سياسي: سوريا يجب أن تكون لا مركزية سياسية
دعا السياسي صلاح درويش، إلى تطبيق اللا مركزية السياسية في سوريا، وأوضح أن تطبيق النظام المركزي سيحول النظام الجديد إلى نظام ديكتاتوري مثل النظام السابق، ورأى أن تركيا تريد فرض هيمنتها أكثر على سوريا.

وأشار درويش إلى أن هذا النظام، الذي حكمه حزب واحد فقط أدى إلى تراكم مشاعر السخط لدى السوريين، ما دفعهم للانتفاض عام 2011 بحثاً عن الخلاص.
وتطرق درويش إلى أخطاء ما تسمى بالمعارضة التي أسهمت في بقاء النظام على سدة الحكم، خاصة بعد تدخّل بعض الدول التي قدمت الدعم للنظام. وأكد أن حلفاء النظام، مثل روسيا وإيران، لم يعودوا قادرين على الدفاع عنه كما كانوا سابقاً.
وفيما يتعلق بالوضع الداخلي، عدّ درويش أن: "أسلوب حكم النظام، حوّل البلاد إلى مركز للمخدرات والعصابات، ما جعل السوريين غير مهتمين بمن سيأتي بعده إلى الحكم. لذلك احتفلوا بإسقاط النظام وأسهموا بشكل كبير في تحقيق ذلك".
ونوّه صلاح درويش إلى أن: "الجيش لم يدافع عن البلاد بسبب امتعاض السوريين من النظام الذي حوّل الوطن إلى مزرعة خاصة له".
وفي سياق الحديث عن الأوضاع المستقبلية في سوريا بعد استلام "هيئة تحرير الشام" الإدارة في بعض المناطق، ذكر درويش أن "حكومة مؤقته جديدة قد تشكلت، يقودها شخص متهم بالتطرف، وقد أصبح هذا واقعاً".
وحذر درويش من أن: "الأمور قد تتعقد إذا لم تقم هيئة تحرير الشام بتغيير أيديولوجيتها والتخلي عن طابعها الراديكالي"، وأكد أن: "فرض نموذج إدلب على كامل سوريا لن يتناسب مع تطلعات الكرد والمسيحيين والدرزيين والعلويين وجزء كبير من السنة".
كما دعا درويش: "الجولاني إلى ترجمة تصريحاته حول حماية جميع المكونات إلى أفعال ملموسة"، وأكد أن على: "السوريين أن يرفضوا الحرب ويطالبوا في استقرار البلاد، وأن سوريا يجب أن تكون لجميع السوريين وليست مرهونة لطرف واحد أو أيديولوجيا محددة".
وأشار صلاح درويش إلى أن المجتمع الدولي يراقب الوضع، وأن تصريحات الجولاني ليست كافية، وأوضح: "إذا استطاع الجولاني ضم جميع المكونات كشركاء في الحكومة، فإن البلاد لن تواجه صعوبات كبيرة، أما خلاف ذلك، فستظل سوريا في حالة عدم استقرار ولن يقبل السوريون ذلك".
التدخل التركي هو احتلال
تحدث درويش، عن التدخلات الإقليمية في سوريا، وتطرق بشكل خاص إلى دور الاحتلال التركي الذي تدخلت سابقاً واحتلت العديد من المناطق، وقال: "هي أكثر الدول تدخلاً في سوريا، وتدخلها لم يكن مجرد تدخل عابر بل احتلال فعلي".
ونوه درويش إلى أن تركيا تسعى اليوم، لزيادة هيمنتها على سوريا، ومحاولة استبدال النفوذ الإيراني بآخر تركي، وهو أمر لم يعد مقبولاً، لا من قبل الدول العربية ولا من السوريين أنفسهم.
ولفت إلى أن "تركيا تتعامل مع سوريا كولاية تابعة لها، بينما يرفض المجتمع الدولي والدول العربية هذا الوضع، مؤكدين على ضرورة أن تكون سوريا للسوريين وحكمها يعود لهم".
وفيما يتعلق برؤية الحل الأنسب بعد سقوط نظام البعث، أكد درويش على: "ضرورة الانتقال إلى نظام لا مركزي يتيح للسوريين إدارة شؤونهم بأنفسهم، وأهمية الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف السورية لتحديد شكل الحكم، وبأنه لا يمكن بناء دولة مركزية ديكتاتورية جديدة، لأن ذلك لن يحقق الاستقرار".
وأوضح صلاح درويش أن السوريين أصبحوا مقتنعين تماماً بأن سوريا يجب أن تكون لا مركزية سياسية، ما يضمن حماية حقوقهم ويعزز مكانة دولتهم.
(ك و/ ل م)
ANHA