خبراء: هناك حرب بالوكالة بين الناتو وروسيا والصين وإيران في الشرق الأوسط
استبعد خبراء حصول صدام مباشر بين واشنطن وطهران في المنطقة، مشيرين إلى أن ما يجري في الشرق الأوسط هو حرب بالوكالة ما بين الصين وروسيا وإيران من جهة والناتو بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى.
أكدت كل من إيران والولايات المتحدة وعبر تصريحات رسمية أنّهما لا يريدان الدخول في حرب مباشرة ضد بعضهما البعض، وذلك بعد اتساع رقعة الصراع الغير مباشر بين الطرفين (بالوكالة) ومقتل قادت في إنحا
يعتبر الأستاذ المشارك للدراسات الشرق أوسطية في جامعة شانشي الصينية والباحث في جامعة إكستر في المملكة المتحدة الدكتور، سيفان سعيد، بان ما يجري هو "حرب بالوكالة، ولكن ليس بين الولايات المتحدة وإيران فحسب، بل هناك، بل هناك حرب وكالة بين الناتو (اي أميركا) من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى".
قلق أميركي من حسابات الصين وروسيا في المنطقة
ويشير الباحث في جامعة إكستر البريطانية إلى أن لدى إيران وكلاء غير دوليين، مثل الجماعات المسلحة في أنحاء المنطقة، لكن القلق الأميركي ليس من إيران فقط بل هناك حسابات روسية صينية تجاه اسرائيل والمنطقة بأسرها.
ويلفت الأستاذ المشارك للدراسات الشرق أوسطية في جامعة شانشي الصينية إلى أن الضعف الأمريكي في المنطقة بدأ منذ الوجود الفعلي للروس والصينين على الاقل منذ ٢٠١٥.
ويرى بأن الولايات المتحدة متخوفة من التصعيد في المنطقة، وخاصة بعد عملية حماس، لأن فتح جبهة جديدة مع إيران، سيجر واشنطن إلى مستنقع أكبر.
ويوضح سيفان سعيد بأن الولايات المتحدة لم تتوقع بان تصمد حماس حتى الان، فالحسابات الأميركية للحرب الإسرائيلية مع حماس، كانت خاطئة.
الضربات الصغيرة هي لمنع الصدام المباشر
ويشير سعيد إلى أن كلا من إيران والولايات المتحدة تحاولان ان تقومان بضربات صغيرة للاستهلاك المحلي والإقليمي، وبأن السبب الرئيسي لتوسع الضربات على الوكلاء لكل الطرفين كان في سبيل منع وقوع ضربات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
وفي السياق عينه يعتقد خبير تحليل السياسات الدولية، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية الدكتور محمد محسن أبو النور، بأنه وبعض مقتل الجنود الأميركيين مؤخراً والرد الأميركي في سوريا والعراق على مجموعات موالية لإيران بأن "طهران سترد على أهداف أميركية في سوريا والعراق، ولكن لن ترد بشكل مباشر".
إيران لن تتراجع عن استراتيجياتها الكبرى بإخراج القوات الأميركية من المنطقة
ويرى رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية بأن إيران "لن تتراجع عن استراتيجياتها الكبرى القائلة بضرورة اخراج القوات الأميركية من المنطقة عن طريق بعض هذه العمليات تزعزع هذا الوجود الأميركي، تكون الأخيرة مجبرة على التخلي عن دورها الاقليمي والارتداد شرقا كما هو معروف وفق لاستراتيجية محور آسيا".
ويشير الخبير محمد محسن أبو النور إلى أن هذا متوقف على "طبيعة الرغبة الأميركية الراهنة وطبيعة التعامل الأميركي الاجرائي مع هذا التهديد الإيراني أو مع هذه الاستراتيجية الإيرانية المعلنة، لأن إيران بعد مقتل قاسم سليماني انتهجت استراتيجية متمثلة في اخراج القوات الأميركية كعقاب لها على اغتيال سليماني".
وأوضح بأن اخراج الولايات المتحدة من المنطقة "سيكون عن طريق عمليات بطيئة ودقيقة وكثيرة ومكثفة لعدة سنوات، تكون معه أميركا مجبرة على حماية جنودها وكوادرها البشرية وبالتالي الانسحاب من الإقليم".
ويعتقد أبو النور بأنه لو ردت الولايات المتحدة ردا كبيرا على إيران هذه المرة بعد مقتل الجنود الثلاثة في قاعدة البرج 22 على الحدود الأردنية السورية العراقية، فأن "إيران ستلجأ للتهدئة نوعاً ما، ولكن عدم الرد الأميركي سيجعل من إيران تتجرأ أكثر على مواصلة هذه الاستراتيجية الثابتة والراسخة".
إيران سوف تمتص الضربات الأميركية
ويتوقع رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية بأن إيران سوف تمتص هذ الضربات، لأن هذه الضربة تستهدف أمرا واحداً وهي للمحافظة على الصورة الذهنية الأمريكية وتهدئة الراي العام الأميركي الداخلي، ولكن طهران سترد عبر الحوثيين والرد عن طريق الجماعات العراقية والسورية سيكون متواصلا، ولكن بشكل رسمي ومباشر لن ترد على الضربات.
(ي ح)