان لا بد من أن يكون هناك جهة تستطيع نقل هذه المنطقة من الدمار إلى الاستقرار، وكان القرار بتأسيس إدارة تحمي شعوب المنطقة، وتم تأسيس الإدارة الذاتية في 2014".
إنجازات كثيرة...
وأكد الزوبع أن إنجازات الإدارة الذاتية لا يمكن إحصاءها، فهي استطاعت خلال عقد من الزمن، أن تحمي المنطقة وأن تقوم بتخديمها، موضحاً أن "هذه الإدارة تكونت من مكونات شمال وشرق سوريا، وهو سبب نجاحها".
وأضاف: "العمل بمصداقية في مؤسسات الإدارة الذاتية سيمكننا من الوصول إلى الأهداف التي نريدها، فشعوب المنطقة هي المسؤولة عن الإدارة الذاتية وحمايتها في وجه التحديات، على الرغم من وجود بعض الأخطاء، لذلك فمن أهم التحديات التي نوجهها هي كيفية حماية هذه الإدارة لنستطيع الوصول إلى سوريا المستقبل".
وبعد انتهاء المحاور، فُتح الباب أمام النقاشات والأسئلة، حيث أكد المشاركون بأن التفاوض والحوار السوري السوري هو الطريق إلى الحل والوصول إلى سوريا المستقبل.
(د أ/ح)
ANHA