قارئات كتاب "المرأة والعائلة": رحلة البحث عن ذواتنا لم تنتهِ بعد
تؤكد نساء منضمات إلى حلقة قراءة كتاب القائد عبد الله أوجلان، "المرأة والعائلة"، أن رحلة البحث عن ذاتهن لا تزال مستمرة. فيما يلفتن الانتباه حول اختيارهن لهذا العنوان، مشدّدات على أنه يقدم حلولاً للقضايا والمشكلات التي تواجههن.
بعد انتهائهن من قراءة كتاب 'كيف نعيش' للقائد عبد الله أوجلان، واستلهامهن طريق الحرية الحقيقية من خلاله، وإجابته عن كل ما هو مبهم لديهن، بدأت عضوات وإداريات الكومينات في مجلس الشهيد جنكيز الواقع بحي الأشرفية في مدينة حلب بقراءة كتاب جديد بعنوان (المرأة والعائلة)، إلى جانب استمرارهن في قراءة المرافعة الخامسة بعنوان "القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية" مع العضوات والإداريات.
وجاء اختيارهن لقراءة كتاب "المرأة والعائلة" بسبب تعرّض النساء للاستهداف من قبل الأنظمة الاستبدادية، ولتعريفهن بذواتهن وقدراتهن وكيفية خوضهن للنضال التحرري ضد ما يُمارس بحقهن من قمع وتهميش. إذ يهدف الكتاب إلى مناقشة قضايا المرأة والبحث عن حلول تسهم في تمكينها.
وتخصص النساء في الكومينات التابعة لمجلس الشهيد جنكيز، جلسات تستمر نحو ساعة ونصف من كل أسبوع، لقراءة كتاب "المرأة والعائلة". كما أن هذه الجلسات لا تقتصر على القراءة فقط، بل يُفتح فيها باب النقاش أمام المشاركات، لطرح أسئلتهن ومشاركة آرائهن وتجاربهن. واللواتي يؤكدن أنهن لا زلن في رحلة البحث عن ذواتهن من خلال خوض التجارب والاختبارات التي تواجههن في نضالهن المستمر.
تشير النقاشات إلى أن الحرية التي قدمتها المجتمعات الغربية للنساء وحركاتهن، لا تتجاوز السطحية والشكلية، حيث تفتقر إلى العمق الحقيقي الذي نادى به القائد عبد الله أوجلان. وهذه الحرية، وفقاً للقائد عبد الله أوجلان، لا تعكس الحرية الفعلية التي تسعى إليها المجتمعات، بل تظل محصورة في إطار الشكل دون أن تتناول القضايا الجوهرية.
ومن خلال فلسفته، يؤكد القائد عبد الله أوجلان على أهمية تحقيق حرية حقيقية وشاملة، تتجاوز مجرد الكلمات وتلامس جوهر المعاناة والتحديات التي تواجهها النساء.
كما تظهر النقاشات أن الأنظمة الرأسمالية تقود مؤسسة العائلة نحو الاندثار وفقدان التماسك، في حين تدعو حركة الحرية إلى تعزيز حقوق المرأة وحريتها، مما يسهم في بناء عائلة واعية ومتماسكة.
وتسلّط الضوء على دور المرأة في النضال التحرري، حيث تسعى لتعريف نفسها وإثبات قوتها وقدرتها من خلال مشاركتها الفعالة في جميع المجالات، بما في ذلك مراكز صنع القرار.
تؤكد الإدارية في لجنة التدريب بمجلس الشهيد جنكيز، جميلة دادا، على أهمية معرفة النساء لقضيتهن والمراحل التاريخية التي مررن بها، والتي أوصلتهن إلى حالة من العبودية. وتوضح أن كتاب "المرأة والعائلة" قادر على توضيح هذه النقاط، بالإضافة إلى كيفية تحررهن ممّا مورس بحقهن والنهوض بأنفسهن نحو الإصلاح.
تلفت جميلة الانتباه إلى محتوى الكتاب، وما يطرحه من قضايا متعلقة بالمرأة والعائلة، مشيرةً إلى دور الأنظمة الرأسمالية في تحريف المصطلحات. تقول: "من آلهة إلى سلعة للاحتكار، لقد سلبت الدول الرأسمالية مكانة المرأة المقدسة وأوصلتها إلى الحضيض".
كما تنوّه جميلة إلى أن القائد عبد الله أوجلان، من خلال أطروحاته، يسعى لإفشال ما تفرضه الأنظمة الحاكمة على المرأة، ويعمل على تحريرها عبر ربط حرية المجتمعات بحرية المرأة. ويهدف إلى إعادة المرأة إلى مكانتها الأصلية من خلال إغناء عقلها بالفكر والوعي.
مروة أحمد، إحدى المشاركات في حلقة قراءة كتاب "المرأة والعائلة" وإدارية في كومين الشهيد إيبو، أكدت أن الثقة والإيمان بالنفس هما مفتاحا تحقيق المكاسب، وأشارت إلى أن الكتاب يسهم في دعم النساء لخوض نضال تحرري من خلال إحداث ثورة ذهنية وروحية، ورفض الحرية الشكلية التي تفرضها الأنظمة الحاكمة على المجتمعات والنساء.
وترى مروة في فكر القائد عبد الله أوجلان، كما تم تقديمه في كتاب "المرأة والعائلة"، حلولاً للقضايا والمشكلات التي تعرضت لها النساء. وتقول: "بالعلم والمعرفة تصبح المرأة قادرة للوصول إلى حريتها، وفكر القائد يسهم بشكل كبير في تحقيق ذلك".
(ل م)
ANHA