المثقفون الكرد يناقشون الموقف الموحد - 3

"إذا لم يدرك المثقف مخططات المحتلين وسعى وراء مصالحه الشخصية فهو مثقف مزيف"، بهذه الكلمات أشار المؤرخ برادوست ميتاني إلى ضرورة قيام مثقفي كردستان بتوعية وتنبيه شعبهم إزاء الاحتلال ومخططات المحتلين والانخراط في جميع الأنشطة الاجتماعية.

المثقفون الكرد يناقشون الموقف الموحد - 3
8 آب 2024   05:10
مركز الاخبار
جيهان بيلكين

علق المؤرخ من روج آفا؛ برادوست ميتاني على المخططات الاحتلالية التي تُحاك ضد كردستان وأهمية وحدة الأحزاب السياسية الكردية. 

"عندما استفاق الشعب الكردي من غفلته قامت الثورات"

لفت المؤرخ برادوست ميتاني إلى قيام العديد من الثورات مع صحوة الشعب الكردي، وقال: "لطالما كانت الدولة التركية عدوة القضية الكردية وتسعى لإرضاخ الكرد على مر التاريخ، ومقابل هذا وعندما استفاق الشعب الكردي من غفلته قامت العديد من الثورات، إحداها تأسيس حزب العمال الكردستاني الساعي إلى تحرير كردستان، وتنتصر قضية الشعب الكردي تحت مظلة أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية، لذا تعدّ الدولة التركية هذه الثورة خطراً على أهدافها العنصرية، ويقول معظم الرؤساء الأتراك عندما يصلون إلى السلطة’ سندمر أي كيان كردي حتى لو كانت خيمة على سطح القمر‘ إنهم يمارسون هذه العدائية عملياً".

"تبني توازنات مناهضة للكرد مع الأنظمة المجاورة"

وذكر برادوست ميتاني أن الدولة التركية تنتهج سياسات توازن مع محتلي كردستان الأربعة بغية إسقاط الكردايتية وقال: "تعارض الدولة التركية الصحوة الموجودة في شمال كردستان وشرقها، وكيان روج آفا كردستان وحرية جنوب كردستان، ولهذا فإن النظام التركي العنصري يتوازن مع الأنظمة المجاورة ويتحالف معها لمنع الشعب الكردي من نيل حريته، وللأسف فإن الدول الرأسمالية والدول والربحية والساعية خلف مصالحها لا تدعم حقوق الإنسان، فقد بنت مع الدولة التركية توازنات من خلال الاتفاقيات والقوانين، إنها تدعم الاحتلال، تدعم الدولة التركية في هجماتها الوحشية على الشعب الكردي، وتقابل مخططات وأهداف المحتلين ضد أرض كردستان حقوق الشعب الكردي على الدوام، ونتيجة الفرصة المتاحة اليوم، تنقلب بعض مخططاتها عليها ولا تنجح بل على العكس تخدم قضية الشعب الكردي".

فرص تحقيق المكاسب في كردستان

وصف ميتاني الفرصة المتاحة للشعب الكردي الآن بهذه المقولة: "لا يصح إلا الصحيح" وسلط الضوء على النضال الذي تشهده أجزاء كردستان الأربعة قائلاً: "أمامنا فرص كبيرة الآن، فعلى سبيل المثال حقق جنوب كردستان كيانه السياسي، وأحدث تأسيس حزب العمال الكردستاني تأثيراً كبيراً على الشعب الكردي وعلى الساحة الدولية، هناك ثورة في روج آفا، وتُحطم حواجز الخوف في شمال كردستان، حيث يقاوم المعتقلون في السجون وتفرض اللغة الكردية نفسها لتُدخل في الجامعات، وبغض النظر عن السياسات الفاشية التي تنتهجها الأنظمة الاحتلالية على الشعب الكردي، إلا أن هذه الفاشية تراجعت مع الوقت ما سمح للشعب الكردي بمزيد من النهضة وتحقيق قضيته ولم تعد مقولة "إن الكرد هم أتراك الجبل" منتشراً، مهما كانت سياسة أردوغان وحشية إلا أنه يُهزم، لقد غيرنا في تقاربات ومواقف بعض الدول، ووصلنا إلى مرحلة أصبحنا نشكل فيها قوة بارزة".

"في مواجهة المخططات يجب العودة إلى وحدة البيت الكردي"

أشار برادوست ميتاني إلى ضرورة توحيد البيت الكردي لإفشال المخططات الجديدة التي تتعرض لها كردستان وتابع حديثه قائلاً: "بذل أردوغان قصارى جهده لتحقيق أهدافه المتعلقة بالميثاق الملي، لقد فشل في سياساته هذه، لذا يحاول الآن الاتفاق مع النظام السوري، الهدف هو إسقاط الإدارة الذاتية، هناك خطر علينا تحديده لشعبنا، وعلى جميع الأحزاب السياسية العودة إلى وحدة البيت الكردي في مواجهة هذه السياسات، فوحدة البيت الكردي هي الأهم والأكثر ضرورة الآن، كما يجب تشكيل مؤتمر وطني كردستاني يشارك فيه المثقفون أيضاً، هناك مؤتمر وطني كردستاني لكنه للأسف لا يضم جميع الأطراف الكردية، لذا فهو ضعيف، إذ تم عقد مؤتمر وطني فسيتحول إلى قوة وكيان يمكن أن تنضوي تحت لوائها قواتنا ومقاتلونا من الكريلا، وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة والبيشمركة".

"الانقسام يخدم الأعداء والمحتلين"

وسلط المؤرخ برادوست ميتاني الضوء على بعض نتائج تشرذم الصف الكردي وعدم تحقق الوحدة الكردية قائلاً: "للأسف بعض الأحزاب الكردية تتحفظ على الوحدة، إنها تخشى الوحدة وفقدان سلطتها، وأكبر أضرار لذلك أنه يخدم المحتلين والأعداء، على سبيل المثال، أدى عدم تحقق الوحدة الكردية في روج آفاي كردستان إلى خوض البعض للمقاومة وتقديم التضحيات ووقوف البعض الآخر مع المحتلين، فإذا اتحد الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني فسيعيدان كركوك إلى كردستان، لكن للأسف بعض الأحزاب الكردية تدعم التركمان الموالين لتركيا والعرب الفاشيين في كركوك".

"على أحزابنا ألا تساعد الدولة التركية ضد الكريلا"

وأعرب ميتاني عن استيائه من موافقة الحزب الديمقراطي الكردستاني على انتشار الجيش التركي في جنوب كردستان وتابع حديثه قائلاً: "نقاوم في روج آفا ونتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار وهجمات جيش الاحتلال التركي، لكن للأسف نشروا آلاف الجنود الأتراك في جنوب كردستان، وانتشارهم هناك هو لمحاربة الكرد الوطنيين، على أحزابنا الكردية أن تدرك ذلك، يتمتع جنوب كردستان بالاستقلال ويحافظ على مصالحه، لكن عليه أيضاً ألا يمهد الطريق للدولة التركية، عليه فهم هذا المخطط الاحتلالي ولا يساعد الدولة التركية أو يتعاون معها ضد الكريلا".

"على المثقفين أن يخدموا المجتمع "

"على المثقف أن يكون وطنياً بمشاعره ومعتقداته ولا يهتم فقط بمصالحه الشخصية"، بهذه الكلمات أشار المؤرخ برادوست ميتاني إلى دور المثقفين في هذه المرحلة.

واختتم حديثه قائلاً: "عليهم الحديث عن سياسات المحتلين، فكيف لهم التزام الصمت على احتلال المدن؟ للأسف، بعض المثقفين لا يقولون 'عفرين محتلة' إن الحقيقة واضحة، يسعى العدو إلى القضاء على الكرد، فأي مثقف هذا، ذاك الذي يتجاهل هذه الأمور؟ على المثقفين المشاركة في جميع الأنشطة، إذا لم يدرك المثقف مخططات المحتلين وسعى وراء مصالحه الشخصية فهو مثقف مزيف، على المثقفين خدمة مجتمعاتهم وعدم الهجرة أو التورط في مخططات الأعداء، فحماية المنجزات هي دور أو واجب المثقف الأول".

(ر)

ANHA